حرية الاعلام في الغرب والديمقراطية الزائفة
بما اننا نقرأ كثيرا عن الأحداث والتطورات التي تحصل في الولايات المتحدة وفي اوربا وغيرها من دول العالم المتحضر
المزعوم وننظر بعين البصيرة الى مجمل السياسات المنتهجة من قبلهم نحو بلدان العالم الثالث فقد كنا ومازلنا مستيقنين بزيف وكذب كل ادعاءات تلك الأنظمة التي يقال عنها متحضرة في انها تحترم الحريات وتدافع عنها وتشجب وتدين كل من يقمع الحريات والتي على رأسها حرية التعبير عبر مختلف الوسائل الإعلامية وكانت أصابع الاتهام دائما موجهة نحو شعوب وأنظمة الشرق الأوسط والعالم الثالث كما يقولون.
اليوم ونحن نعيش أحداث الحرب الروسية الأوكرانية بغض النظر عن المتسبب فيها او المحق من المبطل وبعيدا عن التشفي او مناصرة هذا الطرف او ذاك فالحرب هي الحرب قتل ودمار وتهجير، إلا ان للحرب هذه محامد ولعل ابرزها انها كشفت الستار وأسقطت الأقنعة عن تلك المبادئ المزعومة للغرب في أنهم أصحاب ديمقراطية وأنهم حماة الحرية، وبسبب أحداثها أصبح الجميع وخاصة في منطقتنا العربية ينظرون الى الوجه الحقيقي لأمريكا ودول أوربا ،فقد رأوا وسمعوا كيف تصرفت هذه الدول ضد روسيا المعتدية من وجهة نظرهم على أوكرانيا ،وأنا هنا لا أتطرق إلى جهودهم في تزويد أوكرانيا بالسلاح الفتاك والدعم المالي وغيره وانما اقصد تصرفات الغرب وأمريكا في منع وإغلاق كل وسيلة إعلامية تناصر اوتساند الروس بل بلغ بهم الأمر الى حذف القنوات الروسية ومنع وصول بثها إلى العالم وحجب المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأدهى من ذلك مقاطعة روسيا في مختلف الفعاليات بما فيها الثقافية والرياضية وحتى كما سمعت من القنوات مقاطعة شراء القطط الروسية.. هذا كله شكل صدمة لدى اولئك المتبجحين من أوساطنا اقصد في بلادنا وبلدان الشرق الأوسط بالذات، فقد الجمت أفواههم بعد ان قامت عليهم الحجة المتمثلة في ان حضارة الغرب حضارة زائفة وديمقراطيتهم كاذبة ،فوسائل الإعلام ان لم تتماشى مع سياساتهم وتساعد على فرض هيمنتهم في المنطقة وفي العالم فهي وسائل إرهابية محرضة على العنف، وإذا ما تصرفت دولة في إيقاف قناة أو إذاعة أو صحيفة أو حتى اتهام صحفي بتهمة التخريب او التحريض وإشاعة الفوضى وضبطه النظام قامت القيامة ولم تقعد لدى الغرب وأمريكا وأدواتهم ويبدأون عبر وسائلهم المختلفة بكيل الاتهامات بقمع الحريات وتكميم الأفواه.
هذه هي الحقيقة فدول الحضارة الزائفة لها أهداف ومصالح وعلى ضوءها تكون سياساتهم وتصرفاتهم ،لا وجود لمبادئ ولا قوانين ولا أعراف دولية كما يزعمون ،فميزانهم اعرج والوثوق بهم حماقة وغباء وادعائهم التحضر زائف ورداء ثقافتهم الذي يفخرون بالتدثر به سرعان ما يرمون به تحت الاقدام حين تتضرر مصالحهم وتتعرقل مشاريعهم التسلطية.. فنأمل ان لا نجد ممن مايزال يؤمن بحضارة الغرب وديمقراطيته وحرية التعبير التي يتوارى خلفها من اجل تحقيق أهداف وخطط تصب في صالحهم.
وعلينا ان نعزز الوعي وننظر الى الأمور وفقا لما اخبرنا به قرآننا الكريم الذي حذرنا الله فيه من خدع وكذب اليهود والنصارى فهو الأصدق والأعلم والاوثق، والله من وراء القصد وهو المستعان.