حديث الإثنين: الدور المشترك للسعودية وإسرائيل في محاربة الإسلام
ليس بجديد على النظام السعودي تواصله وتعزيز شراكته الاقتصادية والأمنية مع الكيان الصهيوني والسماح بزيارات وفود إسرائيلية للسعودية وفتح الأجواء أمام الطيران الصهيوني
للعبور منها الى الدول الخليجية المطبعة مع هذا الكيان الغاصب، فمن المعروف ان الدولة الوهابية تقمصت لبوس الاسلام والدولة العبرية تقمصت لبوس اليهودية إلا أنهما من حيث عداوتهما للدين الاسلامي الحنيف وتشويه تعاليمه السمحاء كقاسم مشترك بينهما لا يختلفان بل يشكلان وجهين لعملة واحدة، وإن كانت الدولة الوهابية التي يتربع على عرشها آل سعود مع شركائهم من آل الشيخ تقوم بدور اخطر في تشويه الاسلام وتقديمه للعالم على أنه دين القتل والذبح والإرهاب وكذلك في تفرقة الأمتين العربية والإسلامية وإضعافهما، ربما قد يختلف الدور في هذا الجانب حيث الدولة العبرية تجاهر بعداوتها للعرب والمسلمين ولا تقوم بمحاربتهم سراً لأن هذا هو موقف اليهود منذ البعثة النبوية الشريفة على صاحبها افضل الصلاة والسلام بينما الدولة الوهابية تقوم بمحاربة العرب والمسلمين سراً تحت يافطة الدين وإذكاء المذهبية والطائفية بهدف إثارة الفتن بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية وتسعى من خلال هذا الدور للسيطرة والهيمنة على دول المنطقة مسخرة كل امكانيات شعب نجد والحجاز للإنفاق على إثارة الفتن في العالم الإسلامي وشراء ضمائر المؤسسات الإعلامية والمنظمات التي تعنى بحقوق الانسان من أجل السكوت على ما يقوم به النظام السعودي من جرائم في حق الإنسانية، وما يحدث في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا ودول أخرى وإن كانت غير إسلامية في إفريقيا وغيرها بفعل التدخل السعودي السافر الذي يعبر عن سلوك هذا النظام المجرم.
وانطلاقا من هذا التوجه لدى النظام السعودي لتدمير اليمن وتمزيقه فإن اليمنيين يدركون كذلك أن عدم استيعاب الأعراب لمواقف اليمن الوطنية والقومية المخلصة وحرص أبناء اليمن على قيم الإخاء والتضامن العربي ومبادئ حسن الجوار هو أمر ليس بمستغرب عليهم لأن الأعراب قوم لا يفقهون، والجهل الذي يتميز به الأعراب قد حجب عن أذهانهم وعقولهم الخاوية استيعاب أن العناية الإلهية التي شمل الله بها اليمن من خلال تحقيق وحدته قبل أن تنطلق الشرارة الأولى لأزمة الخليج عام 1990م بفترة قصيرة قد مكنت اليمنيين من الصمود والثبات أمام شدة الزلزال الذي هز أركان الواقع العربي آنذاك وعبر تطوراتها المختلفة والخطيرة، ومع نضوج التجربة الديمقراطية في اليمن وتفردها وتمايزها مما أثار اعجاب دول العالم كافة ودول اوروبا وأمريكا خاصة بهذا النموذج المبهر لدولة فقيرة مثل اليمن حيث جعلها مهيأة لمكانة دولية راقية وهو ما كان يخشاه ويفزع له سابقاً وحالياً آل سعود بعد فشلهم في تحقيق اهدافهم الشريرة من خلال الحرب الظالمة التي يشنونها مع حلفائهم على اليمن للعام الثامن على التوالي.
ولا يفوتنا هنا أن نقول للعملاء والمرتزقة الذين باركوا العدوان على وطنهم وشعبهم ووقفوا إلى جانبه وما يزالون يدعمونه ويتمسكون به:
إن الطريق الصحيح الى الحقيقة يجب ان يمر بالتعرف على الرأي والرأي الآخر ولا يكون ابدا بطمس أراء الآخرين او تسفيهها او الهروب من مواجهتها إما جهلا بها أو استعلاء عليها او رفضا للنتائج من البدء، وعليه فإن واجب من يدعي العلم والمعرفة أن يسعى إلى إرساء قواعد الحوار التقريبي -التي تقوم على وحدة- بين شرائح المجتمع اليمني على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم في صف سياسي واحد لمواجهة الأعداء ونصرة لقضايا الوطن وكذلك حفظ حرية التمذهب التي أصبحت في واقعنا الراهن قضية القضايا داخل هذا الصف او ذاك ودُمرت بسببها دول وشعوب في العالمين العربي والإسلامي وأيضاً حفظ حرية التفكير والتعبير ضمن الأدب الإسلامي والإنساني، وبذلك نكون قد روضنا جبهتنا الداخلية على التفاهم والحوار ومقاومة العدوان وهو ما يدعو إليه كل عاقل وحكيم.
فهل يربأ اولئك الذين ما يزال الشر متأصلاً في صدورهم عن افعالهم التي لن يضروا بها بالدرجة الأولى إلا أنفسهم وهل يتقون الله ويحاولون أن يجعلوا من مواقفهم جسر اتصال وتقارب بين ابناء الشعب اليمني وأن تكون نواياهم وغاياتهم سليمة بدل استغلالهم لأي حدث او خطأ يقع فينطلقون منه لخدمة اهدافهم ومصالحهم الخاصة على حساب مصلحة شعب بأكمله وكذلك تحريض الخارج على وطنهم وشعبهم انتقاماً لفشلهم من كل شيء وبأي شيء لدرجة انهم ينسجون حكايات عن ابناء الشعب اليمني تصفهم تارة بالمجوس وتارة أخرى بأنهم روافض وكفار بهدف التحريض عليهم مستندين الى فتاوى بعض من أئمة الحرمين الشريفين المسيسين والذين ينطقون بلسان أسرة بني سعود الحاكمة والتي تقول إن قتال اليمنيين مقدم على قتال اليهود وهو ما يؤكد كما أشرنا آنفا أن السعودية وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وساعدهم على بث هذه الشائعات المغرضة عملاؤهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني الذين جعلوا من الريال السعودي مقدساً..!.