كتابات | آراء

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و نجمه الآفل في اليمن

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و نجمه الآفل في اليمن

جميل ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مواده الثلاثين المتراصة  والأنيقة في صياغتها جميل ان يحتفل العالم اجمع بمناسبة الذكرى السنوية لهذا الاعلان،

نعم انه وثيقة حقوق دولية تبنته الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر في العام 1948 م في قصر شايو في باريس، وانها وثيقة فارقة في تاريخ حقوق الانسان ،وان كانت تلك الحقوق تخص كل انسان دون تمييز أو تحيز ودون النظر الى جنسيته او دينه اولغته وذلك لكل الحقوق التي يستحقها ،الا أن هذا الاعلان قد افل نجمه عند اليمنيين  في اليوم الاول من العدوان على ارضه و شعبه ،لقد صادر ذلك الغاشم المعتدي كل الحقوق الواردة فيه تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة  التي لم تحرك ساكناً رغم اننا تعودنا عليها الشجب و التنديد في القضايا العربية الا انها قد استكثرته على اليمن واليمنيين، انها لم تندد أو تشجب تصرفات الصلف العدواني من دول تحالف العدوان ، قد تقرحت العيون بكاء وغيمت السماٌء عزاءً مما ارتكبوه من جرائم ابتداءً من جرائم العدوان ثم توالت بعدها جرائمهم  ضد الإنسانية من فرض حصار شامل برًا وبحرًا وجوًا وقتل العُزل من المدنيين وقتل وتمزيق جثث الأطفال والنساء وقصف وتدمير الأعيان المدنية وذلك أمام العالم المتحضر الذي يتغنى بحقوق الإنسان وهو يناظر شعبٌ يباد وتصادر حقوقه ، إذن ليس لنا من هذه الذكرى  إلا الاحتفال اما محاسبة المعتدي على جرائمه فلا، إنهم يريدون منا الاحتفال فقط كشعار ظاهري ذهب بريق حقيقته وأصبح مجرد أوراق خضبت بمداد قد جف حبره ، فاليمن يقتل بعيون أممية بينما وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا تشهد سوى  صمت ينام في أروقة ورفوف الأمم المتحدة ودهاليزها أو أصبحت في عداد الموتى في نظر اليمنيين،  قد أفل نجمه وقد ذبح من الوريد إلى الوريد، أصبح هذا اليوم  لا يعنينا وليس محور اهتمامنا طالما سفكت دماء اطفال اليمن وفجعت نساء اليمن ودمرت بنيته التحتية انهم يريدون منا الاحتفال بالأوراق التي خطت في صفحاتها الإعلان  العالمي لحقوق الإنسان بأوراق لم تؤت أكلها، إنها مجرد ورق وصكوك جامدة، كون نظرتهم للشعب اليمني و اليمن أنها عربية إسلامية ليس دولة غربية نصرانية او يهودية عبرية ، هذه هي نظرة المجتمع الدولي، وهذا هو التمييز وعدم عالمية هذا الإعلان، كما أن الواقع فيه ما يدحض افتراءات وخدعة الإيمان بأن حقوق الإنسان عالمية وتعتبر محمية بشكل قانوني وإنها تركز على حماية وحفظ الكرامة الإنسانية كل ذلك قولاً أما الفعل فاليمن خير شاهد بعبثية وهمجية العدوان الذي جعل من الإعلان بلون الدم فقد أحمر مداده الأسود بدماء اليمنيين ولم يبق لليمنيين إلا خيار الصمود في وجه العدوان، إن هذا الخيار هو السبيل الوحيد والأوحد الذي سيحفظ كرامة الإنسان اليمني وعلى دول تحالف العدوان أن تفهم رسالة اليمن قيادة وشعبًا أن الاستسلام ليس في أجندته، انه شعب سيكتب إعلان عالمي لحقوق الإنسان بشعار (نحن لا نستسلم ننتصر أو نموت )هذا لا يعني أن اليمني لا يقبل السلام، إننا نقبل ونرضى بالسلام لكن سلام الأوفياء القادرين سلام لا استسلام  ، إن إعلاننا اليمني العيش بكرامة وعزة  سنمد أيدينا للسلام عندما يعترف العالم بأننا أحق بالبقاء في أرضنا بقرار سيادي يمني قرار يمني فقط يمني لا سواه نحن الأرض والإنسان والبقاء لصاحب الحق هذا إيماننا و هذه عقيدتنا ، إما إعلانكم وحقوق الإنسان فقد ذبلت، فالضحايا وأشلاء القتلى من الأطفال والشيوخ والنساء أصبح وصمة عار في جبين ما يسمى بالمجتمع الدولي وليعلم العالم اجمع عربان و عجمان أن شرعية اليمني أن يعيش على أرضه صامدا في وجه المعتدي الغاشم ، إن صنعاء الحضارة وقيادتها أخذت على نفسها  عهداً أن إعلانها هو الإنسان اليمني وكرامته وعزته ولا مكانة لغير ذلك في قاموسه بعد أن فقد اليمنيون مصداقية الأمم المتحدة في تعاملها مع الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبل العدوان ،ومع ذلك اليمن دولة ذات سيادة تحترم كافة المواثيق و الاتفاقيات الدولية المصادقة عليها بشرط تفعيلها و تطبيقها في هذه الحرب المنسية،  عليهم إخراجها من قوالبها الجامدة ،والكيل بميكال المساواة والعدالة ، نحن مع الإعلان ونصوصه ومواده لكن بعد إحيائه و بعثه أمام هذا العدوان ليقف ويحاسبه على ما اقترفته يداه الملطخة بدماء اليمنيين وهو أمل كل حر عزيز في هذا العالم، أن يتحقق ذلك في هذه الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان انه قانون المحاسبة لا قانون المجاملة و قانون بترو دولار، هذا ما يأمله اليمني حتى يعيد ثقته في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ،عندما نرى قادة هذه الدول المعتدية تحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية سيتغير نظرة اليمني للأمم المتحدة ولكل مواثيقها و اتفاقياتها وإعلانها العالمي لحقوق الإنسان، أما أن يظل الحال على ما هو عليه فالصمود هو الطريق الذي يسلكه الثائر اليمني المقاوم ، وليعلم الجميع أن اليمني لا يساوم على أرضه وعرضه فهي غالية تراق الدماء و تسكب في سبيلها ، هذا هو اليمني وهذا اليمن والتاريخ يذكركم بان اليمن مقبرة الغزاة وعليكم استيعاب الدروس من الماضي فالحاضر شاهد على كسر الغازي المعتدي وخيبة أمله  وان غدًا لناظره قريب سيهزم تحالف العدوان وستولي علوجهم هاربة تحت نيران الصمود اليمني ،هذا هو القادم سيرسم بعزيمة يمنية  ليعلم كل من تسول له نفسه الاعتداء على يمن الحضارة.. يمن التاريخ والمجد نقولها اليوم وغدا والحاضر والمستقبل لا سبيل لكم إلا الاعتراف بان اليمن عصية عليكم أيها الجرذان و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ،عاشت اليمن حرة أبية.. المجد لليمن.. الرحمة والخلود للشهداء.. والشفاء للجرحى.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا