خواطر سرية: كذب رسمي وراءه مصالح شخصية
لماذا تصل بعض الحكومات كالسعودية وغيرها لاعتماد الكذب البواح في السياسة وخصوصا فيما يتعلق بالجوانب الانسانية كما حدث مؤخرا بشأن تسليم عدد من المساجين لديها
من المغتربين والمخالفين للإقامة على انهم أسرى حرب؟ ولكي تضفي على هذا الامر _ ومن باب المغالطة السياسية _ ما توهمت انه شيء من المصداقية قامت بتطعيم هؤلاء المغتربين المعتقلين لأسباب المخالفة للإقامة بعدد أربعة أسرى من الجيش واللجان الشعبية فقط, متوهمة ايضا ان اضافة عدد من الأجانب الأفارقة الذين وصلوا ضمن من وصل على متن الطائرة الى مطار عدن سيضفي - كما توهم ساسة المملكة - مصداقية اضافية على هذا التصرف..
وفي حقيقة الحادثة ان ما جرى هو سقوط أخلاقي وانساني لا يتناسب مع اعراف وتقاليد الحروب ناهيك عما يمثله ذلك من انتهاك للقوانين الدولية والاممية حول الحروب.. بينما يؤشر ما حدث وجرى ان هناك من ضاق ذرعا من المستفيدين من الحروب فدفعتهم مصالحهم الشخصية الى استخدام صلاحياتهم لإرباك واغواء والاستخفاف بعقول مسؤوليهم باعتماد مثل هذه الاكاذيب المفضوحة , ومع أن الحقيقة تقول ان العدوان قد بدأ على الشعب اليمنى العظيم والشقيق للشعب السعودي بدون مقدمات او اسباب تذكر .. وارتكز من خطط لهذا العدوان على كذبة كبيرة جدا من خلال محاولة خداع شعوب العالم ان ما يقومون به هو لمواجهة نفوذ وتغلغل الجمهورية الاسلامية الايرانية في اليمن وهم يعلمون تمام العلم واليقين أن ثورة 21 سبتمبر 2014م صنعها الشعب الصابر الصادق ولم تصنعها أياد ايرانية لأنها لو كانت كذلك لتفاهم الاستكبار العالمي وقياداته مع ايران وفق مصالح عالمية..
ولكن وبما انهم يعلمون تماما أنها الثورة البيضاء الوحيدة في العالم التي تمسكت بحبل الله المتين فقط الذى لا ينقطع وتركت جميع الحبال الميتة والمنتهية والتي درسها اولياء الشيطان في مدارسهم ومراكزهم وحشدوا وجندوا كل طاقاتهم وامكانياتهم لمحاولة اطفاء نور الله وقطع الحبل الذي انتهجته وتمسكت به ثورة 21 سبتمبر..
لابد في المقابل كان للرجال الصادقين والمخلصين والمؤمنين والمتمسكين بهذا الحبل بصبر وصمود اسطوري الدور الاكبر والابرز في افشال والحيلولة دون تحقيق اي من اهداف هذا العدوان.. وهو ما ادى الى توجه الاعداء متخبطين وبدون وعي او بصيرة سياسية او عسكرية لانتهاج سياسة الكذب بأنواعه المختلفة كي تستمر الحرب والعدوان في غيهما لسلب ونهب المزيد من اموال ومقدرات شعوب بلدان العدوان من خلال استخدام المرتزقة وأوليائهم من المستفيدين من اطالة الحرب من خلال صناعة مجلس سباعي من المرتزقة الذين فشلوا حتى في ادارة افراد اسرهم واهليهم , وبما ان المرتزقة قد شعروا بأن هناك من الرجال والنخب في السعودية وغيرها قد عقدوا العزم على الضغط على امرائهم بالانتقام من مرتزقة اليمن لما ارتكبوه بحق المملكة وما اوصلوها اليه من الهوان والخزي والانتكاسات.. فعمدوا على ما يبدو إلى تمديد امل ما يسمى بحكومة الشرعية ومددوا آمالهم حتى يقترب عزرائيل من روح والد محمد بن سلمان لكي يقوموا عندها بتغيير الكثير من الموازين في المملكة حسب اعتقادهم.. وهو ما يفسر تحملهم الثقيل على ظهورهم بوعد كاذب بأن اقامة مجلس في عدن قد يغير مجرى الامور ومساراتها.. مع ان ذلك في الحقيقة والواقع ليس اكثر من تخدير موضعي لحكومة المملكة حتى يتمكن هؤلاء المرتزقة والمنتفعون من استمرار الحرب من النفاذ بجلودهم واموالهم على امل ان يستجد جديد في ساحة الاسرة السعودية الحاكمة وقد يكون هناك تفاهمات غير معلنة مع بعض الامراء المنكوبين من محمد بن سلمان وبرعاية دول اجنبية..
قد يكون هذا في اعتقادي احد السيناريوهات التي توصلت اليه مخيلة المرتزقة والمستفيدين من استمرار الحرب واعوانهم لخلط الحابل بالنابل والنجاة بما يستطيعون , ولذلك لا نتصور ان يخلو اي اجراء او تفاهم _ سواء بشأن الهدنة المزعومة أو غيرها _ من ان قيادات من المرتزقة هي من يقف وراء وضع بعض الافكار الشيطانية لإجبار اوليائها على التراجع في تنفيذ بنود الاتفاق كاملة مستلهمين في ذلك المنطق الشمشوني: (علي وعلى أعدائي)..
ولذلك نجد ان النفاق المستشري في هذا الزمان اشد وابلغ وادهى من نفاق الازمنة القديمة والغابرة , وعندما نستقرئ محطات المستقبل القريب لهذه الحرب سنعرف ان حسابات المرتزقة والمستفيدين من استمرارها كانت غير دقيقة وأن غرورهم وكبرهم كان برعاية الشيطان وتحت توجيهاته.
وفي الجانب الآخر سنجد أن المؤمنين الحق هم الذين سيظهرون بعلم واضح ينطلقون على ضوئه فيحترمهم رجال واحرار العالم..