لن تجني الرياض غير الخسران:المهرة.. الرقم الصعب (2-3)
الوطنيون الأحرار من أبناء محافظة المهرة وسقطرى، ومن أبناء اليمن عامة أيديهم على قلوبهم من المخاطر المحدقة من التحركات المشبوهة والتآمرية للقيادة السعودية الطامعة والاحتلالية
والراغبة بشدة للتوسع والتهام الأرض اليمنية التي بدأت تظهر مخالبها الاحتلالية في مهرة الخير والشهامة والرجولة، خاصة وأن الجميع كان قد شهد استئثار أبو ظبي بأرخبيل سقطرى تحت مسمع ومرأى من الجميع، وبرضا مغلف من الشرعية المخطوفة والمزعومة، وتحت غطاء دولي صامت ومخاتل ومحابٍ إلى أقصى حد ممكن..
وتأكد أن القيادة السعودية المتآمرة والطامعة لم تشبع من التهام أراضي جيرانها فاتجهت بكل ثقلها وبكل تآمراتها لتلتهم الأراضي اليمنية.. وما يصيب النفس بالألم والفزع في آن واحد معاً.. هو ذلك البيان النائح الباكي الذي صدر عن أعضاء برلمان وشورى ومجلس وزراء وعن قيادات عسكرية وشخصيات سياسية ووجاهات مرتهنة للقرار السعودي الإماراتي لا جزاها الله خيراً.. أفاقت مؤخراً كما يفيق المخدر أو شارب الحشيش ليقولوا ذلك البيان النائح الشاكي الباكي، وأفاقت بعد أن خربت مالطا كما يقولون.. وحاولت أن تتبرأ من بعضها.. فصارت مثل "أمة" تلعن أختها بعد أن شرعنت للاحتلال السعودي والغاصب الإماراتي بأن يحشرا أنفيهما في الشؤون الداخلية لليمن، وبعد أن سهل المنبطحون لهما احتلالهما لأراضٍ واسعة من اليمن ولجزرها وشواطئها.. فجاءت صحوة قيادة الوقت الضائع مثلما هي صحوة الموت وليعلنوا براءتهم مما كسبت أيديهم من آثام التعاون مع العدوان كبراءة أشبه ما تكون بإعلان قبول تلك الوصمة التاريخية فقد قالوا: في بيان البراءة الذين ألقوه على رؤوس أتباعهم والاعلام الصمت عار والارتهان خيانة، ولم يعد في قوس الصبر منزع، فاليمن يضيع من بين أيدينا وسيلعننا التاريخ والأجيال القادمة، إن توانينا عن القيام بواجبنا الذي يمليه علينا انتماؤنا إلى هذا الوطن الغالي"..
والحقيقة.. أن التاريخ قد لعنهم وسوف يواصل لعنهم، لأنهم باعوا أنفسهم وارتهنوا في قرارهم لنظام مأفون ملعون النظام السعودي والنظام الإماراتي وقبلوا طوال هذه الأعوام أن تمزق بلدهم وهم ينظرون.. بل أن الكثير منهم إن لم يكن غالبيتهم, هم من خربوا بلدهم بأيديهم ثم يأتون اليوم يعلنون براءتهم ويعلقون مشاكلهم على شماعة ما أسموها "الشرعية المخطوفة" ثم يقول البيان ذلك الاعتراف المتأخر: "نتابع باهتمام شديد وقلق بالغ حالة الارتهان والانبطاح التي وصلت إليها "الشرعية" المخطوفة في الرياض التي أصبحت تعمل ضد مصالح الشعب اليمني وتخون قضاياه العادلة وتسلمه لقمة سائغة للأطماع الداخلية والخارجية"..
وواضح من لغة البيان ان انقساما حادا قد تم وجرى في أوساط المجاميع الارتزاقية التي ارتهنت وارتبطت بالقرار السعودي والقرار الإماراتي اما بفعل تقريب هذا الطرف دون غيره, وإما أن القيادة السعودية والإماراتية تحتاج إلى عناصر والى رموز سياسية قادرة على تقديم مزيد من التنازلات المؤلمة تصل حد الموافقة على انسلاخ أراضٍ يمنية من اليمن على طريق ضمها إلى الرياض أو إلى ابوظبي وصراحة أن المهرة والتعامل معها والتعاطي مع سياسات الرياض تجاه المهرة كان وسيبقى المؤشر الحقيقي لطبيعة الموقف من الرياض اقتراباً أو ابتعاداً..
