كتابات | آراء

من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة الأولى

من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة الأولى

بدأت محاضرات السيد القائد الرمضانية للعام الجديد 1443هـ، والتي بدأت بتذكير أبواب الله سبحانه وتعالى للإصلاح والتقوى،

وكيفية تهيئة الله الإنسان للتذكر والاستقامة والارتقاء الأخلاقي، وهذه التهيئة الربانية، وشهر رمضان محطة تهيئة للصفاء النفسي و الذهني، وهي فرصة للتذكير والذكرى التي تنفع المؤمنين، والغاية المرجوة من الصيام هي التقوى وهذا له علاقة كبرى بالقرآن الكريم ، والتذكير بالقرآن بالتدبر والتأمل والتقييم لأنفسنا، وركز حديث المحاضرة الأولى حول الغاية المرجوة من الصيام وهي التقوى ، وهي الثمرة العملية والتربوية التي تقي الإنسان من الأعمال السيئة و نتائجها السيئة..
إن الكثير من الأزمات والاختلالات الاقتصادية نتيجتها اختلالين، الاختلال الأول هي المعاصي، والاختلال الثاني هو العقوبات، ومصدر الشر في هذه الحياة هي الأعمال السيئة، والتقوى هو السلاح الوحيد الذي يقي الإنسان من هذه الأعمال، وما ينتج عن الإهمال والتقصير والتفريط التي تساعد الأشرار والمفسدين على إيذاء الجميع، ولذلك يجب أن نستحضر ما يزكي النفس والاستقامة النفسية، والتقوى يترتب عليه الأجر والخيرات وهو الثمرة العملية، والاهتمام بهدى الله يجعل الإنسان يكتسب التقوى، والتقوى هنا تعني ان يقي الإنسان نفسه من الأعمال السيئة، ودين الإسلام نعمة عظيمة، والمجتمع المسلم لا ينقصه الإقرار والمعرفة بالله والقرآن والحلال والحرام، لكن هناك تفريط وتجاوز عن جهل بأسس وثوابت واضحة، ولكن يعني أن ما ينقص مجتمعنا المسلم هو التقوى..
أهمية التزود بالتقوى تربويا وعمليا، حتى ننجو من العقوبات، واكبر ثمرة للتقوى هي النجاة من عذاب الله سبحانه في الدار الآخرة، حيث يأتي الوعيد الإلهي لاقتراف المعاصي والتفريط بمهمات وأعمال أساسية أمر الله بها، والله يذكرنا في القرآن ان نسعى جميعا لاتقاء النار بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وهذا التنبيه المهم يعني السعي العملي لاتقاء نفسه وأسرته من النار، والخسارة الكبرى آن يتهاون الإنسان ويخادع نفسه ويتساهل ويفرط في بعض المسئوليات التي توصله للنار، وإذا كانت عواقب التفريط وهوى النفس هو الخلود في نار جهنم، وفي عاجل الدنيا سبب ما نعانيه هو تفريطنا في مسئولياتنا، وما يواجه الإنسان من متاعب سببه أعمال الإنسان..
في واقع المجتمع المسلم هناك الكثير من المعاصي، ولكن الله يؤخر العقاب، وهي رحمة واسعة من الله، حتى ينيب الناس إلى الله والرجوع إليه، طريق الخلاص وسبيله هو الرجوع إلى الله، ما نعانيه اليوم يدفعنا إلى الرجوع العملي إلى الله، الرجوع الذي نتفقد فيه أنفسنا ما فرطنا به ، الرجوع الذي فيه تضرع وتوبة وإصلاح لواقع العمل والقصور في العمل، هذا الرجوع يقبله الله، وثمرة التقوى العظيمة في الحياة الأبدية هي الجنة، وللوصول إلى الجنة لابد من التقوى، وهذه هي الثمرة العظيمة، وبدون التقوى والسير وراء مزاج النفس، فسوف يخسر هذه الثمرة العظيمة، وفي الدنيا فإن الله مع الذين اتقوا ينصرهم ويرعاهم برعايته الشاملة، مما يعني أنك اذا اتقيت الله لن تكون وحدك فإن الله معك..
من مجال التقوى في شؤون حياتنا، المسئولية في تقوى الله حق تقاته في التصدي لمؤامرات أهل الكتاب، وهذا أمر إلهي مباشر، كذلك الأمر الإلهي في تقوى الله في إصلاح ذات البين، لأنه يترتب على ذلك مفسدة جماعية كبرى ولابد من استحضار التقوى في إصلاح ذات البين، كذلك الانضباط في المعاملات المالية والبعد عن الربا، وتقوى الله في التعاون على الإثم والعدوان وخاصة في استمالة الباطل والعصبيات، ويأتي الأمر بالتقوى في عدم التفريط بالتقوى أثناء المرابطة، وتقوى أتباع القرآن الكريم..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا