كتابات | آراء

حديث الإثنين: بدعمها المباشر للعدوان أمريكا المجرم الأكبر

حديث الإثنين: بدعمها المباشر للعدوان أمريكا المجرم الأكبر

لا يختلف تقرير المبعوث الدولي الى اليمن الذي قدمه لمجلس الأمن الثلاثاء الماضي عن التقارير السابقة التي تناوب على تقديمها المندوبين السابقين والتي كانت تعبر عن منهجية دول تحالف العدوان

والتحدث باسمها جاعلة هذه التقارير اليمن حقل تجارب لأسلحة أمريكا الحديثة تستفيد منه مراكز الأبحاث العسكرية ولا يعني احد مصير الشعب اليمني الذي يتعرض للقصف يوميا حيث تتساقط عليه صواريخ وقنابل أمريكا العظمى  وتدكه حتى الأرض كما حدث للمؤسسة العامة للاتصالات تيليمن مؤخرا وتدمر البنية التحتية والممتلكات وتزهق الأرواح لأن ذلك في نظر أمريكا حق مشروع لها تحت طائلة الشرعية الدولية المزعومة  ذات المعايير المزدوجة والنظام العالمي الجديد المتحكم في إرادة الشعوب ، وعندما تفعل الادارة الأمريكية عبر أدواتها في المنطقة كل هذا العبث بالقيم والمثل العليا والأخلاق إن كان بقي هناك من قيم ومثل وأخلاق فإن آلة الإعلام الأمريكي لا تكلف نفسها عناء البحث عن الحقيقة والدفاع عن عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ الذين يحرقهم سلاح الدمار والقنابل الذكية  التي تخترق أماكن تواجدهم وتحيلهم الى كتل من الحمم وما حدث في صالات الأعراس والعزاء والسجون والأعيان المدنية خير شاهد .
إن الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام لا يكتفي بالصمت فقط على هذه المحارق والمجازر المروعة التي يرتكبها تحالف العدوان في اليمن كجرائم حرب وبدعم امريكي مباشر في حق شعب ذنبه الوحيد إنه يدافع عن نفسه وعن سيادته وحريته واستقلاله ويرفض التبعية للغير وإنما يقوم هذا الإعلام المبرمج بتحريض الآخرين لارتكاب الأعمال البشعة غير المعهودة في دولة كبرى تدعي أنها حامية لحقوق الإنسان وأنها زعيمة العالم الحر وهي في نفس الوقت تشيع المزيد من تعميق الكراهية بين الشعوب والديانات وتروج للأفكار المريضة التي تدعو لصراع الحضارات بدلا عن الحوار والتسامح ، وعندما يأتي الرد الدفاعي اليمني المشروع على هذه الجرائم البشعة تقوم الدنيا ولا تقعد ويجتمع مجلس الأمن الدولي ويسارع بإدانة اليمن وشعبه ويصفه بالمعتدي دون حياء أو خجل ، كل هذا يحدث بسبب إن الشعب اليمني شهد ثورة شعبية أصبحت حديث العالم اليوم قادتها طليعة سياسية في غمار إندفاعة شعبية كبيرة أوصلتها الى النصر المحتوم فقضت على عهد التسلط والوصاية الخارجية رغم شراسة الأعداء الذين اصطفوا في تحالف دولي ضدها وشنوا على اليمن وشعبه عدوان ظالم لم يشهد له التاريخ مثيلا وهو ما يؤكد أن اليمن يجتاز مرحلة نادرة في وضعها بعد أن اصبحت ثورته الشعبية في موقع لا يقهر بفضل التضحيات الباهظة التي عبدت لها الطريق في ظل هدي المسيرة القرآنية وأن أصداء انتصاراتها المتحققة التي يسطرها ابناء الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات بالإضافة الى ما تقوم به القوات الصاروخية والطيران المسير من توجيه ضربات مسددة وناجحة في عمق العدوين السعودي والإماراتي  قد تخطت الحدود الوطنية إلى آفاق ابعد وأوسع بفضل العقول اليمنية التي تصنع الحياة الجديدة وتعيد لليمن مكانته التي عرف بها عبر تاريخه الناصع والمشهود له ممن أرسله الله رحمة للعالمين النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بالإيمان والحكمة .
وذلك بعكس كل الثورات السابقة التي شهدها اليمن وكانت ترفع شعارات براقة ولكنها لم تكن تطبق على ارض الواقع لدرجة أن الأنظمة اليمنية السابقة ارتمت في أحضان الغير ورهنت قرار اليمن السياسي للخارج بالكامل وهو ما يتوافق مع وجهة نظر الدكتور حسن مكي رئيس الوزراء الأسبق في الحوار الذي أجريته معه ونشر في صحيفة 26 سبتمبر قبل وفاته رحمه الله حيث قال : إن ثوار 26 سبتمبرعام 1962 م استطاعوا أن يخربوا الجدار ولكنهم فشلوا في إعادة بنائه بسبب سيطرة القوى التقليدية على مقاليد الأمور ويقصد بذلك  أنهم نجحوا في القيام بالثورة وفشلوا في بناء الدولة الحديثة التي قامت الثورة من أجل تحقيقها بينما في الدول الأخرى يتحدثون عن المستقبل بثقة ويعتقدون أن ما سيأتي به هو الأفضل ، ونحن في اليمن كلما تقدمنا خطوة إلى الأمام نجد أن ما سبقها من خطوات هي الأفضل وإجمالاً نقول بثقة : أن حال اليمن لن يستقيم ولن يتحقق له إحداث تغيير حقيقي مالم يكن هناك قصاص عادل من منظومة الفساد والمتآمرين واجتثاثها من الجهاز الاداري للدولة  ليتمكن الشعب اليمني من بناء دولة مدنية ديمقراطية مؤسسية حديثة تجسد التغيير الحقيقي الذي ناضل من أجله الشعب اليمني طيلة أكثر من خمسة عقود ومايزال يناضل حتى اليوم وبدون ذلك القصاص والاجتثاث فإننا في هذا الوطن ذاهبون إلى مجهول لا أحد يدري منتهاه لاسيما أن تحالف العدوان على اليمن مصرعلى استمرار عدوانه البربري الذي لم يتوقف منذ سبعة أعوام بهدف اشغال اليمنيين عن التفرغ لبناء دولتهم الوطنية الحديثة المستقلة بقرارها السيادي وغير الخاضعة لتبعية الخارج كما كان عليه الحال في العقود الماضية  .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا