بوح اليراع: نسوياتُ مواقع التواصل خطرٌ مجتمعيٌّ ماثل
ممَّا يُفترض أن يؤخذ في الحسبان من أرباب الأسر أنَّ التطورات التكنولوجية وما أفضت به إلينا من خدمات تقنية مرتبطة بالشبكة العنكبوتية سلاحٌ ذو حدين،
فبقدر ما توفِّر للباحث عن المعلومة المفيدة الجهد والوقت إلى حدٍّ كبير، تلحق فادح الضرر وبالغ الخطر في حياة الشابة والشاب والصغيرة والصغير إذا أطلق لهم العنان لارتياد مجاهيل تلك الشبكة عبثيًّا دون تلقيهم من قِبل أعقل أهليهم جرعات كافية من التنوير وبما يتطلبه الاهتداء إلى المسالك المفضية بهم إلى مناجم الكنوز المعلوماتية المفيدة والنافعة، وبما يحميهم من التردي أو السقوط في المهاوي السحيقة التي تنتهي بكل من يضل طريقه إلى تجرع ما لا يطيقه وما لم يعُد بوسعه أن يدفعه من السموم الناقعة.
تحذيري البات لفئة الشابات
على الرغم من أن البنين لا يقلِّون حاجة عن البنات إلى استفادة من مضمون النصح الذي أنا بصدد إيراده كون الجنسين ينتميان إلى شعب عربي مسلم، والكل -أمام الشرع- سواء في الوقوع بأمر محرم، إلاّ أن مقتضيات التقاليد والعادات في مجتمعنا اليمني القبلي الذي ما يزال -إلى اليوم- يفضل الاحتكام في تسوية ما ينشب بين أفراده من خلاف على ما توارثه عن الأسلاف من الأعراف وما تزال العادات في أوساط قبائله الشديدة التدين مقدمة على العبادات كل ذلك جعل جُلَّ تركيزي منصبًّا على شريحة البنات لاسيما الطالبات ومن في سنهن متوجهًا بتحذيري إليهن، لأن المجتمع الذي ما يزال يولي صيانة العرِض من الأهمية أضعاف ما يولي إقامة الفرض سيلقي -عند وقوعهن ضحايا استدراجات ذكورية أثيمة- باللائمة عليهن.
حبائل مجموعات التواصل
لا يحتمل دخول شبكة الإنترنت دخولا جديًّا لغاية بحثية معلوماتية -على أيِّ مرتاد للشبكة أيَّ خطورة، لأن انصباب اهتمامه على بلوغ مرامه يحول دون التفاته إلى الترويج للأمور المحظورة، بل تكمن الخطورة في الانخراط في عضوية المجموعات التي تبدأ -عادة- أنثوية تخصصية، ويبدأ ضمُّ أكثر العضوات إليها أثناء -وبُعيد الإنشاء- بواسطة المشرفات المنشئات الثِّقات، وغالبًا ما تنحصر اهتمامات المجموعات في هذه المراحل في عدد محدود من المسائل ذات الصلة بطبيعة أعمال العضوات المنضويات أو في حدود الخوض في التدبير المنزلي وشؤونه، وإلى هذه الحدود تكون المجموعات النسويَّة ما تزال مأمونة، بينما تكمن معظم الخطورات في ما هو آت:
1 - تسريبُ ذكورٍ بصفاتِ بنات:
مع مرور الوقت وتواصل الضم والانضمام على الدوام وتجاوز أعداد العضوات المئات مع ما يتسبب مضي الوقت من تراخٍ في الالتزام بمعايير الانضمام ومن تناقص حماس المشرفات للاستمرار في القيام بمهام الإشراف، فلا تلبث تلك المهمة أن تُختطف من قبل عضوات منزوعة الشرف والآدمية، فيستخدمن مهمة الإشراف في محاولة إيصال غيرهن إلى ما صرن فيه من فقدان الحشمة والعفاف، من خلال ضمِّ بعض فاقدي المروءة ممن تربطهم بهن علاقة مشبوهة، فيبدؤون بالمشاركات الملفتة بما تنطوي عليه من إبداعات وفق ما اتفق مع المشرفات المضيفات من نسونة الصفات، وبعد أخذ ما يريدون عن المجموعات من انطباعات يشرعون في الدخول مع البنات في نقاشات يصبحون -على ضوئها- عضوات متألقات، ثم يُزوَّدون بأرقام تليفونات البنات المستهدفات، فيعمدون إلى التواصل بهن على الخاص حتى إذا ظفروا بإعاجبهن بشخصياتهم الأنثوية المنتحلة سارعوا -بالتزامن مع نزع ما أسدلوه على شخصياتهم الذكوريَّة من نقاب- إلى إيهامهن بمبادلتهن الإعجاب، ومع أن بعض المستهدفات يفطن إلى ما نصب لهن من فخٍّ، فترتدعن من فورهن مستكثراتٍ فيهم أقذع جواب موصدات في وجوههم كافة الأبواب، إلاَّ أن بعضًا آخر منهن -لا سيما صغيرات السن يقعن -بحسن ظن- فرائس سهلة للذئاب البشرية الذين تعاف فِعالهم ذئابُ البريَّة.
2 - خدعة التورط عبر الروابط:
إن تأثير المدى الزمني على اتساع نطاق المجموعة النسويَّة الواحدة غالبًا ما يؤدي إلى تشعبها فتتفرخ عنها –بفعل الروابط- مجموعات نسويَّة عدة بكل ما يترتب على التعدد في الأرقام من تعدد وتشعب في المهام التي لا تتجاوز كونها -بتدبير ومكر المشرفات أو العضوات الميِّتات الضمائر- مسمياتٍ للإيهام، ومن ثمَّ إيقاع الحديثات التجارب في ما لا يحمد المتمخضُ عنه من عواقب، فغالبًا ما تستغل تلك العقارب ثقة المنتسبات بواسطتهن من العضوات فيرمِين في طرُقهن -من وقت إلى آخر- من الروابط التي ما تمثل نماذجها الأولى وسائل إغراء وجذب إلى الروابط تتوالى بشكل متجدد، مُوقعات إياهن بدون أدنى تردد في أقذر ما يمكن من المصائد، إذ تكون تلك المجموعات -عادةً مزيجًا من الرجال والنساء الذين اتخذوا من مجموعتهم -منذ لحظة الإنشاء- وكرًا لاستدراج ما أمكن من الفتيات والنساء إلى متسنقعات الرذيلة والخنا، إذ يتعمدون إخفاء طبيعة أنشطة المجموعة عن الضحية حتى تنشر فيها من الصور ما يمكن أن يهددوها من وقت إلى آخر بنشره على الملأ بعد أن يكونوا قد أدخلوا فيه من الإضافات ما يخدش الحياء، وبقدر ما يتكرر التهديد يحصلون منها على المزيد من التنازلات والمزيد، فلا تلبث -بعد تجريدها من عفتها وإماتة ضميرها- أن تصبحَ أداة بأيديهم لاستدراج غيرها.