العالم يتجه نحو حرب عالمية ثالثة ..!!
الحروب بدايتها دائمًا سهلة وفجائية أما وقفها ليس بالأمر السهل بل تحتاج إلى عقود من الزمن فعندما تسال الدماء وتسفك الأرواح وتدمر المدن,
ويصبح الوطن عبارة عن أرض يباب جرداء غير صالحة للحياة وأطلال وبقايا آثار وأشلاء هنا الكل يغادر رغما عن أنفه وهارباً وباحثاً عن مأوى وملاذ آمن له في بلد آخر ..
هنا تبدأ رحلة الشقاء والعناء والعذاب والبحث عن حياة آمنة مستقرة مجبراً عليها أفضل من الموت تحت الانقاض وركام المباني وانفجار الصواريخ والقذائف الحارقة , وهذا ماتفرزه الحرب الدامية في كثير من الدول التي تظل مترنحة تحت سياط الفوضى الخلاقة والأنظمة السياسية الفاسدة والصراعات الفكرية والمذهبية والجهوية والسياسية سعياً وراء السلطة والثروة ..
لذا فالقيادة الإدارية الكفوءة , والسياسية المحنكة هما المحك الحقيقي في بناء الدولة المدنية الحديثة والحكم الرشيد دولة المؤسسات والقانون ..
فالإدارة الكفوءة والنزيهة هي بمثابة نقطة الإرتكاز في العملية السياسية وتسيير كل أجهزة الدولة والمؤسسات والهيئات الحكومية فإذا غابت تلك الإدارة الكفوءة أو تلاعبت أو فسدت فسد نظام الدولة برمته ..
لأن الدول والشعوب لا ترتقي ولا تزدهر إلا في ظل الإدارة النزيهة والكفوءة والحكم الرشيد ودولة النظام والقانون, أما إذا اختلت الإدارة أو فسدت فعلى بقية مؤسسات الدولة السلام , وكلنا نتذكر الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاتحاد السوفيتي سابقا نتيجة الفساد المالي والإداري وأدت الى زواله وتفككه إلى ولايات ودويلات وعاشت روسيا عدة سنوات تصارع الفوضى والاضطرابات والاختلالات الأمنية والانهيار والتردي الاقتصادي والمعيشي والحياتي الذي نتج بسبب سوء الإدارة ..
كلنا يعلم ان الإدارة الناجحة هي عصب الدولة وسقف الأمان السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبمجرد أن تخلخل النظام الإداري في الاتحاد السوفيتي سابقًا تفككت مؤسسات ا لدولة وتمزقت إلى جمهوريات ودويلات متناثرة ..
وهذا ماتمنته وكانت في انتظاره الولايات المتحدة الأمريكية ودول شرق أوروبا سعيًا لتحقيق مكاسب جيوسياسية وجيواستراتيجية واضعاف دورالدب الروسي إقليمياً ودولياً ولكن الرئيس بوتن الرجل الحديدي ثعلب سهول سيبيريا أفشل مخططاتها وسيناريوهاتها التآمرية تجاه دول المنطقة ..
فالولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها دوماً تسعى الى خلخلة أنظمة الدول التي تنافسها اقتصًاديا وعسكريًا وعلميًا وتكنولوجياً .. وهذا ديدنها دائما تجاه الدول المناهضة لها أياً كانت شرقية أم غربية ..
فالعالم اليوم قادم على سيناريوهات عديدة وموجهات متباينة بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة والصراعات السياسية الذاتية وهناك مفاجآت خطيرة ومسارات كارثية إن لم تحكم تلك الأنظمة عقولها قبل عواطفها وتراجع حساباتها الآنية والمستقبلية قبل فوات الآوان , فأن العواقب ستكون كارثية.. فالأقطاب عندما تتصارع الضحية دائما ستكون هي الدول والشعوب المغلوبة على أمرها فالخطر العالمي قادم في ظل العبث وغياب الرؤية الحكيمة والتهديد بالسلاح النووي والعبث بالأوراق العسكرية ..
ليكن في علم أمريكا وحلفائها أن الدب الروسي لم ولن يفرط بأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً فهي بمثابة الروح من الجسد للدب الروسي وكل الوقائع التاريخية والجغرافية والفتوغرافية والنثروبولوجية تؤكد بأن الجمهوريات الاتحادية كانت جزءاً من الخارطة الجغرافية للاتحاد السوفيتي سابقاً وإعادتها إلى الحظيرة الروسية شيء طبيعي ..
وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة الامريكية لانه فيه انتقاص لدورها الريادي العالمي.. فأمريكا اليوم تبذل قصارى جهدها لإقصاء الدب الروسي عن الساحة الدولية وهي تخشى روسيا كدولة نووية لديها امكانات وقدرات عسكرية نووية فائقة الدقة ..
فيا ترى : هل تستطيع الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو ودول شرق أوروبا ان تصل إلى أهدافها .. ما أظن أن يتحقق ذلك في ظل التحالف الروسي الصيني الايراني ضد الولايات المتحدة وحلفائها ..؟!!
فالميزان العسكري هو الحكم ..! وقد يؤدي هذا إلى نشوب حرب عالمية ثالثة في حال اختلت موازين القوى بين الفرقاء ..
فالحرب الاقتصادية الخانقة قادمة وروسيا اليوم تستطيع ان تلعب بالورقة النووية في حال فقدانها القرار السيادي واختراق أراضيها فلديها من المخزون النفطي والغازي والزراعي ما يجعلها أن تصمد طويلاُ وأن تواصل المعركة ..وأن دول شرق أوروبا والولايات المتحدة الامريكية على مفترق الطرق.. فالعالم اليوم على مشارف الهاوية .. إما تحكيم العقل أو الاتجاة نحو الهاوية ..
صفوة القول
على عقلاء وحكماء العالم - إن وجدوا - أن يدركوا عواقب الحروب الكارثية لأن الحرب لا تحمل سوى الدمار والخراب للدول والشعوب .
ولتدرك الولايات المتحدة الأمريكية أن سياسة القطب الواحد ماعادت تجدي في ظل روح العصر الحديث وثورة الاتصالات والمعلومات والتنافس النووي حيث أصبح العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة وعلى الولايات المتحدة الأمريكية إن لم توقف عبثها وأياديها الخبيثة في شؤون الدول الأخرى فإن القادم سيكون هو الأسوأ .. بل الأفظع في تاريخها ..!!
وها قد لاحت خيوط الحرب العالمية الثالثة على الأفق ..!!