أحقـر مرتزقة
الوفد الوطني المفاوض في ملف المعابر والطرقات المغلقة عاد مصحوباً بالمبعوث الأممي السويدي هانس غروندبرغ، من العاصمة الأردنية عمّان إلى العاصمة اليمنية صنعاء،
للتشاور كما صرح رئيس الوفد اللواء يحيى عبدالله الرزامي.
بطبيعة الحال ملف فتح المعابر والطرقات سواءً في تعز أو كل الطرقات المغلقة في المحافظات اليمنية الأخرى ملف إنساني وكان منتظراً من وفد شرعية تحالف العدوان حتى من باب تسجيل المواقف والنقاط أن يتقدم هو بمبادرة باعتبار أن المرتزقة طوال سنوات العدوان كانوا يتباكون على حصار تعز ليتضح بعد كل هذا الوقت أنهم من يحاصرون تعز وأن أسيادهم هم من يحاصرون اليمن والطرقات والمعابر مغلقة وبشكل أكثر قسوة في محافظات أخرى ومأرب تشكل في هذا السياق نموذجاً.
وهنا علينا ألا ننسى الطرقات فيما بين المحافظات وفي ظل الحصار تكتسب الطريق من صنعاء إلى حضرموت مروراً بمأرب أهمية حيوية وكذلك الطريق من تعز إلى عدن مروراً بالراهدة وكرش ولحج وصولاً لعدن, وكذلك الطريق الرابط بين ذمار واب والضالع عدن في ظل الحصار المطبق على المحافظات الحرة.
بدون شك أن المرتزقة ووفودهم التي ترسل من التحالف للتفاوض من مصلحتها أن تقدم مبادرات ولو من باب ذر الرماد في العيون، ولكن لا يملكون مجرد الايماء في هذا الاتجاه لأنهم سيحاسبون وهم وضعوا انفسهم مقابل المال السعودي والإماراتي والرضى الأمريكي والبريطاني كعملاء.
ومع ذلك، يظل هؤلاء أقل سوءاً من تلك النخب الإعلامية والسياسية والفكرية والأكاديمية والتي نراها تُنظر يومياً في الشاشات التابعة للعدوان والتي تبرر العدوان والغزو والاحتلال لما يقولون أنه وطنهم، مع أنهم عندما تقتضي الحاجة يتحدثون عن أن السعودية والإمارات لهم أجندتهم في اليمن ويصلون في بعض الأحيان إلى الاعتراف أن هناك غزو واحتلال، وفجأة نجدهم يتوجهون إلى تحالف العدوان كما يقولون بالنصح لأن يعيد النظر في تغيير استراتيجيته لاستعادة ما يسمونه بالدولة من الانقلابيين وهم بذلك يكشفون حقيقة نفاقهم خاصةً أحاديثهم حول أن التحالف غدر بهم وأنهم لم يكونوا يدركوا أن السعودية والإمارات ومن خلفهم أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني ان لهم أطماع ومخططات وأهداف سخروا هؤلاء العملاء والخونة لتحقيقها ولكن لم يكونوا يتوقعوا أن من يشن هذه الحرب العدوانية ليس هدفه الاستمرار في استخدامهم باعتبار أنهم قد ابدوا الخضوع والطاعة له إلى حد تدمير وإبادة وتقسيم اليمن بعد احتلاله، ومن ثم رميهم في المزبلة لأن ثمنهم قد دفع.
المعابر وملف الأسرى وفتح مطاري صنعاء والحديدة وكل موانئ اليمن والملف الاقتصادي ودفع المرتبات وغيرها ملفات إنسانية وينبغي أن يكون الجميع متفقاً عليها، ولكن لم نسمع حديثاً لهؤلاء المرتزقة والخونة عن أيًّ من هذه الملفات وهم فيها يلبون ما يأمرهم به تحالف العدوان وأحياناً يزايدون عليه، باستثناء تعز -التي ثبت اليوم أن من يحاصرها هم أولئك المرتزقة وقيادتهم ونخبهم في الخارج - ترى في وقف هذه الحرب العدوانية الإجرامية الإرهابية على الشعب اليمني نهاية الحاجة إليهم، لهذا يسعون إلى استمرار العدوان ولا يمكن اليوم وبعد أكثر من سبع سنوات أن يختفون خلف التنظيرات البائسة التي لم يعودوا يصدقونها –أنفسهم- وهذا يظهر في ملامح وجوههم المتورمة والكالحة وفي حركة أعينهم الممتلئة بالخوف من السلام.
لهذا نقول: أن لا تفاوض إلا مع تحالف العدوان لوقف عدوانه ورفع حصاره, أما هؤلاء فالمشاورات والمفاوضات معهم مضيعة للوقت الذي يحاول هذا التحالف كسبه استعداداً لجولة جديدة, ولهذا من سيجبر المعتدي على وقف عدوانه هو الاستعداد واليقظة للجولة الأخيرة التي بالايمان وقوة الحق والإرادة ستوقف عدوانهم وترفع حصارهم وتخرجهم أذلاء مدحورين من كل شبر في الأرض اليمنية.