لذلك فان الكثير من القوى السياسية اليمنية او القوى الإقليمية قد أوضحت طبيعة مواقفها من المحتل وفي الحقيقة أن كثيراً منها مواقف اهتزازية وليس فيها موقف قوي وصارم مع التدخلات السعودية ومع أطماع الرياض سواء ما كان منها خفيا ومضمرا أو ما كان منها موقفا مكشوفاً ووقحاً في بعض ملامحه..
فالأمم المتحدة ومجلس الأمن كشفت عن غابة مرعبة من العلاقات المشبوهة والمواقف المتلونة والمخاتلة..
وفي هذا المضمار لا يمتلكنا الاستغراب أو الدهشة عندما نسمع صراخاً وعويلاً من رموز سياسية واجتماعية وعسكرية قابلت إلى جانب العدوان بعد أن شعرت أنها وقعت في حبائل الخديعة والاستغفال السعودي الإماراتي..
فأولئك الذين دبجوا المقدمات وكالوا المديح للقيادة السعودية واعتبروا ما اسمي حينها (بعاصفة الحزم) انها تنتصر إلى ما ادعوه باطلاً: "الدفاع عن الأمن القومي العربي".. فأي امن قومي يتحدث عليه وعنه هؤلاء المخدوعون والموهومون لاسيما ونحن نسمع قولهم: "بان الآمال العريضة التي بناها الشعب اليمني على عاصفة الحزم ذهبت أدراج الرياح بعد ست سنوات ظهر جليا أن هذه العاصفة لم تكن لإنقاذ اليمن ولا لإعادة الشرعية وإنما لاستعمار اليمن وتقاسم سواحله وموانئه وثرواته..
ودون ريب أن صدور ذلك البيان أشبه بيقظة وإن كانت يقظة متأخرة جداً احتاجت لستة أعوام من التدمير والنسف والقتل واستباحة الدماء وضرب النسيج الاجتماعي لكل اليمنيين ومع ذلك المنطق يحتم أن يستعيد أولئك المخدوعين شيئا من يقظتهم ويزيلون عن أعينهم غشاوة الأكاذيب التي ظلوا يرددونها وظلوا تحت عناوينها يحشدون ضد بلدهم وضد شعبهم, فيما الطامعون يعملون سكاكينهم وسواطيرهم في الجسد اليمني ويعيدون رسم خارطة احتلال وهيمنة جديدة قد حددوا واتفقوا سلفا على تنفيذها..
شراك الرياض
وكما هي عادة قيادة الرياض القائمة على الغدر وعلى استخدام الأوراق ثم ما تلبث أن تلقى بها بعد أن تستنفد منها غايتها وأهدافها المريبة وعن هذه الخدع الجديدة القديمة تناهى إلى أسماع الجميع أن القيادة السعودية قد بدأت تتخلى عن أعداد كبيرة من أبناء المهرة الذين كانت قد أغرتهم بالتجنيس السعودي في وقت سابق وتحديداً أبناء قبائل الربع الخالي مقابل اعتراف هذه القبائل بسيادة السعودية على أراضيهم.. جرى هذا الترتيب في النصف الثاني من القرن العشرين واليوم تنصلت السعودية عن وعودها تلك وسحبت تلك الوعود وهي حركة التفافية غادرة وقذرة لها أبعادها السياسية والعسكرية وخاصة بعد ان فرضت تواجدها العسكري والامني والإداري في مناطقهم من خلال بناء مدن ومراكز إدارية واستحدثت معسكرات..
كل تلك الاستحداثات تبعد عن الخط الدولي الصحراوي بعشرات الكيلومترات ومما ضاعف توحش السعوديين وتنمرهم في تلك المناطق توقيع اتفاقية الحدود بين الرياض وصنعاء في عهد عفاش.. خاصة وان باجمال وعفاش تنازلا عن ساحات كبيرة من أراضي محافظة المهرة اي ما يقارب من 750كيلو متراً طولياً ونكاد نتفق مع تصريحات سابقة لبدر كلشات وكيل محافظة المهرة وهو احد قيادات الاعتصام المهري عندما صرح في يوليو العام 2019م واشار الى ان السعودية انشأت معسكرات ومراكز عسكرية يفوق عددها 26معسكراً او مركزاً عسكرياً.