
حديث الإثنين: رفض مطالب صنعاء بالمختصر محاولة لإفشال مونديال قطر
التشدد في عدم تلبية المطالب المشروعة لصنعاء كشرط أساسي لتجديد الهدنة وتقديم ضمانات لتنفيذ ما ستتضمنه من بنود له أسباب عديدة أهمها من وجهة نظري الشخصية حقد السعودية والإمارات على قطر اللتين تعملان على إفشال كأس العالم لكرة القدم
المقرر إقامته في الدوحة يوم 20 نوفمبر المقبل بكل الوسائل وإن تظاهرتا بعكس ذلك وقد وجدتا في إشعال الحرب من جديد بين دول التحالف واليمن - رغم ما سيلحق الرياض وأبو ظبي من أذى - بغيتهما كأحد العوامل للتسبب في خلق عنصر عدم استقرار في منطقة شبه الجزيرة والخليج خاصة في الإمارات العربية المتحدة المجاورة لدولة قطر وهو ما سيجعل العالم يحجم عن إقامة المونديال في الدوحة وهي محاولة خبيثة من قبل السعودية والإمارات لجأتا إليها بعد استنفادهما لكل الوسائل التي أتيحت لهما سابقا للتخريب ولكنهما لم يفلحا في ذلك بسبب وقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب إقامة المونديال ، وكم هو مؤسف أن يعلن مجلس الأمن الدولي انحيازه إلى جانب دول تحالف العدوان ويقول بكل وقاحة في بيان له بأن مطالبة صنعاء بحقوق الشعب اليمني المتمثلة في صرف مرتبات الموظفين ورفع الحصار وإنهاء العدوان هي مطالب متطرفة وهو الجهة التي يفترض بها أن تكون جهة توفيقية ، أما المندوب الأمريكي إلى اليمن فلم نستغرب وصفه في تصريح له تعليقا على ما قدمه الوفد الوطني من مطالب بأنها مستحيلة فذلك يمثل وجهة النظر الأمريكية كونها الأب الروحي لدول تحالف العدوان وجزء من العدوان نفسه إن لم تكن هي المخطط والمنفذ عبر أدواتها في المنطقة .
وهناك عامل آخر يتمثل في عدو اليمن التاريخي السعودية التي استكثرت على الشعب اليمني وحدته وتماسكه وتخاف من بناء دولته الحديثة والاعتماد على نفسه فظلت تحيك المؤامرات عليه وتنسجها منذ عدة عقود بهدف تقسيم اليمن ولكنها لم تفلح ، وهاهي اليوم مع حلفائها تستغل العدوان على اليمن وحالة اللاسلم واللاحرب الناتجة عن الهدن السابقة تكرر نفس المحاولة علها تنجح في تقسيم اليمن وتجزئته وفي نفس الوقت تراهن السعودية ومن تحالف معها على إدخال اليمنيين في حالة استرخاء والتأثير على صمودهم وإن كان ما حدث هو العكس تماما وقد أدرك تحالف العدوان هذه الحقيقة ولذلك لا يريد لها أن تتكرر مفضلا إشعال الحرب على أي هدنة قد تتحقق تحت إشراف الأمم المتحدة .
وعندما فشلوا في تحقيق هدفهم الخبيث استطاعوا أن ينفذوا إلى أوساط اليمنيين ويسلطوا عليهم عملاءهم ومرتزقتهم فبثوا عن طريقهم الفتن وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية لاسيما أنهم وجدوا من يصغي إليهم ويتقبل ما يقومون به من تعبئة خاطئة في رؤوس بعض المغرر بهم ليعمقوا في أوساطهم الكراهية والبغضاء بطرق ووسائل شتى ، فنشأ جيل جديد معقد يحقد على بعضه البعض وكأنهم ليسوا يمنيين وأبناء شعب واحد فصار ينظر كل فريق منهم للفريق الآخر وكأنه جاء من المريخ خاصة أبناء المحافظات الجنوبية الذين يتقاتلون اليوم مع بعضهم البعض لا لشيء وإنما رغبة في التسابق لتنفيذ أجندة العدوان المرسومة سلفا وقد ساعد على ذلك أولئك الذين تأصل الحقد في نفوسهم من خلال معاداتهم لكل المنجزات المتحققة للشعب اليمني وفي مقدمتها أهم منجز على الإطلاق المتمثل في إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990 م ترجمة لإرادة شعب وليس ترجمة لإرادة فوقية كما يعتقد من في قلبه مرض وهم الذين لا يزالون اليوم يثيرون الفتن داخل البلاد بطريقة مباشرة وغير مباشرة خاصة بعد قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م التي رفعت شعار تحرير القرار السياسي اليمني من الوصاية الخارجية وتصحيح مسار الثورة اليمنية الأم ( سبتمبر وأكتوبر ) فزاد عند أعداء اليمن وعملائهم في الداخل الحنق والغيظ فصعدوا عملهم على زعزعة الأمن والاستقرار داخل اليمن وإشغال الجهات المختصة بالتفرغ لمواجهتهم وكذلك صرفها عن القيام بواجباتها تجاه ما تتطلبه التنمية الوطنية في مختلف المجالات من جهود لتحقيق قفزة نوعية يستطيع اليمن من خلالها اللحاق بالركب وبناء الدولة الوطنية القوية والعادلة وأن يعيش الشعب اليمني في ظل رايتها كغيره من الشعوب الأخرى حرا وكريما معتمدا على نفسه من خلال استخراج ثرواته النفطية والمعدنية التي ما تزال في باطن الأرض اليمنية وما أكثرها حيث تفيد التقارير أن المحافظات الثلاث مأرب والجوف وشبوة تختزن في باطن أراضيها من النفط ما يعادل ثلث الاحتياطي العالمي فضلا عما يوجد في صعدة وحضرموت .
وهناك تقارير أخرى تقول أن منطقة باب المندب يوجد في باطن أرضها من الغاز ما يفوق ما تمتلكه قطر ثاني مصدر للغاز في العالم إضافة إلى ما يمتلكه اليمن من موقع استراتيجي هام وهذا هو سر تكالب أعداء اليمن عليه في محاولة منهم السيطرة على مقدراته وقراره السياسي وما العدوان القائم الذي مضى عليه ما يقارب ثمانية أعوام إلا جزء من هذا السيناريو المرعب الذي تدعمه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وتنفذه السعودية والإمارات ومن تحالف معهما من الأذيال والتابعين لهما من العملاء والمرتزقة وهم للأسف من أبناء جلدتنا .