ومضات متناثرة: نرجسية الرياض.. وسادية أبو ظبي..!!
الأمر بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، وأجندة العدوان أضحت شاخصةً للعيان.. هو تمزيق اليمن واحتلال أراضيه وموانئه وجزره..
لمصلحة من كل هذه التجاذبات والمشاحنات والمماحكات، من المستفيد من كل هذه المغالطات والمماطلات..؟ هل هم أوصياء على هذا الوطن والشعب اليمني..؟ لماذا يعرقلون كل الإجراءات والقرارات الأممية والدولية.. الى ماذا يهدفون..؟!..
مهما اختلفنا في الرؤى أو المصالح كلنا في الأخير يمنيون.. أما أنتم نشاز، ارحلوا عن بلادنا، قبل أن ترحلوا.. كلنا في نهاية المطاف يمنيون.. وليس من حق أي قوى خارجية أن تقف ضد إرادة اليمنيين.. فاليمنيون وحدهم هم من يحددون مسار وجهتهم التي يؤمونها.. هم أدرى باليمن أرضاً وإنساناً وهويةً وانتماءً..
إن الذين يصطادون في المياه الراكدة، ويحاولون الإبحار عكس الزمن، لتنفيذ أجندات إقليمية أو خارجية هم مخطئون، بل في غيهم سادرون، لأنهم لم يدركوا بعد أن اليمن عصي الزمان والمكان.. مهما كان حجم العراقيل والتحديات التي تقف أمام وحدة اليمن وإرادة اليمنيين.. فالمرحلة القادمة ستكون كارثية على دول العدوان، إن لم يتدارك طبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية، وإن حاول العدوان اللعب بأوراق الثروة النفطية سيدفع الثمن باهظاً ومضاعفاً.. وكل من يحاول السير عكس الزمن سيدفع المنطقة نحو الهاوية..
زمن القرارات العنترية قد ولى واندثر.. لأنها لا تخدم قضايا الشعوب، ومصالح الأوطان العليا.. أما الذين يسعون لتأزيم الأوضاع وتفخيخ المشاريع التصالحية لإثارة القلاقل والأزمات والتوترات من باب تعطيل أمن واستقرار وسلام المسار الوطني، هم واهمون وغارقون في بحور أحلامهم الصدئة..
لذا لابد من المرونة وضرورة التحديث وإشاعة ثقافة التسامح والتصالح بعيداً عن الإملاءات الخارجية ذات الطابع النفوذي المستبد.. فاليمانيون وحدهم هم أجدر بحل قضاياهم، يكفي ما تعيشه اليمن اليوم من تدخلات إقليمية وخارجية سببت لها الكثير من الأزمات والمماحكات..
علينا أن ندرك أن هناك ثوابت وطنية وقومية، وخطوطاً حمراء لا تقبل الحوار أو الجدال.. كما أن هناك ثوابت سيادية لا يجوز الخروج عنها.. فعندما تمس ثروات البلاد بالتجريف أو الاستغلال السيئ، فلابد من ضرب تلك الأيادي العابثة بالحديد والنار، فثروة الوطن خط أحمر، ولا يجوز التهاون أو التساهل فيها..
هنا تكمن قدسية الوطن، وسيادته، وأن ثروات الوطن أياً كانت خط أحمر لا يجوز الاقتراب منها.. ولتدرك الرياض وأبو ظبي أنهما سيدفعان الثمن غالياً ومضاعفاً في حالة مس تلك الثروات أو الاقتراب منها..
وليكن في علم العدوان وحلفائه من الأعراب أن القادم سيكون أفظع وأدهى وأمر.. ونقول لبابوية العدوان وحلفائه من الأعراب أفيقوا من سباتكم العميق من قبل أن تصبحوا أثراً بعد حين.. وصدق المولى القدير القائل: (ولا تفرحوا بما أتاكم الله من فضله إن الله لا يحب الفرحين).. إن اليمن اليوم له ثقله كقوى فاعلة في المنطقة وسترى شعوب المنطقة مدى تأثيره عربياً وإقليمياً ودولياً في قادم الأيام، وليكن في علم الجميع أن اليمن مقبرة للغزاة والطامعين في ثرواته وجزره وموقعه الإستراتيجي في باب المندب والبحر الأحمر.. وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة التي تمر بها دول المنطقة يحاول بعض أصحاب الأبواق المأزومة المسرطنة بداء العمالة والارتزاق استقراء مستقبل اليمن من خلال التعاطي المشروخ بالخلافات الفكرية، والعصبوية العمياء لتأزيم الأوضاع الداخلية، وتوسيع الهوة بين أبناء اليمن الواحد، لأن قلوبهم مريضة لا ترى إلا الظلام، ومن كان عليلاً ير كل من حوله عليلا..
وليكن في علم أولئك المأزومين الذين يحيكون المؤامرات والدسائس ضد الوطن هم الخاسرون أولاً وأخيراً..
يكفي الوطن جراحات ودماء.. فلنكن مع الوطن قلباً وقالباً..
أما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..!!.