ما علاقة أوكرانيا بالهدنة في "اليمن"؟
منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن في مارس 2015م واليمن تحت وطأت النيران الجوية لطائرات التحالف السعودي الأمريكي التي تقتل آلاف المدنيين الأبرياء
والحصار الجماعي يستمر بحق اليمنيين والجوع يشتد يوما بعد آخر ويخلف أسوء الأضرار التي تخلفها الحروب !!
مرت سنوات من القتل والحصار السعودي الأمريكي ولم يتحرك ملف" المفاوضات " وحتى مصطلح "الهدنة" وإن كان هناك تحرك مؤخرا والحديث عن مفاوضات يطلقها التحالف السعودي الأمريكي ولكنها كانت مفاوضات يحضرها مرتزقة يمنيين نيابة عن السعودي والأمريكي فكانت عبارة عن دعوات لمفاوضات يحضرها طرف يفتقد القرار والهدف منها هو الاستهلاك ولتضليل الرأي العام بان هناك مفاوضات وان الحرب لا يراد لها ان تستمر وسرعان ما تلاشت لأنها كانت تفتقد أهم عناصر التفاوض وهو " الرغبة في التوصل إلى حل"..منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 2 فبراير 2022م والوضع في اليمن يقترب من النهاية للعدوان عليه وكأن الهزيمة السعودية قد افتضحت على لسان بايدن بأن يجب إيقاف الحرب على اليمن لكي تحافظوا على سلامة مصادر وآبار النفط لأننا سنحتاجها فالهدنة بلسان بايدن وقف للحرب وكأنه يقول المصير الآن أوروبي وليس خليجي كما تظنون.
عندما نتحدث عن "الهدنة " السعودية الأمريكية اليمنية فإنه لابد أن نتحدث عن الحرب الروسية الأوكرانية والتوتر وقطع العلاقات بين روسيا وأمريكا الذي وصل إلى أسوء مراحله وهو قطع إمدادات الطاقة الروسية عن دول أوروبا وأمريكا بالذات وعقوبات أمريكية وأوروبية ضد روسيا واقتصادها ....!!بلا أدنى شك أن الأمريكي قد خسر إمدادات الطاقة من روسيا فالبديهي البحث سريعا عن البديل وعن حلفاء يمدون القارة العجوز المستهلكة بالنفط والغاز وإلا فالهزيمة الأمريكية أمام روسيا حتمية !!
ولكن ثمة أوراق أخرى في يد الأمريكي يمكن من خلالها الاستغناء عن إمدادات الطاقة من روسيا وهذه الورقتين الأخيرتين في يد جو بايدن الأمريكي هي :
*الورقة الأولى
السعودية: حليف غني بالنفط ولكنه في حالة عدم استقرار ويجب أن يقوم بإيقاف الحرب في اليمن ولو بمسميات أخرى ك "الهدنة" الوجه الآخر للهزيمة المباشرة للسعودي الأمريكي في اليمن فاليمن أصبح لديه قدرة عسكرية تهدد مصادر النفط في الخليج بما فيها السعودية وان هذا التهديد يهدد الأمريكي الذي هو بحاجة ماسة إلى النفط السعودي لذا يجب الحفاظ والاستمرار في الهدنة والعمل على إنهاء الحرب في اليمن ..فالسعودية محاطة وغارقة بالحرب على اليمن وما خلفته لسبع سنوات وهذا يسمى رهان أمريكي مهزوز !! ولكن يمكن أن يفيد وأن يستغله الأمريكي حسب سياساته ومصالحة.
*الورقة الثانية
إسرائيل: الحليف الحنون والابن الرضيع لأمريكا في المنطقة وهذا الحليف لديه غاز قد استحوذ عليه وسيمد الأمريكي بهذا المصدر من الطاقة ولكن هناك تصاعد وتيرة التوتر بين لبنان وإسرائيل والسبب ان الإسرائيلي يريد التنقيب من حقول الغاز المشتركة الغير متفق عليها والتي هي حق من حقوق الشعب اللبناني النائم على الأزمات والإسرائيلي غير قادر على استخراج الغاز بوجود حزب الله اللبناني ولن يستطيع الإسرائيلي حرمان لبنان من ثرواته في ظل وجود المقاومة الإسلامية, وهنا يتضح أن الهيمنة الأمريكية وحلفها بشكل عام يشهد انكماش متسارع وان هناك تراجع كبير بل وهزيمة للهيمنة الأمريكية لصالح قطب آخر وهو الروس بعلاقاته الودية مع الصين وإيران ودول عظمى أخرى.
التساؤل الذي يبحث عن إجابة..هل سينجح الأمريكي جو بايدن في رهانه على السعودي والإسرائيلي و إنقاذ القارة العجوز من الهزيمة الفاضحة أمام الروس وإمدادات الطاقة الروسية ??!.أم أن الأمريكي سيتسول لها قريبا ويستجدي ببوتين في حال فشل في تأمين الطاقة من حليفين ضعفاء كالسعودي والإسرائيلي!!?
هذا ما ستكشفه الأيام القادمة وإن غدا لناظره قريب..