عدن..وسيناريوهات البعران..!!
عدن التاريخ النضالي الرائد.. الكفاح البطولي عدن الاستقلال.. صحوة وشموخ وإباء وشمم.. عدن التي أركعت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس..
عقود طوال من النضال والكفاح قدموا فيها أبناء جنوب الوطن أغلى وأثمن ما يملكون أرواحهم ودماءهم الطاهرة الذكية التي روت جبال وسهول ووديان وهضاب اليمن الغالي.. حتى رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب بعد احتلال بغيض غاشم دام أكثر من 129عاماً..
المتأمل في تاريخ عدن النضالي ضد الاستعمار البريطاني يشعر بالفخر والزهو رجال عاهدوا الله استبسلوا واستماتوا من أجل الأرض والعرض والكرامة.. عدن أيقونة النضال والأحرار بعد أن مزقها المستعمر البريطاني إلى أكثر من اثنتين وعشرين إمارة ومشيخة..وافشل رجالها الأحرار المخطط التآمري الانفصالي إنشاء"اتحاد الجنوب العربي" الذي كانت تحلم به دول الخليج طمس هويته اليمنية، وتمزيق جغرافيته وتشويه معالمه التاريخية ولكن خاب ظنهم وكأن التاريخ اليوم يعيد أحداثه ووقائعه بعد مرور نصف قرن او يزيد، ومازالت دويلات البعران تعيد الكرة بعد الكرة- عسى ولعل- لكن يظل الشعب اليمني الأبي فخوراً ومتمسكاً بوحدته وهويته وأرضه وبتضحيات آبائه وأجداده العظماء وبشهدائه الذين قدموا كل غالٍ ورخيص فداءً للوطن الأرض والإنسان..
عقود مضت من الكفاح والنضال والفداء.. كانت حافلةً بالتجارب والصعاب والتحديات والدروس والعبر..لكنها ظلت محفورةً في أعماق ذاكرة الأجيال، يتوارثونها جيلاُ بعد جيل.. وزماناُ بعد زمان.. فأعداء الأمس هم أعداء اليوم، ولكن بأسمال مهترئة، وعروبة زائفة، وهويات مدنسة.. لا يحلو لهم المقام إلا أن يروا اليمن شمالاً وجنوباً، وسط ضباب كثيف وعواصف هوجاء وأمواج متلاطمة..
ورغم هذا وذاك تظل اليمن واعدة وولادة بقدوم أنبل الرجال.. وأعظم الأبطال.. فالفجر اليماني آت رغم الداء والأدواء والأعداء فلتذهب مماليك الخليج إلى الجحيم ولنافي التاريخ عظات وعبر، وما بات عند جارك أصبح في دارك ليدرك الجميع أن عملاء الأمس هم عملاء اليوم.. فالسيناريوهات القادمة على جنوب الوطن أشد كارثية.. هناك خيوط تحاك.. ومؤامرات تُساق لتنفيذ أجندة تآمرية ومشاريع انفصالية لا أحد يعرف عواقبها المأساوية إلا عند وقوعها..
لذا لا داعي لنبش أوراق الطائفية، والنعرات المناطقية، والخلافات الجهوية، لأنها ستقود الوطن إلى مهالك دامية، ومحارق لا تبقي ولا تذر والكل سيكتوي بنيرانها عاجلاً أم آجلاً..
• صفوة القول:
ما يسمى بالمجلس الرئاسي في حالة احتضار سريري وفي آية لحظة قد يسقط المعبد على رؤوس الجميع.. فالمحافظات الجنوبية قادمة على سيناريوهات ساخنة.. وهذا ما يسعي إليه بعران الخليج من آل سعود، وآل زايد، وما العليمي والعيدروس إلا مجرد أدوات قذرة عميلة لتحريك المياه الراكدة ليس إلا.
أفيقوا يا أحرار الجنوب من سباتكم العميق.. العدو أمامكم.. والبحر خلفكم.. فأين المفر..؟!
قد يكون الصعود سريعاً.. لكن السقوط أسرع.. وسيكون كارثياً وساحقاً..
وسيتم تقسيم الجنوب إلى كانتونات وإمارات إمارة عدن.. إمارة حضرموت.. إمارة سقطرى.. إمارة شبوه.. إمارة أبين.. وهلم جرا..
وقد تضم الإمارات النفطية والغازية والإستراتيجية إلى جغرافية الخليج.. وضاع الجمل بما حمل.. وهذا هو بيت القصيد..
خلاصة الخلاصة:
علينا أن ندرك جميعاً أن اليمن قوي بوحدته.. راسخ بهويته.. متجذر بأصالته وعروبته وأرومته.. وقوة ضاربة ومهابة في المنطقة.. وعامل استقرار.. ورقيه وازدهاره مرتبط بجغرافيته الواحدة المتميزة قلباً وقالباً.. وهذا ما يخشاه بعران الخليج لأنهم يدركون أن تقدم ورقي وازدهار وأمن واستقرار اليمن فيه زوال ممالكهم وإماراتهم..
وقد يصبحون أثراً بعد عين ولهذا يسعون بكل ما أتوا لخلخلة النسيج الاجتماعي اليمني "فرق تسد".
فاليمن قادم على مسارات متشابكة.. وعلى فلذات أكبادنا أن يعوا الدرس جيداً قبل فوات الأوان خاصة أبناء جنوب الوطن الأحرار الذين يدركون أن وحدة اليمن أغلى وأبقى من أرواحهم ودمائهم.
ولنا في التاريخ وتجارب الأمم عظات ودروس وعبر..!!