
العدو الصهيوني: بين جبهة الداخل وتعدد الجبهات
تتسع بقعة الاشتباك والاستهداف للمقاومين الفلسطينيّين مع اتساع تصاعد عمليّاتهم المتنقّلة بين المستوطنات التي لم ولن يكون آخرها العمليّة التي استهدفت مستوطنة "شافي شومرون" بوابل من النّيران،
والعملية التي شنها المقاومين على مستوطنة "حومش" قرب نابلس، وعمليّة كفر قاسم .وعلى ما يبدو أنّ ثورة جنين قد امتدّت إلى نابلس التي ستشكّل عبئاً إضافيّاً على جيش الاحتلال في ظلّ تطوّر العمليّات العسكريّة للمقاومين الفلسطينيين وارتفاع أعدادها بأساليبَ وتكتيكاتٍ جديدةٍ وفقاً لما نقلته قناة كان العبريّة عن وزير الأمن الدّاخلي الكيان الصّهيوني المؤقّت غوميز بارليف إذ تحدّث عن الهجوم الذي حصل قبل أمس في كفر قاسم معلناً ( لقد كانت حادثة "إرهابية" على خلفيّةٍ قوميّةٍ، كان هناك كمينٌ مخطّطٌ له من قبل المنفّذ. استدعاء الشّرطة هو تكتيكٌ جديدٌ، لكن لا أعتقد أنّ أفراد الشّرطة" يجب أن يتردّدوا قبل الاقتراب من التّهديدات، حتّى لو كانت تنطوي على مخاطر).
مراكز الدّراسات الصّهيونية التي أجرت إحصاءاتٍ للعمليّات خلال عام 2022 أشارت إلى ارتفاع عدد عمليّات إطلاق النّار التي تستهدف جنود الاحتلال الصّهيوني وفي مقارنةٍ بالفترة نفسها من العام الماضي، أشارت إلى ارتفاع نسبة تلك العمليّات لتصل إلى نسبة 400٪. ارتفاع نسبة العمليّات وتطوّرها ونوعيّتها التي حقّقت نجاحاً كبيراً للمقاومين الفلسطينيّين كشف مدى الفشل الأمنيّ والعسكريّ الذّريع للاستخبارات والموساد والشين بين والقيادة العسكريّة لجيش الاحتلال رغم كلّ ما أخذته من إجراءاتٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ بالتّزامن مع تنفيذ جيش الاحتلال الاسرائيليّ مناوراتٍ في الشّمال على الحدود مع لبنان وعلى حدود غزّة مع رفع مستوى الاستنفار في جنين التي شنّ جيش الاحتلال هجوماً على مداخلها لكنّه فشل في التّقدّم نتيجة المقاومة التي واجهته بالرّغم من وضعه لستٍ وعشرين كتيبة في جنين، تمّ استدعاء كتيبة أخرى من قوّات النّخبة إلى جنين ورغم ذلك كانت الهزيمة تنتظرهم بفضل ضربات المقاومين. الهزائم المتكرّرة لجيش العدوّ الصّهيوني في جنين وعجزه عن وضع حدٍّ أو منع عمليّات المقاومين دفعت برئيس الأركان أفيف كوخافي للقول خلال محادثاتٍ مغلقةٍ إنّ هناك خططاً لتنفيذ عمليّةٍ واسعةٍ في جنين في حال فشل العمليّات المركّزة التي ينفّذها الجيش الاسرائيليّ حاليًا وازدياد العمليّات الفلسطينيّة وما يمكن استنتاجه من تلك التّصريحات هو إقرار العدوّ الصّهيونيّ بالهزيمة أمام المقاومة الفلسطينيّة وبالعجز والفشل بالحدّ من عمليّات المقاومة وهو فشلٌ أمنيٌّ واستخباراتيٌّ وعسكريٌّ ذريعٌ بالرّغم من كلّ الاجراءات. وهذا يعني بأنّ الجيش الذي فشل في عمليّاته المركّزة التي ينفّذها سيفشل في عمليّاته الواسعة والكبيرة والشّواهد على ذلك ما زالت حيّةً في معركتي سيف القدس ووحدة السّاحات التي لم تمنع صواريخ المقاومة من استهداف مستعمرات المستوطنين ولم تقضِ على قوّة المقاومة وحدَّ من تطوير صناعاتها العسكريّة والصّاروخيّة. وبالتالي فإنّ ما ينتظر العدوّ الاسرائيليّ في أيّة عمليّةٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ هو المزيد من الهزائم التي تضاف إلى سجله في ظلّ تنامي قدرات المقاومة داخل فلسطين وفي ظلّ الحديث داخل الكيان عن معركةٍ متعدّدة الجبهات حاكتها المناورات التي نفّذها الجيش الصّهيوني الذي لم يتعلّم ويعتبر من هزائمه السّابقه فثمّة قاعدة تقول من يهزمه ثلةٌ من الشّباب الفلسطيني المقاوم ليس بمقدوره تحقيق انتصارٍ على المقاومة بكلّ فصائلها، فالجيش (الذي لا يُقهر) أذلّ جبروته فتية عرين الأسود وإنّ النّخبة من قوّاته التي سحقت على عتبات جبهة جنين ستتهاوى أمام ضربات المقاومين على الجبهات المتعدّدة وسيتهاوى معها الكيان الصّهيوني المؤقّت.
#كاتب واعلامي لبناني