حديث الإثنين: اليمن الجديد والعالم
الاهتمام الدولي باليمن هذه الأيام يتصاعد ويأخذ بعدا أكبر وتفاعلا يدل دلالة قاطعة على ما أصبح اليمن يحتله اليوم من أهمية لدى دول العالم قاطبة
خاصة بعد ثبات جيشه ولجانه الشعبية في الميدان وفي مختلف الجبهات الداخلية والخارجية دفاعا عن الوطن اليمني وحريته واستقلاله ، وبصرف النظر عن دوافع البعض المبطنة بسوء النوايا ، لكن الغالبية العظمى ينطلقون من فهم لما يمثله اليمن الجديد من مكانة لدى تلك الدول ، وهي المكانة التي تعززت بتحقيق الانتصارات العظيمة ومواجهة أعتى تحالف عدوان لم يشهد له التاريخ مثيلا تشارك فيه وترعاه أقوى دول العالم في مقدمتها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأذيالهم في المنطقة ، وهو ما أعطى لهذا الاهتمام المتزايد باليمن معناه وبعده ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل وعلى المستوى الدولي بشكل عام .
ونحن في اليمن الجديد إذ نعتز ونحيي هذا الاهتمام ونقدره غاية التقدير ونؤكد أن ما حققه اليمنيون ممثلون بجيشهم ولجانهم الشعبية من انتصارات عظيمة للعام الثامن على التوالي قلبت معادلة استراتيجية الحروب بشهادة العديد من مراكز الأبحاث العسكرية العالمية بما في ذلك داخل امريكا نفسها التي تتصدر تحالف العدوان ضد اليمن وترعاه قد لقي صدى واسعا واهتماما عربيا ودوليا كبيرا جسدته كافة التحليلات والتصريحات الإعلامية والصحفية المستمرة حتى في أوساط تلك الدول التي تشارك في تحالف العدوان ضد اليمن وشعبه العظيم ، وكما هو معروف فإن اليمن الموحد تاريخا وحضارة وجغرافيا وكثافة سكانية وثروات طبيعية وموقعا استراتيجيا كان له وزنه وتأثيراته التي تتبدى حقائقه واضحة وجلية فجعل هذا الاهتمام العالمي يتزايد بكل التطورات الجارية في اليمن سلبا وإيجابا كما أن مجمل التغيرات العالمية الحالية وما أفرزته الأحداث القريبة والبعيدة قد أعطت بدورها لليمن نظرة دولية جديدة واهتماما غير عادي حيث يشكل صمود اليمنيين في وجه دول تحالف العدوان ، وتحقيق الانتصارات المتعاظمة عليها العمود الفقري لهذا الاهتمام وتلك النظرة نحو اليمن .
إن اليمنيين الذين حققوا هذه الانجازات الكبيرة بفضل التضحيات التي يقدمها يوميا أبناء الجيش واللجان الشعبية - ومن خلفهم الشعب اليمني الصابر جراء الحصار الخانق المفروض عليه - يدركون أنهم أمام تحول كبير وعظيم يفرض على العالم رفع القبعة لهم وأنهم يعرفون قبل غيرهم أن ما يعيشونه اليوم هو مخاض طبيعي لتلك التحولات التي أفرزها الواقع الجديد لليمن لاسيما ما يتعلق بتوجهاتهم نحو بناء الدولة الوطنية الحديثة دولة النظام والقانون وتحقيق العدل والمساواة وهم يدركون ايضا جسامة المسؤولية وأعباء التركة الثقيلة التي ورثوها من الأنظمة السابقة ، ومن عهد الماضي التشطيري ، لذلك فهم اكبر وأقوى من الوقوع في شرك من يحاولون أو يتصورون أنهم سيعيدون عجلة التاريخ الى الوراء في اليمن ، فالوحدة والديمقراطية من الثوابت التي لا خلاف حولها بين أبناء الوطن الواحد وتحرير كل منطقة في اليمن احتلها تحالف العدوان واجب مقدس لا يمكن التهاون فيه أبدا وهذا ما أكد عليه مؤخرا قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك الحوثي وتبنته القيادتان السياسية والعسكرية كمطلب شعبي بالدرجة الأولى .
فاليمنيون ليسوا أول الناس أو آخرهم حين تتباين آراؤهم أو تختلف فذلك وضع طبيعي لكن المتربصين باليمن وبشعبه العظيم يحاولون للأسف تجسيم وتشويه الصورة لأغراض في أنفسهم مستغلين في ذلك آلة دعائية وإعلامية ضخمة أنفقوا عليها مليارات الدولارات تكرس كل جهودها لتشويه التجربة اليمنية بسبب إصرار الشعب اليمني على تحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية مرة أخرى كما كان عليه الحال في العقود الماضية وعليه نقول لكل محبي اليمن وشعبه ولكل أصدقائه اطمئنوا فإن اليمن بخير وأبناؤه قادرون على تجاوز الصعاب والمحن التي فرضت عليهم وسينتصرون على دول تحالف العدوان انطلاقا من الخصوصية اليمنية التي يتمتع بها الجميع وبما يعزز ويرسخ اكثر من وحدتهم وتلاحمهم ، صحيح أن طريق الوصول الى تحقيق النصر المبين ليس مفروشا بالورود وإنما يحتاج الى تضحيات وسيتحقق حتما بإذن الله وكذلك فإن بناء الدولة الموحدة الجديدة يتطلب أيضا الى بذل جهود مضنية وتضحيات كبيرة كون ذلك يمثل الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس ولن يتردد اليمنيون عن بذله في أي وقت مهما بلغ الثمن وعظم .