كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!..(122)

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!..(122)

بعد سبع سنين عجاف من الحرب المُدمرة والعبثية على اليمن التي تشارك فيها أطراف عربية وإسلامية وإقليمية ودولية وتورطت فيها بشكل مباشر وغير مباشر ,

وبعد أن أنهكت أطراف الصراع المتورطة في تلك الحرب ووصلت جميعها إلى قناعة تامة وراسخة باستحالة تحقيق الغلبة في حرب كهذه , يأتي الإعلان من العاصمة السعودية الرياض قبل أيام على لسان المبعوث الدولي إلى اليمن عن توصل الأطراف المعنية بهذه الحرب المُستعرة في البلاد إلى اتفاق قضى بهدنة بين المتحاربين لمدة شهرين قابلة للتجديد , ويسمح بوصول المشتقات النفطية وغيرها إلى اليمن عبر ميناء الحديدة , الى جانب السماح بإعادة فتح مطار صنعاء لاستقبال الرحلات الجوية للطيران المدني وإنطلاقها منه الى جهات محددة في دول المنطقة وكذا فتح الطرقات المغلقة في محافظة تعز, تمهيداً لتسوية سلمية شاملة قد تأتي لاحقاً ويتم الترتيب لها من قبل الأمم المتحدة وأطراف إقليمية ودولية على صلة بالملف اليمني الشائك والمُعقد .
واللافت أن اتفاق الرياض الأخير الذي تضمن النقاط المذكورة آنفاً , قد قُوبل بترحيب كبير من قبل أطراف النزاع والصراع , كما لقي مباركة وتأييد على المستوى العربي والإقليمي والدولي غير متوقع .
 وهو اتفاق يبدو أن واشنطن ضغطت لتمريره على السعودية وغيرها وإن كانت بنوده المحدودة لا تلبي تطلعات وطموحات اليمنيين المشروعة والمرجوة على الأقل في حدودها الأدنى والمتمثلة هُنا بإنهاء الحرب ووقف نزيف الدم اليمني المسفوك على ثرى أرض محروقة , واستعادة الأمن والإستقرار والتنعم بالسلام الذي. فقده المواطن اليمني في بلاده التي دمرتها ومزقتها الحرب على مدى سبع سنوات وجعلت اليمنيين جميعاً في أسوأ حال ومُنقلب !.

وكان المُفترض والمأمول أن يكون اتفاق أو اعلان الرياض الأخير الذي تم التوصل إليه برعاية أممية اتفاق سلام شامل , كامل غير منقوص ولا مُجزأ يُنهي مأساة إنسانية طال أمدها كثيراً وتتفاقم كل يوم وكل لحظة هنا بشكل لم يعد مقبولا معه الصمت والسكوت وغض الطرف , لاسيما وما حدث ويحدث في اليمن قد تجاوز المحذور والمحظور وعدا طوره عن كل معقول ومقبول ومشروع ووصل إلى نقطة الخطر الأكبر والأعظم الذي يمس بضرره المباشر كل شيء هنا بلا استثناء , ولا يُستنى منه أحداً .
كان المأمول والمُفترض أن يتم طرح وفرض اتفاقية سلام تنهي الحرب والصراع في اليمن وتضمن علاج كل آثاره ونتائجه على المدى القريب والبعيد , وتضمن استعادة اليمن لعافيته ودوره الوطني والعربي والإسلامي والإقليمي والدولي , وتُلزم السعودية والأمارات بوجه خاص بإعتبارهما ضلعي العدوان الأبرز في العدوان على اليمن بتحمل مسؤوليتهما الأخلاقية والتاريخية فيما حل ويحل باليمن من دمار وموت وخراب جراء حرب السبع السنوات الماضية عليه , وتُجبر الرياض وأبو ظبي على دفع مبلغ 200 مليار دولار على الأقل كدفعة أولى لحل جزء من مشكلة اليمن الناجمة عن الحرب والعدوان عليه تُخصص لدفع مرتبات جميع موظفي الدولة في اليمن والشروع في إعادة البناء والإعمار لكل مادمرته الحرب هنا والعمل بجدية على إعادة تأهيل الإقتصاد الوطني في اليمن وفق آليات وخطط ناجحة وعملية وتلبي كل احتياجات البلاد والسكان وتضمن ترميم جسور العلاقات التي تربط اليمن بمحيطه العربي والاقليمي بما يعزز أمنه واستقراره ويحافظ على سيادته ووحدته وسلامة أراضيه , والتعهد في نفس الوقت بعدم التدخل في شؤونه الداخلية بأي حال من الأحوال , مع ضرورة إلزام أطراف الصراع اليمني - اليمني في الداخل بالقبول بميثاق شرف يتضمن قبول كل طرف بالآخر وتقديم تنازلات مشتركة تكون المصالحة الوطنية الشاملة غايتها وهدفها وبناء الدولة اليمنية الحديثة المؤسساتية هو الهدف الأسمى والجامع لكل اليمنيين وعدم السماح لأي طرف سياسي بالهيمنة والاستقواء وتهميش وتخوين الآخرين أو فرض نفسه ومعتقداته على الكل بإعتبار الوطن يتسع للجميع , جميع اليمنيين على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم وانتمائتهم وتوجهاتهم السياسية , وتغليب مصلحة اليمن على ما عداها من مصالح فئوية وشخصية وحزبية ضيقة .
كان المأمول والمفترض والمُبتغى والمنشود أن يكون هكذا اتفاق السلام , ويتضمن ماذكرناه فيما تقدم , لامجرد هدنة مؤقتة , وتجدد إذا دعت الحاجة , فأنصاف الحلول أثبتت على الدوام عدم جدواها لحل مشكلة اليمن التاريخية المزمنة قديماً وحديثاً والمتمثلة هنا بالصراع والتنازع على الأمر والمال وما يرتبط بهما من قريب أو بعيد .
ولا حل لمشكلة اليمن دون مراعاة العامة والمجموع والكل وتذويب كل المصالح الضيقة في مصلحة الوطن عامة وتغليب الأخيرة على كل المصالح , ولا حل لمشكلة اليمن من خلال تغليب أو بالأصح غلبة طرف على أطراف , يجب أن يشترك الكل في تسيير دفة الأمور في البلاد ويلتزموا جميعاً بما من شأنه النهوض بوطنهم وتحقيق رخائه ونمائه وضمان بنائه والتعاون فيه على البر والتقوى وما يضمن الوصول ببلادهم إلى مصاف البلدان المتقدمة . والمتحضرة والمزدهرة .
وعلى جميع أبناء اليمن الإيمان والقبول بمبدأ التعايش المشترك , والتنبه إلى أننا شركاء في هذا الوطن لاأفضلية لأحد على أحد ولا ميزة لهذا أو ذاك لتجعله يستأثر بكل شيء ويقصي البقية ويعتبرهم مُلحق أو تبع , وللحديث بقية !.

....... يتبع ........

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا