ثورة 14 أكتوبر.. ثورة وحدوية خالصة
إن المتابع لفصول وأزمنة التاريخ وما جرى في اليمن بالذات في منتصف القرن الماضي مع اندلاع الثورات اليمنية ضد الظلم والاحتلال الأجنبي في شمال الوطن وجنوبه
يستنتج بأن ثورة 14 أكتوبر عملت على توحيد الصف اليمني جنوبا وشمالا في دحر الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن والتي استمرت منذ 14 أكتوبر 1963م حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م.
لقد تأثرت ثورة 14 أكتوبر بالثورة الأم 26 سبتمبر، حيث اصطف الثوار شمالا وجنوبا، من أجل الحرية والاستقلال ورفض المشاريع الاستعمارية من الوصاية والهيمنة والاحتلال.
واشتعل الكفاح الوطني الواحد لطلائع الثوار في الجنوب والشمال، وتنادوا فيما بينهم رفضا للاحتلال الأجنبي والظلم والاستعباد، بعد أن وجدوا الشعب في كافة أرجاء اليمن يعاني ويلات الاحتلال.
لذلك فقد تميزت ثورة 14 أكتوبر، بأنها ثورة وحدوية يمنية خالصة، شارك فيها اليمنيون من مختلف أرجاء البلاد، سواء من الجنوبيين أو الشماليين، الذين هبوا من كل مكان من أجل الكفاح والنضال ضد الاحتلال البريطاني.
وقد تشكلت وحدة الصف في هذه الثورة، وكانت من بين العوامل التي أسهمت في نجاحها بطرد الاحتلال البريطاني الذي كان يسيطر في القرن العشرين، على مساحات واسعة من العالم.
وعلى الرغم من محاولات دأب عليها الاحتلال البريطاني من أجل زرع الشقاق والتمزق والفرقة في صفوف اليمنيين جنوبا وشمالا، إلا أن واحدية المصير وتطلعهم للانعتاق من كل أصناف الظلم، أجبرهم على ترك كل الخلافات والعمل صفا واحدا من أجل تحقيق رغبات الشعب في طرد الاحتلال والتخلص من ويلات الاستعمار وأوجاع المحتل الأجنبي.
* رئيس الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري