تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(39)
أصبح النقد والحاجة إلى كسبه جزءًا من حياة الجميع والكل يسعى بشتى الطرق لكسبه يشرح مزارع في الحجرية كيف تغيرت نظرة الناس
وكيف اعتادت العائلات على الحكم على أي عريس محتمل ويشترطون أن أن يمتلك قطعة أرض حتى لو كانت صغيرة لضمان موافقة الفتاة وعائلتها على الزواج أما الآن فقد تغير كل هذا الآن الناس مهتمون بكم المال الذي يملكه الزوج وليس الأرض كان الرجال المغتربين خارج اليمن يعملون في عدد من الوظائف في وقت واحد عامل بناء ، طباخ ، كاتب وكانوا يعيشون مع زملائهم المهاجرين لخفض التكاليف وتحويل مبالغ صغيرة شهريًا حتى نهاية أربع سنوات ثم يعودون محملين ببضائع مختلفة وأجهزة كهربائية.
بحلول أواخر السبعينيات من القرن الماضي كان هناك عدد كبير من الأماكن في الشمال التي كان لديها مولدات كهربائية ومياه من الأنابيب أو من عربات تجرها الحمير وبدأت تنتشر غسالات الملابس والمراحيض الحديثة في معظم منازل صنعاء في بعض الأماكن كانت المياه تحمل على رؤوس النساء ولكن حتى هناك شعرت النساء أنفسهن بتحسن الحياة انتشرت بين الناس حافظات الشاي والقهوة الحرارية والبسكويت والخبز الطازج كل يوم كانت أشياء سابقا مقتصرة على قلة من الناس من قبل كان اغلب المغتربين يقومون بوضع مدخراتهم في بناء منزل للعائلة وارتفعت أسعار أراضي البناء خاصة في صنعاء حيث كانت الأسعار في بعض مناطق صنعاء تناهض أسعار الأراضي السكنية في بعض المدن الأوروبية.. ارتفعت تكلفة المعيشة هناك خمسة أضعاف في السبعينيات وبلغت تكلفة السكن حوالي تسعة أضعاف نما عدد سكان تعز بحلول منتصف السبعينيات إلى 81.000 ، والحديدة إلى 83.000 تقريبًا ، وحتى في حجة إلى أكثر من 40.000 ، لكن صنعاء نمت من 90.000 إلى200.000 تقريبًا خلال عقد من الزمان. خلال الحرب الأهلية ، كانت بعض الشوارع قد أنشأت فيها مبانٍ إسمنتية على شكل مصري واكتسبت المساحة القريبة من قصر الإمام القديم ميدان التحرير مقاهي للشاي ومرافق للترفيه للصبية مثل الدراجات المستأجرة وبنادق الهواء.
لكن شكل المدينة بقي كما في العهد التركي الآن ما كان ذات يوم حقولًا حول المدينة أصبح مواقع بناء ، حيث كان الرجال يقطعون الحجارة ويصبون الخرسانة حتى خارج صنعاء أعاقت رغبة الناس في تملك الأراضي التنمية الزراعية واشترى التجار الأرض كاستثمار آمن بدلاً من الحرث والزراعة أصبح المصدر الوحيد للأرباح هو التجارة وظهر عدد قليل من المصانع ولم يكن هناك استثمارات كبيرة في المجال الصناعي أو الزراعي ارتفعت أسعار الأراضي الزراعية وكذلك أراضي البناء وانخفضت عائدات الأراضي الزراعية لأن التفاوتات الهائلة في قيمة الأرض مقابل الناتج الزراعي من نفس الأرض كانت تدفع ملاك الأراضي إلى بيعها أو استثمارها في البناء وغالبًا ما كان يتم إعادة التفاوض بشأن اتفاقيات المشاركة أو وقف الأرض عن العمل لكن في تهامة كان الإنتاج عرضة للاستثمار النقدي.
بدأ العديد من التكنوقراط الشماليين بدايتهم في مشاريع تهامة الزراعية في الفترة المصرية أو في الواقع في عهد الإمام عندما كانت تمنح الأراضي المنخفضة القريبة من السواحل للاستثمار بعقود طويلة و أدى تطوير طرق الزراعة و الري بالفيضان و الضخ بالمضخات إلى تهميش الزراعة التقليدية مقارنه بالمزارع الحديثة ووفرة إنتاجها وقلة تكاليفها مما ترك المزارعين التقليديين أفقر بكثير مما هو عليه في معظم مناطق المرتفعات يتشبثون بالأرض من خلال الإعانات المقدمة من الأقارب في الخارج ومساعدة الأسرة غير مدفوعة الأجر في العمل الزراعي كانت الأراضي التي تعتمد على الأمطار في المرتفعات تتطلب عمالة أكثر وانخفض إنتاج الحبوب بنسبه %45 عن السنوات السابقة وفي المقابل بدأت زراعة القات تنتشر بكثافة على حساب الحقول والمزارع وبدأ اليمن يفقد ميزته كبلد زراعي مكتفي ذاتيا من موارده الزراعية ويتحول إلى بلد مستهلك.