عام الانتصار وكسر الحصار
عندما تصبح منشآت أرامكو و المزيد من الأهداف الحيويّة داخل السّعودية تحت مرمى صواريخ الجيش اليمنيّ واللّجان الشّعبيّة
فإنّ ذلك يعني فرض القوّات المسلّحة اليمنيّة لمعادلاتٍ جديدةٍ سيفاجئون العالم بها كما فاجأوه بالأمس حيث لم تمرّ الذّكرى السّابعة للعدوان على اليمن كسابقاتها بل كانت نوعيّةً بامتيازٍ من خلال العمليّة الهجوميّة النّوعيّة التي استهدفت فيها منشآت أرامكو في جدة ومنشآتٍ حيويّة في العاصمة السّعودية الرّياض، ومصفاة رأس التّنورة ومصفاة رابغ النّفطيّة، بالصّواريخ الباليستسيّة والمجنّحة وبسلاح الطّائرات المسيّرة، ووفقاً لمصادرَ عسكريّةٍ استمرار الضّربات باستهداف أرامكو والعديد من الأهداف الحيويّة حتّى تدميرها ما لم يُرفَع الحصار السّعودي العدوانيّ عن اليمن، وإطلاق سفن النّفط، وبذلك فإنّ صنعاء أرست قواعدَ جديدةً للاشتباك وفقاً لما يلي:
1- في التّوقيت حملت العمليّات رايةً بالخطّ العريض تقول للعالم إذا استمرّ العدوان للعام الثّامن فلن يكون هذا العام إلّا عام كسر الحصار وحسم الانتصار.
2- نقل المعركة إلى الدّاخل السّعودي وفرض معادلات رعبٍ جديدة
3- توسيع بنك الأهداف في المدن السّعودية لتشمل أهدافاً حيويّةً كالنّفط ومحطّات الكهرباء وتحلية المياه.
4- تأزيم مشكلة النّفط والطّاقة عالميّاً من خلال استهداف أرامكو الذي سيتسبّب بانخفاض الانتاج أو توقّفه.
5- التّأكيد على الجهوزيّة الدّائمة والمستمرّة للرّدّ على العدوان في العمق السّعودي والإماراتي وقد يتطوّر الرّدّ الى أبعد من ذلك من خلال فرض حصارٍ على العالم من خلال استهداف باب المندب بعمليّاتٍ مماثلةٍ أو أكبر.
وفقاً لذلك فإنّ صنعاء سجّلت نقلةً نوعيّةً ومتطوّرةً جدّاً في ظلّ الحصار العدواني وبالتّالي فإنّها أصبحت جاهزةً أكثر من أي وقتٍ مضى للرّدّ في داخل عواصم دول العدوان وأكثر استعداداً لاستهداف مصالحهم الحيويّة واعتبارها أهدافاً عسكريّةً. وذلك يعني أنّه لا أفق ولا خيار أمام دول العدوان وفي مقدّمتهم السّعوديّة والإمارات إلّا خيارانِ لا ثالث لهما إمّا الاستجابة لشروط صنعاء برفع الحصار ووقف العدوان والانسحاب الكامل لكلّ القوى العدوانيّة التي لا تعتبر إلّا قوّات احتلال، وإمّا تلقي دول العدوان وعواصمها للمزيد من الضّربات الصّاروخيّة وعمليّات الطّائرات المسيّرة وهذا يعني تحمّل المزيد من النّفقات والأعباء لدول العدوان عدا عن النّتائج المباشرة مثل زيادة موازنة التّسليح وشراء المزيد من أنظمة الدّفاع التي أثبتت فشلها أمام هجومات قوّات صنعاء والاستعانة بالمزيد من الخبراء، عدا عن الأسباب غير المباشرة التي ستنتج عن هذه العمليّات مثل تهجير السّكان من المناطق المستهدفة أو إغراق تلك المناطق في الظّلمة بعد استهداف محطات الكهرباء كما جرى بعد استهداف محطّة كهرباء صامطة وانطفائها بسبب عمليّات صنعاء، والماء التي ستشكّل أزمةً كبيرةً لابن سلمان إضافة إلى عدم توفّر الاستقرار الأمنيّ والاقتصاديّ وما يتبعه من خسائرَ فادحةٍ في قطاع الاستثمارات لا سيّما وأنّ أغلب الشّركات المستثمرة فقدت ثقتها بالرّياض بعد استهدافها بعمليّات كسر الحصار الأولى والثّانية والثّالثة التي لن تكون الأخيرة وفقاً للمصادر العسكريّة اليمينيّة التي أكّدت استمرار استهدافها لأرامكو في حال ما استمرّ الحصار على اليمن. وعليه فإن لم يقرأ حكّام الرّياض رسالة كسر الحصار الثّالثة ويدركون ما ينتظرهم من ردٍّ يمنيٍّ فلينتظروا رسائل صنعاء القادمة لكسر الحصار والتي ستكون أكثر قوّةً وأوسع أهدافاً وأكثر إيلاماً حينها لربّما يدرك ابن سلمان أنّه لن يغير السّنن الإلهيّة التي تقول لكلّ جبّارٍ نهاية وكلّ ظالمٍ إلى زوال.
*كاتب واعلامي لبناني