هزلية العليمي.. ومعركة الأيديولوجيات المحترقة..!!
المؤسف حقاً أن اليمن خلال وقت قصير تحولت، وبشكل مفاجئ الى مركز اهتمام دولي وأممي.. وتحولت الأوضاع اليمنية بسبب الحرب العدوانية الغاشمة
الى قضية دولية تستدعي حراكاً متسارعاً من كافة القوى الدولية والأممية للبحث والفحص لوضع حلولٍ عاجلةٍ للأزمة اليمنية..
هناك قراءات متباينة لما يجري على المشهد السياسي اليمني، وهناك حسابات قديمة حديثة بين الفرقاء والشركاء.. وهناك سيناريوهات طبخت على نارٍ هادئةٍ، ولكن لاهبة بين النظامين السعودي والإماراتي والقوى الوطنية العميلة من المكونات السياسية والحزبية والفكرية المرتهنة لها..
لا مناص أن هناك سيناريوهات قادمة أشد خطورةً، وأنكى أحداثاً خاصةً في المواقف السياسية بين شركاء الأمس، وفرقاء اليوم.. فالمسرحية الهزلية قد تطول.. وقد تنحو منحى دموياً بين الفصائل المتنامية والمتناقضة أيديولوجياً..
هناك عوامل عالمية تقف موقف المتفرج.. وهي حريصة أن يبقى اليمن في نقطة ارتكاز ساخنة ومتوهجة.. وتريد الفرصة المواتية لأخذ نصيبها من الكعكة اليمنية.. فيما الخطورة تكمن في سيناريوهات صهيونية في جنوب البحر الأحمر, وفي بحر العرب.. من خلال التواجد العسكري في جزيرة ميون.. وفي جزيرة سقطرى.. وكل هذا يحدث على مسمع ومرأى الدول الكبرى، ومجلس الأمن والأمم المتحدة..
وبالرغم من كل هذا وذاك هناك النمور الآسيوية تبقى في حالة انتظار، واستنفار واستراحة مقاتل حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الأسود من الصفقات المشبوهة لجهات إقليمية ودولية..
تظل الانقسامات الجنوبية- الجنوبية قائمة بين رفقاء المصالح والرفاق القدامى الذين يحملون المجلس الرئاسي الجديد مسؤولية ما يحدث من انزلاقات خطيرة بسبب توليفة أعضاء المجلس غير المتجانسة أيديولوجياً وفكرياً وسياسياً، وهذا ما عكس نفوذ النظامين السعودي والإماراتي في الصراع اليمني القائم بين المكونات السياسية اليمنية..
فالمشكلة تظل قائمة طالما هناك وجهات رؤى متباينة بين القادة العسكريين المناوئين وأعضاء المجلس الرئاسي.. الشيء العجيب أن المجلس الرئاسي حتى الآن لم يقدم رؤيةً واضحةً، أو تأكيداتٍ واقعيةً، عن سياسته العامة، في التغلب على الأزمة المحتملة..
علماً أن هناك قضايا لم تحل حتى الآن مع الفصائل الجنوبية بأن أنصار المجلس الانتقالي غير راضين عما يحدث في مشاورات الرياض.. ويتهمون قيادة الانتقالي بخيانة القضية الجنوبية..
أضف الى ذلك أن المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي غير راضٍ عن بعض أعضاء المجلس الرئاسي الجديد.. فهناك دعوة لعقد مؤتمر جنوبي- جنوبي عام وسوف يدعى لهذا المؤتمر كل الفصائل والمكونات الجنوبية مثل:
المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير الجنوب.
الهيئة الشعبية الجنوبية.
اتحاد شباب الجنوب.
مجلس التنسيق الأعلى للمتقاعدين العسكريين.
المجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب.
وغيرها من الفصائل والمكونات الحزبية الجنوبية.. وكل هذه المشاحنات والصراعات بسبب دعم المجلس الرئاسي من دول الخليج التي رفضت تلك المكونات السياسية والحزبية الجنوبية على خلفية دعم المجلس الرئاسي اتفاقيات التطبيع الصهيوني التي أبرمتها دويلة الإمارات وثلاث دول عربية مع الكيان الإسرائيلي..
صفوة القول:
كل المؤشرات السياسية في هذه المرحلة الفاصلة تؤكد أن علاقة المجلس الرئاسي بالمكونات السياسية والحزبية والفكرية أكان في جنوب الوطن أو شماله تقف على محور تقاطع مصالح واضحة المعالم.. حيث إن كل الأطراف تقف على مسافات ساخنة.. ومساحات مشحونة بالتوتر والقلق عما يحدث الآن وفي المستقبل..
فالمرحلة القادمة تقف على برميل بارود ساخن قابل للانفجار في أي لحظة.. من جانب آخر تبدو المواجهة الشاملة مع الفصائل الجنوبية المعارضة عملاً ذا عواقب خطيرة..
فالحكومة لديها من الأزمات المعقدة، والسيناريوهات المتعددة ما يجعلها في وضع المحاصر المهدد التي تقضي جل وقتها في الدفاع عن نفسها والصراع من أجل البقاء والاستمرار.. وفتح جبهات جديدة مناوئة لها في ظل هذه الأوضاع المتشابكة والظروف المعقدة التي لم تكن في صالحها..
خلاصة الخلاصة:
سنشهد قريباً انسدال مسرحية العليمي، وانزواء شركاء الأمس.. وتظل أولويات الصراع السياسي بين الشركاء والفرقاء على أشده.. في ذلك الوقت لم يكن غريباً أو مستهجناً من قبل المجتمع الدولي والأممي أن يكتشف المؤامرة القذرة التي يلعبها النظامان السعودي والإماراتي تجاه اليمن..
والجميع سيخرجون من هذه المعركة بأصابع محترقة.. مصداقاً لقوله عزوجل: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).