كتابات | آراء

بوح اليراع: نعم للشنق بعد التعزير لقاتل الحرة (رباب بدير)

بوح اليراع: نعم للشنق بعد التعزير لقاتل الحرة (رباب بدير)

لا شك أن التفاعُل المجتمعي اليمني القوي مع حادثة استشهاد الحرة اليمنية الحميرية الأبية «رباب أحمدعلي بدير»

التي اضطرت إلى القفز من داخل باص أجرة -وهو يسير في خطٍ إسفلتي بأقصى سرعته- حفاظًا منها على عفتها وعلى عرض زوجها وعلى شرف أسرتها وقبيلتها واستبراءً منها لدينها وعرضها متخذةً -رحمة الله عليها- من القفز إلى بين أنياب موت محقق وسيلة إنقاذ من أن تحيا حياة ذليلة بعد التمرغ -والعياذ بالله- في مستنقع الرذيلة.
نعم لا شك أن هذا التفاعل الجمّ المفعم بالترحم على روح هذه الحرة الطاهرة والزاخر بالثناء على الأسرة الكريمة ذات السمعة الطيبة العطرة التي أنجبتها وربَّتها على هذه الأخلاق الحسنة، لا شك أن ذلك كله من الأمور المحمودة المستحسنة، على اعتبار أن الإشادة بهذا النموذج النسوي ذي السلوك الإيماني السوي يُنمِّي في بنات اليمن وبنات الأمة الإسلامية عمومًا روح الفضيلة ويجعلهن أكثر استعدادًا للتضحية في سبيل الشرف الذي لا قيمة ولا معنى لحياة المسلم أو المسلمة بدونه، لكن لا ينبغي أن يُلهينا الاهتمام بما أقدمت عليه هذه الحرة الحميرية الأبية من تضحية جسيمة في سبيل الإعلاء من شأن حشمة المرأة المسلمة وفطرتها السليمة التي لا تقدر بقيمة عن سبب المأساة وعن صاحب الصنيع القبيح الذي اضطر أمَةً من خيار إماءِ الله إلى مفارقة الحياة –صونًا للقيم والمثل العليا التي تربَّت عليها- بالكثير من اللامبالاة.
فالمتسبب المباشر -بحسب ما بات موضع اهتمام المواقع والمنابر- في حدوث هذه المأساة التي تعد من الكبائر المدعو «زيد الرياشي» شخص ذو خلق لاإنسانيٍّ منحط وهو صاحب سوابق كثيرة من هذا النمط، وقد صار -بسبب ما يثقل نفسه الخسيسة من أمراض- مدمنًا على هتك الأعراض، وهو -بحسب المصدر الأمني المشارك في إلقاء القبض عليه- متهم في جرائم تحرش جنسي سابقة، وقد اعترف -أثناء التحقيق- باستغلاله فتيات أخريات كان يختطف الواحدة منهن إذا فرغ الباص من الركاب وبقيت وحدها وبذات الطريقة التي حاول اختطاف الشهيدة «رباب»، ولمَّا يمضِ على إطلاق سراحه من السجن -على خلفية محاولته اختطاف فتاة في المنطقة نفسها- سوى خمسة شهور.
وبعد تمادي هذا الـ«زيد الرياشي» في فجوره حتى بات يمثل على أعراض الناس -بحكم طبيعة عمله التي تبقيه مع أبناء وبنات المجتمع من حوله على صلة- نوعًا من الخطورة، وبعد أن أصبح التصدي لهذا النوع من الإجرام قضية رأي عام، فقد بات من أوجب الواجبات على أبناء المجتمع مطالبة الجهات ذات الاختصاص بسرعة ردع هذا المجرم العريق في الإجرام بعقوبة الإعدام بعد نيله مائة جلدةٍ -على أقل تقدير- على سبيل التعزير.

تبرير المطالبة بتنفيذ حدِّ التعزير
 إنَّ ما أدلى به المجرم من اعترافات أثناء التحقيقات بتعدد ما مارسه مع عدد من السيدات من اختطافات بكل ما ترتب عليها -في الأغلب- من عمليات اغتصاب تستوجب جلده أكثر من مرة إن كان ما يزال عازبًا، أما إذا كان محصنًا -وذلك هو الأرجح- فحكمه القتل رجمًا بالحجارة.
ولو اقتصرنا في حديثنا عن الحادث الأخير الذي ذهبت ضحيته امرأة ذات طهر وعفاف وهي تسعى للنجاة بنفسها ممَّا حاول ذلك الوغد الحقير أن يمارسه في حقها من جرمٍ كبير، لوجدنا فيه الكثير والكثير من موجبات التعزير.

منطلقات المطالبة بحكم الإعدام
لقد جمع هذا الشخص في ممارساته اللاأخلاقية واللاإنساية من صنوف الإجرام المخالفة للنصوص الدينية القطعية والمتنافية مع الكثير من القيم المجتمعية والأعراف القبلية المرعية ما يستوجب عليه إقامة الكثير من الحدود الشرعية، فهو -نتيجة ما يتعرض به من إيذاء لأية امرأة تصير مختطفة على متن باصه بعد إذ كانت مجرد راكبة- يستحق حدَّ الحرابة، على اعتبار أن تبييت النية من قبله لهتك ما يمكنه هتكه من عرض ضربٌ من أسوأ ضروب الفساد في الأرض وعقوبة ذلك القتل، لقول الله -تعالى-: (إِنَّمَا جَزَٰٓاءُ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱلله وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلأَرۡضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُوْاْ) المائدة من الآية رقم: (33).
وحتى في حال اقتصار نقاشنا على ملابسات آخر فظائع هذا المجرم في حق أبناء المجتمع، باعتباره -نتيجة إصراره على النيل من شرف امرأة بالإكراه وعلى فتنتها في دينها رغمًا عنها- المتسبب في وفاة الشهيدة «رباب بدير» التي فضلت الموت بعرض مصان على استسلامها المهان لذلك الشيطان، فسنجد في كل جزئية من جزيئات ذلك المشهد دليلاً على اقتراف هذا المجرم جريمة قتلٍ عمد تستوجب سرعة إصدار الحكم عليه بالإعدام، لما من شأنه - بالإضافة إلى تحقيق العدالة التي جاء بها الإسلام- إطفاء نار الانتقام المتأججة في صدور أولياء الدم واخماد جذوة صراعٍ قبليٍّ وشيك الاحتدام.
وحبذا لو نُفذ حكم الإعدام بوسلية الشنق في ساحة عامة وفي الهواء الطلق، لما من شأنه إفساح المجال لمشاهدة تنفيذ الحكم لأكبر عدد من الخلق، فيعتبر بهذا المشهد المؤثر أناسٌ كثر، وتتحاشى مصير تلك الرقبة الكثير من الرقاب تحقيقًا لقول العزيز الوهاب: (وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَاةٌ يَٰا أُوْلِي ٱلأَلۡبَاٰبِ) البقرة من الآية رقم: (179).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا