كتابات | آراء

العدوان على اليمن!

العدوان على اليمن!

لم تكن هذه الجملة عنوان كتاب وإن كانت الأجزاء كثيرة.... لكنها في الحقيقة كلمتان يتوسطهما حرف وتنتهي بعلامة تعجب حیث تستوقفك لتسأل نفسك إلى أين؟

وما المصير المحتوم لكل هذا... أو لنقل ما نهاية هذه اللعبة التي طال أمدها..
 مشاعر من اليأس تصيب الجميع أحياناً ولكن يبقى هناك ما يثقل كف ميزان هذه المأساة... هناك جيل آخر خفي خلف أستار هذه المأساة..
 تقول المادة السادسة من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل (إن لكل طفل الحق الأصيل في الحياة وعلى الدولة الحفاظ على ذلك والحق في البقاء).. ناهيك عن بقية بنود هذه الاتفاقية ، لكن يبدو أن ما خلفته حرب الثمانية أعوام في اليمن قد جعل هذه الفئة لا وجود لها..
لم يَعُد الطفل في اليمن طفلا يتمتع بكافة حقوقه وراحته التي كفلتها له مواثيق الأمم المتحدة، فما يجري في الواقع هنا فقط سلب لكل شيء، وما خلفته هذه الحرب العدوانية من آثار نفسية مرعبة في نفوسهم وآثار اقتصادية أثنتهم عن ممارسة حقوقهم في التعليم مثلاً بسبب أنها جعلت الطفل مضطرا لمساعدة أبيه في أعمال لعلها تجدي عليهم بالقليل مما يسدون به رمق جوعهم، هذا إن لم يكن الطفل هو من يتحمل هذه الأعباء بمفرده بعد أن توفي أباه أو في الحقيقة أُستشهد أو كان في صفوف الجبهات المدافعة عن هذا البلد، تاركاً خلفه أسرة يعيلها صَغِيرة في الوقت نفسه الذي من المفترض أن ينعم الطفل بكافة وسائل الراحة والتعليم كبقية أطفال الشعوب في العالم..
الآلاف الأطفال دُمرت مدارسهم، وآخرين أصبحوا بين خيار البقاء للموت أو العذاب والنزوح لمدن أخرى، ولا تكمن المشكلة هنا فحسب فكل سُبل الحياة مجهولة، واقعٌ مأساوي لا نهاية له، ومستقبلٌ مجهول لكن ملامحه معروفة..
ليس الطفل في اليمن طفلاً مادام يحمل هموم واقعه المرير ومستقبله الضرير خاصة في ظل المساعي المستمرة لإنهاء معاناة الأطفال إلا أن جميعها فاشلة لأن المساعي الجادة تكمن في خلق بيئة مستقرة، آمنة أي أنها تعني إنهاء الحرب، لكن يبدو أن مصطلح الطفولة أو الأطفال في اليمن سيبقى هكذا بين صراع ليس محتوما ويبقى سؤالنا الأخير "إلى أين"؟!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا