حديث الإثنين: شرعية الأرض والإنسان في صنعاء وليست في الرياض
تزامنا مع الآمال المعلقة على ما تم الإعلان عنه من هدنة مؤقتة محددة بشهرين قابلة للتمديد قد تؤسس لسلام دائم في اليمن وإنهاء العدوان الظالم عليه
إن حسنت النيات لا بد أن نذكر بالمواقف التاريخية التي دوما تتوحد من خلالها القلوب وتصطف القوى الوطنية حولها وتنزوي كل خصومة وفي المصائب تشف النفوس وفي معترك التحديات تعرف معادن الرجال والمواقف والتوجهات وهي أخلاقيات آمنت بها كل الشعوب الحرة وعملت بها والتزمت بأسسها إلا لدينا في اليمن السعيد حيث تبدو مناكر المواقف وموبقاتها لدى البعض وحلزونية ساستها هي السائدة ليس في أوساط العملاء والمرتزقة في الخارج فحسب المرتبطون بتحالف العدوان وإنما حتى مع من يمثلون لهم امتدادا في الداخل،هؤلاء لا يريدون أن يعترفوا بأن صنعاء ستظل دوما وأبدا تمثل شرعية الأرض والإنسان اليمني أينما حل وأنها هي من تقرر وتترجم إرادة الشعب اليمني الوطنية وتشكل الحصن الحصين للدفاع عن سيادة الوطن ومكتسباته الذي تتحطم على صخرته كل مؤامرات الأعداء وقد أثبتت الأحداث التي يتعرض لها الشعب اليمني للعام الثامن على التوالي المتمثلة في شن العدوان الظالم عليه هذه الحقيقة .
أبناؤنا فلذات أكبادنا رجال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية يؤدون واجبهم في خدمة الوطن والدفاع عنه دون منٍّ أو أذى ودون توظيف لمواقفهم وأعمالهم البطولية وتضحياتهم ومع كل ذلك نجد هناك من يشحذون نصا لهم وألسنتهم الحداد في محاولات يائسة منهم للانتقاص من دور اللجان الشعبية والجيش وأبطاله والأمن ورجاله وكأن معركة الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان للعام الثامن عل التوالي بالنسبة لهؤلاء لا تهمهم وإلا فما تفسيرهذه المواقف المخجلة ، لقد ظهرهؤلاء فيما سمي بمشاورات الرياض بمظهر مزرٍ يثير الشفقة أكثر مما يثير الازدراء موظفين كل ما يقوله أعداء اليمن كمرجعية يستندون اليها في تحليلاتهم والتقليل من الانتصارات التي يحققها ابناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات دفاعا عن سيادة اليمن واستقلاله وحريته وبناء دولته الوطنية الحديثة ولا ندري هل لهم رغبة دفينة بأن يستمر العدوان على اليمن وأن يستفحل التطرف والتشدد وأن يضيع ما تبقى من الدولة ومؤسساتها السيادية ؟
بل لا نجد تفسيراً لمواقف بعض القوى السياسية والحزبية التي لا يفهم منها إلا الميوعة السياسية والهلامية المضطربة التي ليس لها موقف واضح ومحدد لا من العدوان ولا من الإرهاب مع أنهم يعرفون أن الوقت لا يحتمل مثل هذه المواقف المتذبذبة والمناورات ، وكم هو مؤسف أن نجد من يوظف ما يحدث اليوم لشق وحدة الصف الوطني وإثارة النعرات باسم العدنانية والقحطانية والمناطقية والطائفية والمذهبية وحتى القبلية وهو توجّه لايخدم الشعب اليمني ولا قضاياه الوطنية وإنما ينال من وحدته واستقراره ويعكس إصرار هذه القوى على البقاء في مفاصل السلطة للهيمنة وتخريب الجهاز الاداري للدولة وقد تحدث عن هذه الحقيقة مؤخرا بكل صراحة الأخ الرئيس مهدي المشاط أثناء لقائه بقيادات الدولة والهدف طبعا من استمرار هذا الوضع هو الحؤول دون بناء اليمن الجديد لأن هذا ما يريده أعداء الوطن في الداخل والخارج ، وعليه نؤكد أن قواتنا المسلحة واللجان الشعبية بعد اكثر من سبعة اعوام من العدوان الظالم على اليمن وشعبه العظيم هي اكثر قوة من أي وقت مضى وتستطيع سرعة الحسم وإنهاء التساهل والتسامح مع أناس لا يعرفون معنى التسامح ولا يقدرون التعامل معهم بالحكمة والتعقل ، معتقدين أن ذلك يعبر عن ضعف الدولة وهم في هذه الحالة مخطئون وغير مدركين أن الصبر والدفع بالتي هي أحسن هما من عزم الأمور تأكيداً لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم عليه افضل الصلاة والسلام .
إن من يستغلون الأوضاع الاستثنائية اليوم بهدف إذكاء الفتنة وصبّ الزيت على النار ليتسنى لهم خدمة مصالحهم الخاصة عليهم أن يستفيدوا من دروس وعبر الماضي وسيجدون أن الحق دائماً يقف إلى جانب الشعب وقضاياه الوطنية وإن ما يقومون به من أعمال قذرة تخدم العدوان وتعكس توجهاته فإنها تتحول دائماً إلى سهام ترتد إلى صدورهم المليئة بالحقد والغل ضد كل ما هو جميل ، وتكشف زيفهم لشعبنا ليعرفهم على حقيقتهم بعد أن يكونوا قد اصطدموا على صخرة وعي الشعب اليمني الذي شبّ أبناؤه عن الطوق وباتوا يميزون بين الغث من السمين ، لكن مع الأسف الشديد يظل أولئك الذين اعتادوا على الاصطياد في الماء العكر يسبحون ضد التيار حيث تتقاذفهم الأمواج من كل جانب وعندما لا يجدون مرسى يضعون عليه أقدامهم يذهبون مع العواصف كلما تحركت في أي اتجاه فيزدادون حقداً على من ثبّت الله أقدامهم لخدمة وطنهم بإخلاص ولا يطالبون مقابل ذلك لا جزاءً ولا شكوراً ، اذاً فإن القوات المسلّحة واللجان الشعبية صانعة الانتصارات العظيمة هي القادرة على مرمغة وجوه هؤلاء في التراب سواءً كانوا أولئك الذين يتعاونون مع العدوان أم أولئك النفر وهم الأخطر الذين يعزفون على وتر الطائفية والمذهبية والمناطقية معتقدين إنهم بعملهم الجبان سوف يؤثرون على وحدة الصف الوطني ورفع الشعارات الحاقدة التي يحاولون من خلالها إذكاء العداوة والبغضاء بين أبناء الشعب اليمني الواحد وتعميم ما يجري من أحداث على الجميع والذين مازالوا يسيرون في نفس الطريق كتجار أزمات لأنهم لا يستطيعون العيش بدون سلوك هذا الطريق الخاطئ خاصة أن الطبع يغلب التطبع ، ولذلك نقول لهم: إن الحقد والغل لا يورثان إلا العداوة والبغضاء ولا نريد لمجتمعنا اليمني أن يعود لما كان سائداً من تصرفات في عهود سابقة حيث كانت التفرقة والعنصرية هي التي تحكم المجتمع ، فهل يتعظ هؤلاء ويرحمون الشعب اليمني من أفعالهم الشنيعة ؟