كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين ?!..- 60 -

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين ?!..- 60 -

ولا يختلف إثنان أن المنطق السليم وما يعززه من يقين وتفسير أنسب وعقلاني وواقعي للأحداث التي شهدها تاريخنا العربي والإسلامي بمختلف مراحله يؤكد وبلا شك على الإطلاق ,

بأن هناك الكثير من الأحداث التاريخية  والشخصيات الإسلامية المحورية التي نقلت إلينا المصادر الإخبارية وكتب التاريخ المتنوعة والمتعددة النزعات والتوجهات والأهداف والأغراض  أخبارها بنوع من التشويه المتعمد والإساءة المقصودة إليها  بدافع سياسي وديني ومذهبي محض وطغى على مثل هذه الإصدارت والمدونات عليها مانلحظه من مجافاة للحق والحقيقة وتغييبهما تكريسا وتعزيزا لمحاولات مستمرة لتزييف الوعي والتاريخ بإسقاطات مستهجنة وترهات عقيمة لاتخدم الحقيقة والتاريخ مع الأسف الشديد !.
وهذا يعني أن العامل الديني والمذهبي والسياسي كان حاضرا ولا يزال بقوة بأبعاده الثلاثة المذكورة وغيرها, في كل هذا الذي حدث ولا يزال يحدث في تاريخنا العربي والإسلامي , بل وينعكس كل ذلك فيما نقرأه , أو هو متاحا لنا وبين أيدينا من - تاريخ مسيس ومشوه  ومحرف - يتم املاء مضامينه على كتبته من قبل الحكام والأمراء المتغلبين.
 وفي هذا التاريخ العجيب الغريب الكثير من المتناقضات والمغالطات وحتى الأكاذيب والأباطيل المختلقة والخزعبلات والخرافات التي جرى ويجري تسويقها والترويج لها بمنتهى الخسة والوقاحة بما يتنافى مع متطلبات الحق والحقيقة ويخل بالشروط المتعارف عليها في كتابة التاريخ ويضمن تقديمه للناس خاليا من كل شائبة وعيب , ومأخذ قد يؤخذ عليه من بعض قرائه , أو كلهم.على حد سواء .
ومن المؤكد أن جملة ماحدث وما شهده تاريخنا العربي والإسلامي الطويل منذ إقامة وإنشاء الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بالحجاز على أيدي الرسول الكريم والذين معه من المهاجرين والأنصار قبل قرون سحيقة من الزمن وحتى اليوم , لم يسلم من أذى التشويه والتسويف والإختلاق وتمرير وترويج جملة من الأكاذيب والأباطيل المختلقة والمزعومة من قبل طائفة كبيرة من المؤرخين والإخباريين الذين نقلوا إلينا بما دونوه وألفوه في كتبهم ومؤلفاتهم العديدة - تاريخا مشوها وناقصا - يتجلى فيه حقيقة الزيف والدافع السياسي اللافت والملحوظ وتعمدوا بما ساقوه إلينا فيه من معلومات وأخبار اسقاط الكثير من المغالطات وقلب الحقائق وذلك بتوجيه من الحكام والمتنافسين والمتنازعين على الكرسي والسيادة في كل زمان ومكان بلا حياء وبلا تقى ولا ارعواء يذكر , وهذا ماأفقد - هذا التاريخ المشوه المصداقية والموضوعية والنزاهة والأمانة والحيادية والثقة به , وإعتباره بما تضمنه من زيف وكذب وقلب للحقائق غالبا مجرد إفك تولى كبره كتبة إخباريين خانوا أمانتهم وكذبوا على الله والناس وعلى أنفسهم بهذا الذي يحسبونه تاريخاً وليس بتاريخ يمكن الركون عليه والرجوع إليه بأي حال من الأحوال !.
ولعل ماتناولته بعض مصادر التاريخ وما تناقله الإخباريون من أخبار عن فتنة عبهلة بن كعب المعروف بإسم الأسود العنسي في اليمن يندرج ضمن تلك المصادر وما احتوته من أخطاء وتعمدته من مغالطات من خلال اسقاطاتها على ماحدث وإلباسه لبوس باطلة , وتناسي وإغفال حقيقة خروج الأسود العنسي على الحكومة الإسلامية المركزية في المدينة المنورة والسبب الحقيقي لثورته وتمرده عليها والمتمثل بموضوع الجباية للأموال والخراج من اليمن وعدم تقبل الولاة المعينين على اليمن آنذاك من قبل الخليفة لوجهة نظر اليمنيين , وتقدير موقفهم من ذلك وتلمس احتياجاتهم وهمومهم , والإصرار على أخذهم بالشدة وتضييق الخناق عليهم , وهو ما أدى إلى تفاقم الإوضاع وانفجارها إلى حد المواجهة وإتهام الأسود العنسي ومن معه بالردة والخروج عن الإسلام واستغلال هذا الأمر لتأليب الناس ضده, ثم التخطيط والتدبير لقتله وإغتياله عن طريق فيروز الديلمي وزوجته الفارسية التي قيل أنها دست له السم , لتطوى صفحة الرجل الذي امتاز بقوة الشكيمة والفراسة وحدة الذكاء وشدة البأس والحكمة والحنكة رغم ماقيل أنه كان يمارس دور الكاهن في فترة من الفترات للتقليل من شأنه وذمه كواحد من الأقيال اليمنيين الأشداء في عصره .
ولم يقتصر التهميش والإقصاء المتعمد لليمنيين من قبل الحكومة الإسلامية المركزية سواء في المدينة المنورة أو دمشق وبغداد أيام الأمويين والعباسيين على ماتقدم ذكره والإشارة إليه من قبل , بل استمر استهداف اليمنيين على نفس المنوال والنهج والتوجه من قبل من يمثلون قريش وعنصريتها .
بيد أنه جرى استخدام اليمنيين وتسخيرهم واستغلالهم من قبل الأمويين والعباسيين على حد سواء في صراعاتهم وحروبهم الطويلة الدامية على السلطة في فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي الملطخ بالدماء , والزج بهم إلى محارق الموت بلا شفقة ولا رحمة ولا حتى أدنى إعتبار للإخوة الإسلامية التي  تربط هؤلاء اليمنيين بالقرشيين , وكأن قريش أصرت على ذلك ولم ترى حقا لليمنيين في تولي الأمر ومنازعتهم لها فيه وهو بالفعل ماحدث وكان !.
...... يتبع ......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا