تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(34)
في الجنوب لم يعد هنالك أي دور للمشايخ او القبيلة فبعد ان حصل جنوب اليمن رسميًا على استقلاله عن المملكة المتحدة وسيطرت القوات الحكومية على اليمن الجنوبي
واجهت تمردا بقيادة العقيد عبد الله صالح صباح العولقي قائد قوات الأمن وتم قمع هذا التمرد مما أدى إلى مقتل حوالى 120 من المتمردين و12 جنديًا حكوميًا اشتبكت القوات الحكومية والمتمردين في مناطق عدة مثل بيحان وحارب ومناطق أخرى حتى تم القضاء على هذا التمرد .
تمت الإطاحة بالرئيس قحطان محمد الشعبي، زعيم الجبهة الوطنية للتحرير في 22 يونيو 1969م وتولى مجلس رئاسي مؤلف من خمسة أعضاء السيطرة على الرئاسة وبعدها شكل محمد علي هيثم حكومة وأصبح رئيسا للوزراء وقد أعدم عدد من الأشخاص بذريعة الخيانة والتآمر على الحكومة واستمرت سلسلة من التصفيات والإعدامات ومحاولات الانقلاب وبعد يونيو 1969م أصبح سالم ربيع علي الملقب بسالمين رئيسا لهيئة الرئاسة وعبد الفتاح إسماعيل سكرتيرا للحزب وقد فضل عبد الفتاح المنحدر من اليمن الشمالي حزبا مركزيا على النموذج الروسي بينما فضل سالمين الذي زار الصين وأعجب بالثورة الثقافية والعمل الجماهيري الحزب المركزي المتأثراً بتجربة جمهوريه الصين الشعبية .
وفي اكتوبر من عام 1970م أعلن سالم ربيع علي الملقب بسالمين رئيس المجلس الرئاسي قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفي 30 نوفمبر 1970م شكل علي ناصر محمد حكومة بصفته رئيسا للوزراء وكان سالمين متطرفا في تجربته الشيوعية وكارها للإقطاع ففي أواخر نوفمبر 1973م زار شبام في حضرموت وتفاجأت الحشود التي اصطفت للرقص والغناء بما رأت وكان شيئا يتم جره خلف سيارات موكب الرئيس والتي تبين أنها أجساد عارية لـلإقطاعيين..
ومع ذلك فإن تطرف سالمين ناهيك عن وحشيته في الداخل كان يقابله الحذر في الخارج في التعامل مع الدول الأخرى حيث اقترب من فكرة وحدة اليمن بفارغ الصبر أقل مما فعل عبد الفتاح وفي 2 أغسطس 1971م هاجم المتمردون من قوات تجمع الجنوب اليمني مواقع في جنوب شرق اليمن من الأراضي السعودية لكن المتمردين هزموا من قبل القوات الحكومية و قُتل منهم حوالي 175 متمردا خلال المعارك وبعدها بعام في 22 مايو 1972 نجا رئيس الوزراء علي ناصر محمد من محاولة اغتيال قام بها متمردو تجمع الجنوب اليمني وحُكم على ستة أفراد بالإعدام بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم في 9 يوليو / تموز 1972م .
تأسست الجبهة الوطنية المتحدة في جنوب اليمن برئاسة عبد القوي مكاوي وهي جبهة معارضة للحكومة في صنعاء شمال اليمن في 20 أغسطس 1972م وتم حظر هذه الجبهة في شمال اليمن واعتبرت مجموعة متمردة وفي غضون عام من تولي الحمدي السلطة ظهرت في الشمال عائلات لها نفوذ وسيطرة في الحكم وأطيح بعدد من مراكز القوى حيث تم الإطاحة بدرهم ابو لحوم كقائد لتعز واستبدل بالرائد علي عبد الله صالح.. أما مجاهد أبو شوارب الذي نصب نفسه حاكما لحجة فقد تم عزله وإعفاؤه من كل المناصب وفي أكتوبر 1975م تم تعليق الجمعية التأسيسية نفسها، وأصبح الشيخ عبد الله الأحمر خارج الحكومة وفي المقابل فإن مؤتمر خمر الثاني عقد من اجل مقاومة الحمدي ولم ينتج عنه الكثير ولكن عدة مناطق في الشمال رفضت الامتثال لأوامر الحكومة والجيش ورفضت وصول المسؤولين الى مناطقها وكان مجلس القيادة لا يزال يضم إلى جانب رئيس الوزراء التكنوقراطي عبد العزيز عبد الغني كل من احمد الغشمي وعبدالله عبد العالم والغشمي كان ضابط مدرعات وشقيق شيخ همدان وهي قبيلة تتفرع من حاشد وكانت كل قبيلة تتعاون مع الحكومة تحصل على خدمات مقابلة أما قبائل بكيل مثل وايلة وعيال يزيد وأرحب وأزال عموما ولاؤهم ملكي من عقود وأصبحوا الآن أكثر بروزا على الساحة السياسية.