حكومة الفنادق.. ومعركة الاصابع المحترقة..!!
كل المؤشرات والدلائل تشير الى أن حكومة الفنادق ستواجه قادم الأيام تحديات عصيبة.. وعراقيل عديدة.. بسبب الوضع الحالي المتأزم سياسياً، اقتصادياً.. عسكرياً وأمنياً في عدن وأبين.. الى جانب التركة الثقيلة التي مازالت آثارها محفورةً في أرخبيل سقطرى.. ومحافظة المهرة.. وبلحاف بمحافظة شبوة..
إنها جروح نازفة.. تصب في صالح مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.. بالرغم من وجود بعض المكونات.. والجماعات.. والتنظيمات المتطرفة أيديولوجياً.. وفكرياً.. وسياسياً داخل وخارج الوطن.. مادامت الرؤية مبهمةً.. والوجود العسكري السعودي- الإماراتي موجوداً يصول ويجول.. ويدعم تلك المليشيات على عينك يا تاجر.. فإن ميزان المعادلة سيظل مختلاً.. وغير قادر على إرجاع الأمور الى نصابها بحسب بنود اتفاق الرياض المزعوم.. وغير قادر على بسط نفوذه في كافة محافظات الجنوب ناهيك عن عدن العصية..
فالعودة الى عدن محفوفة بالمخاطر وليس الطريق مفروشاً بالورود والزهور كما يعتقد الكثير.. هناك قوى خارجية وراء الكواليس تعمل دون تحقيق وصول حكومة الفنادق الى عدن.. لأنها لم تأخذ حصتها من الكعكة الجنوبية.. فهي تعمل في صمت.. وتتحرك سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً.. ومدعومة بأدوات وأجندة إقليمية ودولية لتنفيذ سيناريوهات احتلالية.. ورغبات أسيادها في المنطقة..
لنا أن نتساءل: كيف لحكومة الفنادق المزعومة أن تدير أعمالها ومؤسساتها العسكرية والأمنية في عدن وأبين وهي مازالت تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي؟!.. بالرغم من هذا وذاك والإمارات مصرة على دعم مليشياتها ومرتزقتها وعملائها عسكرياً واستخباراتياً ولوجستياً في عدن وشبوة وأبين وسقطرى..؟!.
الموقف جد خطير وقد تنفجر الأوضاع عسكرياً بين الشركاء والفرقاء في أية لحظة.. لأن النوايا فاسدة.. والمقاصد غير واضحة الرؤية..
من المستحيل إدارة دولة من خارج الحدود.. وحكومة مرتهنة ومنبطحة.. وتحت وصاية خارجية أياً كانت..
الشيء المشين المريب أن بنود الاتفاق في واد.. والإجراءات على الأرض في وادٍ آخر..
هناك جماعات سياسية ودينية تم حظرها.. وتصنيفها إرهابية من قبل النظام السعودي كحزب الإصلاح "الإخوان المسلمين" ورغم هذا تم إدخالهم في حقائب وزارية بحكومة الفنادق..فالموقف شبيه بتبادل أدوار ليس إلا..
وهناك توجهات إقليمية ودولية تسيّر المشهد السياسي اليمني حسب ما تريد.. ووفق مصالحها الآنية والمستقبلية.. كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة.. والمنظمات العالمية الراعية للقضية اليمنية.. ولكن الحجة تقع على من أوصلنا الى هذا النفق المظلم والوضع الكارثي!!.. ما يحدث الآن في جنوب اليمن تصعيد خطير غير مسبوق.. يأتي في سياق صراع إقليمي ودولي محموم للسيطرة على باب المندب.. وبسط النفوذ على طريق الملاحة الدولي في البحر الأحمر.. وفتح الأجواء لتدويل القضية الجنوبية.. وتمييع سلطة الواقع..
هذا كل ما يحدث في جنوب اليمن تحت غطاء ومظلة دول تحالف العدوان على اليمن التي هي- أساساً- أدوات عميلة واسترزاقية لخدمة قوى الشر العالمي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.. رأس الأفعى.. ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.. مهما مكروا.. ومهما كادوا..
فاليمن سينتصر بإذن الله..!!.