حديث الإثنين:الأمم المتحدة وهدنة التقاط الأنفاس لتحالف العدوان
تتعامل القوى الوطنية المدافعة عن الوطن اليمني وسيادته وحريته واستقلاله مع مزاعم تحالف العدوان بحسن نية مطلقة ولم تضع في حسبانها التجارب السابقة
التي بنيت على أساس الكذب والخداع أو حتى تستفد منها لفضح كل الأكاذيب بدليل إن الهدنة المزعومة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لمدة شهرين قابلة للتمديد وتعهدت بتنفيذ بنودها المتفق عليها تحت إشرافها لم ترى النور حتى اللحظة رغم مرور أكثر من نصف المدة المحددة لها
فهاهومطار صنعاء لم يفتح بعد ولم يسمح لأية رحلة لطيران اليمنية بنقل المرضى إلى الأردن ومصر كشرط أساسي للهدنة وكذلك مايزال تحالف العدوان يحتجز سفن الوقود بمختلف أنواعه البنزين والغاز والديزل والمازوت ولم يسمح إلا لبعضها بالقطارة رغم انه قد تم تفتيشها وحصلت على تراخيص الأمم المتحدة ولم تتوقف الخروقات في الجبهات وتحليق الطيران المعادي وكذلك لم يخفف الحصار أو يرفع جزئيا وهوما يؤكد ماسبق وأشرنا إليه في أكثر من مناسبة بأن اليمنيين قد تعلموا من الدروس الماضية فيما يتعلق بمخادعة تحالف العدوان وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وعليه فإن ما يقال ويشاع حول نية تحالف الشر وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان على اليمن لن يتحقق أبدا إلا عن طريق سواعد الرجال الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية وليس من خلال المشاورات والهدن المزعومة التي يتخذ منهاتحالف العدوان ومرتزقته راحة لالتقاط الأنفاس ثم يعاودون عدوانهم البربري على اليمن وشعبه العظيم بوتيرة أشد وسنظل نكرر مثل هذا الطرح إلى مالا نهاية طالما تمادوا في غيهم وعدوانهم الذي يثبت استمرارهم في نفث سمومهم وحقدهم الدفين على اليمن وشعبه ولن يتوقفوا أبدا من ذات أنفسهم لأن هدفهم الأساس تدمير كل شيء وجعل اليمن خرابا وكذا نقل السيناريوهات التي أعد لها مسبقا إليه والتي هدفها الأساس أن يتقاتل أبناؤه مع بعضهم البعض بعد أن عجزوا عن تنفيذها بأنفسهم وهم يمولوا الحروب الداخلية ويتفرجون ونعتقد جازمين إن انقلابهم على الدنبوع عبدربه منصور هادي وشرعيته التي كانوا يتغنون بها ويجعلون منها مبررا لعدوانهم على اليمن وشعبه العظيم جزءاً من هذا السيناريو, لكن هذه المرة سيتم تنفيذه بشكل مختلف لاسيما بعد أن جمعوا ممثلين لكل القوى المتضادة والمتناقضة في توجهاتها السياسية وتنافسها في العمالة والارتزاق تحت مسمى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة عميل بريطانيا والسعودية المعروف رشاد العليمي .
ومن المفارقات العجيبة أنهم جعلوا أحد نوابه عميل الإمارات عيدروس الزبيدي الذي يطالب بانفصال الجنوب عن الشمال وقد نفذوا جزء من هذا السيناريو المرعب في المحافظات الجنوبية والشرقية التي يسيطر عليها تحالف العدوان ويريد مواصلة ماحققه من دمار وخراب في بعض المحافظات الجنوبية ونقله إلى المحافظات الشمالية بدون استثناء ويمهد لذلك من خلال حملة إعلامية شرسة تقوم بالتهويل وتخويف الناس وإن كانت في مجملها ترسم للواقع اليمني الجديد وللمستقبل الذي يخططون ويرسمون له صورة قاتمة سوداء ومتشائمة من خلال الإيحاء بأن الوضع في اليمن في حالة غليان وعلى حافة الانفجار مستغلين ما يقوم به الفاسدون من تصرفات غيرمسؤولة تخدم تحالف العدوان بالدرجة الأولى ويتناولونها في إعلامهم .
ولأن مخططات تحالف العدوان قد أصبحت مكشوفة ومعروفة أهدافها سلفا فإن وسائل الإعلام الوطنية معنية في سياق الاتجاه الوطني العام الهادف إلى بناء وتنمية وطن اليمن الجديد ومواجهة تحالف العدوان أن تستشعر المسؤولية الوطنية وتعمل جاهدة على فضح أهداف العدوان وما يروج له من كذب وخداع واستغلاله للملف الإنساني بهدف الحصول على دعاية مجانية تمجده كما حدث مؤخرا من زعم السعودية أنها أفرجت بمبادرة منها عن مائة وثلاثة وستون أسيرا بينما الحقيقة هم خمسة أسرى وأربعة صيادين كانوا مخطوفين لديها أما الباقين من المفرج عنهم وهم أقل من الرقم المعلن عنه وليست لهم أي علاقة بأسرى الحرب وبينهم جنسيات أجنبية تحاول السعودية من خلالهم إلصاق التهمة بأنهم كانوا يقاتلون في صفوف الجيش واللجان الشعبية وقد تم تفنيد هذه المزاعم في بيان رسمي وهو ما شكل فضيحة جديدة للسعودية تضاف إلى فضائحها السابقة في الكذب والخداع ، كما يجب على وسائل الإعلام الوطنية أن تترجم بالكلمة الهادفة كل ما يسمو برفعة اليمن وتقدمه وانتصاره على أعدائه لا سيما التاريخيين منهم وحشد رأي عام مؤيد ومطالب الأجهزة المختصة القيام بواجبها للقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين وردع أولئك المرتبطين بتحالف العدوان بدون رحمة ، بقي أن نقول إنه إذا ما توافرت إرادة سياسية جادة فإنها بلا شك ستمثل إرادة الشعب الحقيقية في بناء الدولة الوطنية الحديثة دولة النظام والقانون وستكون في نفس الوقت قادرة على استيعاب معطيات واقع الشعب وكذا وعي وإدراك أبنائه وتمثل دون شك مرتكزات أساسية للانتصار في معركتي مواجهة العدوان والقضاء على الفساد والفاسدين وفضح العملاء والمرتزقة في الداخل والتعامل معهم بما يستحقونه من محاسبة وعقاب .