مسيرة القرآن.. وتحالف العدوان
شتان ما بين الثرى والثريا وهيهات أن يتساوى القاع والقمة
(من سياق العنوان نلاحظ أننا أمام مقارنة- على الرغم من أنني لم أكن أريدها بهذا الشكل فالفرق شاسع وبعيد بعد السماء عن الأرض
ولا وجه فيه للمقارنة أبداً- نضع من خلالها القارئ الكريم أمام وقائع وأحداث وقعت بالأمس القريب فقط ليقارن ويحكم)..
ففي يوم الأربعاء الماضي التقى السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله - وجاهات ومشايخ أبناء محافظة الحديدة.
وفي اللقاء خاطب السيد القائد أبناء الحديدة بكل صدق وإخلاص قائلاً: "أنا سعيدٌ بهذا اللقاء معكم، والحديث إليكم، فأنتم أبناء هذه المحافظة العزيزة أحباؤنا وإخوتنا، نحمل لكم كل مشاعر المودة، والمحبة، والاحترام، والإعزاز، والتقدير"..
وقال عنهم السيد القائد بعبارات تنم عن الامتنان الشديد لأبناء هذه المحافظة: "أبناء المحافظة في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا اليمني العزيز وفي ظل هذا العدوان كانوا من خير أبناء هذا البلد في صبرهم ووفائهم وتضحياتهم .. وخيبوا أمل الأعداء الذين صدموا بما أبناء الحديدة عليه من صمود وصبر".
وفي التفاتة كريمة منه وإحساس بما يعانيه أبناء هذه المحافظة خصوصاً مع الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة كشف السيد القائد عن توجيهات لإرسال ما تبقى من المولدات الكهربائية الخاصة بدار الرئاسة لتخفيف معاناة أبناء الحديدة.. مؤكدا أن الاهتمام سيستمر بمحافظة الحديدة خصوصاً في مجال الكهرباء في ظل الجو الحار.
وأضاف قائلاً: "إن هذه المحافظة العزيزة بأهلها الأعزاء والشرفاء والكرماء عنوان للمظلومية نتيجة ما تعرضت له من عدوان غاشم وظالم على بلدنا بشكل عام، وعلى هذه المحافظة بشكل خاص، وما نتج عن ذلك من مآسٍ".
إهتمام القيادة الثورية والسياسية بوضع المواطنين والتخفيف من معاناتهم أضحى سلوكاً ممارساً على كافة المستويات.. ويظهر ذلك من خلال لقاء فخامة الرئيس المشاط بالمواطن الجائفي الذي تم الاعتداء عليه من قبل وزير الكهرباء السابق، وقدم له اعتذاره نيابة عن الدولة والحكومة قائلاً: "أقدم إليك اعتذاراً نيابةً عن الحكومة والدولة، فكلّ مواطن غالٍ جداً علينا".
وقال الرئيس المشاط: "على كل مسؤول أن يجسّد النموذج الراقي للمسؤولية في خدمة الناس، وأن يكون رحيماً محسناً إليهم، فديننا الإسلامي الحنيف يركز على التربية قبل العقاب".
وبما أن الشيء بالشيء يذكر وبحكم أن موضوع حديثنا هم أبناء الحديدة فلابد أن نذكر ما يقوم به تحالف العدوان ومرتزقته من جرائم بحق أبناء مناطق محافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرتهم.
فلا يكاد يمر يوم إلا ويرتكب تحالف العدوان ومرتزقته أبشع الجرائم بحق أبناء تلك المناطق، ولكن جريمة اغتصاب فتيات حيس -على الرغم أنها لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل وجود أراذل القوم وتدنيسهم لتراب هذا الوطن الطاهر- هزت وجدان الشارع اليمني، ويجب أن لا تمر مرور الكرام.
حيث قامت مجاميع من المرتزقة ينتمون لما يسمى اللواء ثالث مشاة التابع لما يسمى ألوية العمالقة، بقيادة العميد المرتزق بسام المحضار، باغتصاب 6 فتيات بينهن شقيقتان من منطقة السويهرة والجوير بمديرية حيس في الساحل الغربي.
ونتيجة لما حدث وفي ردة فعل طبيعية -وهي أقل ما يمكن أن يفعله الإنسان أمام وضع كهذا- طالب أهالي المنطقة بمحاسبة المتورطين باغتصاب الفتيات، وقاموا باقتحام مدرسة السويهرة، التي حولها المرتزقة إلى ثكنة عسكرية.
وبدلاً من محاسبة المجرمين قام القيادي المرتزق المحضار بارسال عدد من الأطقم إلى مدرسة السويهرة لتفريق جموع المواطنين الغاضبين من جرائم وانتهاكات المرتزقة التي تستهدف أعراضهم واستقرار حياتهم المعيشية.
وقامت تلك الأطقم بحبس جميع المواطنين المجتمعين في المدرسة والمطالبين بتسليم منتهكي أعراضهم للقصاص منهم، بعد اشتباكات عنيفة بالأيدي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن القيادي المرتزق بسام المحضار ومرتزقته قاموا بممارسة الضغوط والتهديد والقتل والتعذيب لعدد من المواطنين من أسر الضحايا الذين تم اعتقالهم لإجبارهم على التنازل عن قضية اغتصاب بناتهم.
يذكر أن المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان تشهد العديد من جرائم الاغتصاب والانتهاكات المروعة بحق المواطنين من قبل فصائل المرتزقة الموالية للتحالف، وأغلب هذه الجرائم لا تصل إلى وسائل الإعلام نتيجة التكتم عليها وتهديد أهالي الفتيات بالسجن والقتل في حال الكشف عنها.
وأخيراً وليس آخراً لابد من التذكير أنه وعلى مدى سبع سنوات وأكثر في مواجهة العدوان الغاشم أثبتت المسيرة القرآنية وقيادتها لكل ذي بصر وبصيرة سمو أخلاق منتسبي هذه المسيرة المباركة وصدق منهجهم وعلو كلمتهم.