كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن1967-1990م وأسرار تكشف لأول مرة(الحلقة رقم (114)
الحوار المباشر بين سلطة الشطر الشمالي من الوطن والمعارضة السياسية للسلطة والمتمثل بمكونات الجبهة الوطنية الديمقراطية..
الحوار بين الطرفين بشكل مباشر كان على وشك الانعقاد أواخر عام 1980م بطلب من الرئيس علي عبدالله صالح بواسطة الرئيس علي ناصر محمد لكن السلطة عطلته حيث كان مطلب السلطة: إن تنسحب الجبهة من المناطق الوسطى" وقد وافقت قيادة الجبهة على الانسحاب من المناطق الوسطى بشرط أن تلبي السلطة مطالبهم الأولية وهي كالتالي:
• الإفراج عن المعتقلين السياسيين أو محاكمتهم محاكمة عادلة وعلنية تنشر في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.
• إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين إلى أعمالهم وبالذات الذين تم إقصائهم ظلماً.
• عودة أعضاء الجبهة الوطنية إلى مناطقهم دون مضايقة, قال الرئيس علي
عبدالله صالح: إن المطالب الثلاثة أعلاه مشروعة وسهل تحقيقها أو تلبيتها.. لكن بعد ثلاثة أيام أتصل الرئيس علي عبدالله إلى نظيره علي ناصر قائلاً: عفواً يا أستاذنا اجتمعت مع المستشارين والقادة والمشايخ بشأن التمهيد للحوار المباشر مع أصحاب الجبهة لكن الغالبية رافضين الحوار مع الجبهة قبل أن تنسحب من مدينة النادرة والمناطق التي احتلتها في مديرية الشعر ومديرية بعدان وتسليم العربات القتالية والسيارات والمدافع والرشاشات وأي سلاح ثقيل استولت الجبهة عليه أثناء المواجهات المسلحة بينها وبين جنود الدولة من الجيش والأمن والنجدة وبالذات المناطق التي احتلتها الجبهة والسلاح الذي نهبته فقاطعة علي ناصر قل الذي استولت عليه بعد مواجهات مسلحة مع أصحابكم وليس نهبته!! قال صالح أي تسمية المهم أخذتها.. قال علي ناصر والآن ايش المطلوب؟؟ سكت.. ثم كرر علي ناصر السؤال لنظيره ايش المطلوب منى يا علي بن عبدالله صالح؟ أجاب الرئيس صالح: عفواً أزعجناك نشتي تقنع أصحاب الجبهة بالانسحاب من مدينة النادرة وبعض المناطق التي احتلوها وكذلك الأسلحة الثقيلة والعربات المدرعة والسيارات التي استولت عليها الجبهة..قال علي ناصر: والله يا علي ما هذا الطلب انه مزعج لا اعتقد أن الجبهة الوطنية ستوافق عليه خاصة وقد اشترطت تلبية مطالبها قبل الانسحاب.. قال علي صالح البركة فيك حاول والبقية على الله.. قال علي ناصر: باحاول بس ما اقدر أوعدكم بشيء غير أنني أحاول.. تمسي على خير.. رد صالح: وأنت من أهل الخير.. انتهت المكالمة وأكيد وجد الرئيس علي ناصر بأنه في موقف محرج لكنه بذل جهود كبيرة وسايس الأمور واقنع قيادة الجبهة الوطنية بتنفيذ المطلب الأخير للسلطة ثم اتصل بنظيره بعد عدة أيام وقال له: هل باقي لكم أي شيء؟ رد عليه علي عبدالله: شكراً يا فخامة الرئيس ولا باقي لنا أي مطلب.. قال علي ناصر: ومن الآن أو من بكرة أبداء أنت بالإجراءات التمهيدية لحواركم المباشر مع الجبهة الوطنية ومنتظر اتصالك من أجل حضور الجلسة الافتتاحية قال علي عبدالله صالح: حاضر يا أستاذنا وشكراً جزيلاً على جهودك الكبيرة- انتهت المكالمة الهاتفية- في اليوم الثاني اجتمع الرئيس علي عبدالله صالح بمستشاريه مدنيين وعسكريين وبعض القادة العسكريين وبعض المشايخ لمناقشة موضوع الحوار المباشر مع الجبهة.
ملاحظة: الرئيس علي عبدالله صالح منذ صعوده إلى الحكم بتاريخ 17/7/1978م إلى يوم 22/5/1990م لم يلفظ قط التسمية المعلنة لها: "الجبهة الوطنية الديمقراطية" وهو الاسم الثلاثي ولا حتى الاسم الثنائي: "الجبهة الوطنية" كان يطلق عليها اسم "الجبهة" وكأنه يمتلك صكوك الوطنية يمنحها لمن يشاء ويحجبها عن من يشاء.
عودة إلى الموضوع: قوام الاجتماع 15شخصاً الموافقين على الحوار المباشر مع الجبهة 3 بمن فيهم الرئيس والغير موافقين 12 شخص هذا يقول: "ابرد منهم يا فندم" وذاك يقول:"هم شوية مخربين"الخ.
قال الرئيس علي عبدالله صالح خلاص نكتفي بما قلنا اليوم و"غطوة" نلتقي بهذا المكان بعد صلاة العصر بس فكروا جيداً ومن يقول نعم يدلل ومن يقول لا يبرر.
في اليوم الثاني وفي الوقت المحدد عقد الاجتماع لنفس الغرض والحاضرين نفس الأشخاص دون غياب.
بعد البسملة افتتح الرئيس علي عبدالله الاجتماع بقوله: نواصل الاجتماع حول الحوار المباشر مع أصحاب الجبهة لا أريد تكرار ما قلت أمس ولا أريد أحد منكم يكرر كلام تحدث به أمس وأضاف بكلام جازم وحاسم وقبل الدخول إلى الحديث الجديد منكم إن وجد أريد أسألكم: هل فيه كلام جديد غير ما قيل أمس؟ سكت الحاضرين ولم يتكلم أحد.. قال الرئيس صالح تمام ما فيش كلام جديد.. واليوم نحسم الموضوع بالموافقة أو عدمها.. كل واحد لازم يقول رأيه بصراحة وبدون أي خوف أو وجل.. وأضاف الرئيس لكن وقبل إجراء التصويت العلني حول هذا الموضوع أود إعادة استعراض المطالب الثلاثة للجبهة..
ملاحظة: استعرض المطالب الثلاثة التي قدمتها الجبهة الوطنية الديمقراطية ضمن ملف متكامل للمحاضر السابقة الخاصة الديمقراطية ضمن ملف متكامل للمحاضر السابقة الخاصة باللقاءات السابقة بين قيادات من الجبهة الوطنية وقيادات من سلطة الشطر الشمالي من الوطن.. والذي سلمه للرئيس صالح وزير دفاع الشطر الجنوبي من الوطن قبل أقل من أسبوعين من هذا الاجتماع العقيد/علي احمد ناصر عنتر.
عودة إلى الموضوع: بعد استعراض مطالب الجبهة سأل أحد المشايخ قائلاً: وردت عبارة: بشرط أن تلبي السلطة مطالبهم الأولية أي أن لهم مطالب لاحقة ما هي؟ رد على السائل الرئيس صالح قائلاً: مطالب الجبهة لاحقاً متمثل فيما أسموه عدم ارتهان قرار الجمهورية العربية اليمنية بيد المملكة السعودية وبناء دولة المؤسسات الخالية من تأثير مراكز القوى العسكرية والقبلية وديمقراطية الحياة السياسية وبناء مشاريع المدارس والمراكز الصحية في المناطق المحرومة منها إلى آخر القائمة وأضاف الرئيس مازحاً:"هذا الكلام قد استعرضناه أمس بس باين عليك كنت أمس سارح وغير مرتاح من تأثير القات الحيمي المعفن أما اليوم أنت منتشي بالقات الأرحبي".
وضحك جميع الحاضرين.
يتبع العدد القادم...