تتبيع وليس تطبيعاً
إن ما يحث اليوم بين الأعراب وإسرائيل ما هو إلا تتبيع وموالاة لليهود والنصارى وترسيخ ذلك في نفوس الأجيال القادمة من خلال الهرولة السريعة نحو التبعية، أما التطبيع فهو شيء آخر,
ومن خلال مشاهدتنا للسباق المبالغ فيه نحو الارتهان والارتماء في أحضان إسرائيل تذكرت قوله تعالى: (وسارعوا الى مغفرةٍ من ربكم وجنةٍ عرضها السموات والأرض) تساءلت في نفسي: أي مغفرةٍ يرجونها هؤلاء المسوخ، وأية جنةٍ لدى إسرائيل ستمنحها لهم، فهذا والله لهو الكفر البواح، فأين علماء هذه الأمة جميعاً.. من هذا كله لماذا الصمت؟!.. لماذا الخوف؟!.. أولم يكونوا من قبل يزبدون ويرعدون في هذه المسألة بالذات ويقولون: إن الخروج على الحاكم الظالم جائز شرعاً فيما لو تبين كفره البواح وإن منتهى وكمال الإيمان أن تقول كلمة حقٍ أمام سلطان جائر!!.. أو بعد هذا أدلة أو بعد هذا الواقع المرير والمخزي للأمة، ألا يكفي للنهوض واليقظة والوقوف صفاً واحداً في وجه الطغاة والظالمين والمستكبرين الجاثمين على جسد الأمة والكاتمين لأنفاسها، والله ثم والله إن ما يفعله حكام العرب عامة والخليجيون خاصة لهو الشرك بعينه ولهو الكفر بذاته، فكلما نتأمل آيات كثيرة من القرآن الكريم نجد هؤلاء ولا حول ولا قوة إلا بالله يطبقونها عكس مقاصدها وخلاف ما أراد الله من أن تكون لنا نحن أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهاجاً سماوياً ومسيرة حياة قرآنية تحيينا في هذه الدنيا حياة طيبة كريمة، ولا يستقيم حال هذه الأمة إن لم نتبع سيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن نوالي أعلام الهدى من آل بيته رضوان الله وسلامه عليهم لأنهم أصدق من يسير على هدي وخطى المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.