كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(25)

تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد(25)

في 19 يناير 1839 تعرضت مدينة عدن الساحلية الواقعة في جنوب الجزيرة العربية لقصف سفن تابعة للبحرية الهندية واحتلت من قبل جنود شركة الهند الشرقية

  كان أول استحواذ استعماري بريطاني في العصر الفيكتوري  قبل عام واحد فقط  التقى الكابتن هينز الرجل الذي قاد الهجوم على عدن فيما بعد بالسلطان محسن بن فضل العبدلي من لحج   الذي استولى على الميناء كجزء من أراضيه  في ذلك الوقت ناقش الرجلان إمكانية تأجير البلدة لتخزين الفحم للبحرية الملكية  بعد مداولات مطولة  أعرب السلطان عن رغبته في التوصل إلى اتفاق كتب هينز لاحقا سردا للاجتماع في رسالة إلى المشرف على البحرية الهندية وصف فيها المحادثات مع  السلطان محسن وفي النهاية أعلن أنه يفضل الانجليز على العثمانيين وانهم سيستقبلونه كحليف  للبريطانيين ويحمون بلاده من الاعتداءات الخارجية  وان يكون الاتفاق  بنفس الشروط التي ابرمت مع السلطان البنغالي نابوب سورات وإن الإشارة إلى هذا الموضوع مثير للاهتمام في عدد من النقاط،  من ناحية أخرى   يُظهر مدى إدراك سلطان من مجتمع زراعي صغير في داخل شبه الجزيرة العربية للعلاقة التجارية الطويلة بين اليمن والهند واهميتها للبلدين والتي ترتبط بتجارة البن وموانئ المخا وسورات من ناحية أخرى تم اقتراح مفهوم الهند كمشروع سياسي وثقافي امتد إلى ما وراء جنوب آسيا الجغرافية،  في هذه الحالة كانت تجربة عدن مختلفة تماما عن تجربة الهند من حيث أن الموجودين فيها هناك تبنو الممارسات البيروقراطية المغولية والفارسية كلغة إدارية  لذلك كان من المعتاد توظيف مايسمى المنشي وهو كاتب اداري من الهند يكون مسؤولا عن الممارسات الإدارية وامور المحكمة.
في عام 1833 صدرت تعليمات للكابتن هينز بمسح جزيرة سقطرى كمحطة فحم محتملة للبواخر التي بدأ استخدامها على نطاق واسع  كان هذا قبل قناة السويس  لكن الأفراد والرسائل لا يزالون يجدون أنه من الأسرع السفر إلى مصر براً ثم إكمال الرحلة من البحر الأحمر  لكن سلطان المهرة رفض بيع الجزيرة وفشلت القوات البريطانية في الاستيلاء عليها  أقنع هينز حكومة بومباي بأن عدن ستكون ميناء استراتيجيًا أفضل من ميناء سقطرى وربما تصبح مركزًا تجاريًا مفيدًا  وفي عام 1837 أقنع هينز سلطان لحج ببيع عدن على الرغم من معارضة نجله الذي حاول خطف هينز لإفشال  البيع عاد هينز إلى الهند   ولكن بسبب الخوف من أن محمد علي باشا   حاكم مصر  قد يستولي على عدن   عاد هينز مع 700 جندي بنجاح لاقتحام المدينة وفي 19 يناير 1839   تم تعيين هينز وكيلًا سياسيًا  وأدار عدن من عام 1839 حتى عام  1854 وقد تمت ترقيته إلى نقيب وفي عام 1841  كانت مهامه الأولى إقامة التحصينات  والتآمر لمنع العرب من الاتحاد لطرد الدخيل واستخدام اليهود لإنشاء شبكة استخبارات عالية الكفاءة.
 بعد أن هزم ثلاث هجمات لاستعادة عدن كان هينز قادرًا على التركيز على خططه لتحويل بلدة متداعية حيث يعيش 600  شخص  نصفهم تقريبًا من اليهود في حالة مزرية إلى المركز التجاري الرئيسي للجزيرة العربية وشرق إفريقيا  تم رفض محاولة جلب إمام اليمن إلى التحالف من قبل الهند  لكنه لعب السياسة القبلية بمهارة بارعة  وحافظ على السلام بثمن بخس برشاوى في وضع جيد  في الوقت نفسه قدم إيجارات منخفضة لأولئك الذين يوافقون على البناء بالحجر وأقام مدينة أصبح عدد سكانها بعد سبع سنوات 25000   يخدمها ميناء مجاني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا