كتابات | آراء

كلك نظر: من تاريخ مديرية دمت .. الأرض والانسان(الحلقة الثامنة)

كلك نظر: من تاريخ مديرية دمت .. الأرض والانسان(الحلقة الثامنة)

من تاريخ مديرة دمت في عام 526 ق م كانت حوالي ثلث قرى ما يعرف اليوم بمديرية دمت موجودة وفي العقد الاول من التاريخ الهجري أي القرن السابع الميلادي

أغلب القرى موجودة  وفي القرن الثاني الهجري أي القرن التاسع الميلادي فأن القرى التابعة للمديرية كانت ومازالت جميعها موجودة أي أن بعض قرى المديرية أقدم من عاصمتها مدينة حمام دمت بمدة 2377 عاماً تحديداً والبعض الآخر أقدم بمدة الف عام تقريباً .
المقومات لنشوء مدينة حمام دمت
المقومات الجغرافية والتجارية الأولى كانت طريق القوافل التجارية أو الحجيج القادمة من جنوب الوطن لغرض التجارة أو الحج وكذلك القوافل القادمة من الشمال إلى الجنوب لغرض التجارة .
ملاحظة : منذُ القدم لم يكن يوجد دولة في جنوب الوطن وأخرى في شماله من أربعينات القرن قبل الماضي أيام الاحتلال البريطاني للجنوب والاحتلال العثماني لشمال الوطن دولتي الأوغاد هم أوجدوها ..
عودة إلى الموضوع : الطريق التي تمر من دمت هي أفضل وأسهل الطرق وإلى اليوم طريق صنعاء عدن التي تمر من دمت هي أفضل وأسهل من غيرها من الطرق .
مقومات الموقع الجغرافي المتوسط مدينة حمام دمت تتبع جغرافياً مخلاف الحبيشية وتقع في أقصى الغرب منها لذا معظم قرى مخلاف الحبيشية قريبة من مدينة دمت كما أن شمال مريس قريب من المدينة وكذلك شرق مخلاف العود وجنوب مخلاف عمار قريين من مدينة دمت ..
في أواسط القرن الماضي أختار الأهالي دمت عندما كانت مدينة صغيرة أو بالأصح قرية كبيرة سوق الأحد من كل أسبوع وكانوا يسوقو منتجاتهم فيها أما اليوم فهي سوق كل يوم مع تطور المدينة ووجود السيارات التي تسهل الحركة ..
ملاحظة : من الناحية العسكرية تعد مدينة دمت منطقة استراتيجيه فمن يسيطر عليها يستطيع حصار مدينة الرضمه من اتجاه الجنوب ويستطيع حصار مديرية النادرة من الاتجاهين الغربي والجنوبي ويحاصر مديرية جبن من اتجاه الغرب لكننا نأمل أن تنتهي الحروب التي أكلت الأخضر واليابس وننصرف جميعاً إلى البناء والتنمية التي توصلنا إلى الحياة الكريمة التي طال انتظارها .
عودة إلى الموضوع : الموقع الجغرافي لمدينة حمام دمت الذي يتوسط المخاليف المذكورة لم تؤثر فيه التقسيمات الإدارية التي جرت فيه وأبرزها في منتصف القرن قبل الماضي إلى أوائل القرن الماضي عندما كانت تتبع قضاء رداع أيام العثمانيين ثم في عهد الإمام يحيى من عام 1918م كان موقعها بالنسبة لرداع بأقصى الغرب وبعد ذلك عندما كانت تتبع لواء محافظة إب لاحقاً إلى عام 1997م كان موقعها بالنسبة لمحافظة إب في الجنوب الشرقي للمحافظة وفي عام 1997م تم ضم مديرية دمت إلى محافظة الضالع وهو قرار سياسي أكثر منه إداري وقد كانت مدينة حمام دمت هي المؤهلة لتكون عاصمة المحافظة خاصة أنها تمتلك مجمع حكومي من المباني الجيدة وتمتلك أيضا مساحات شاسعة في الضفة الشرقية لسيل بنا..
المقومات السياحية: هي المياه الكبريتية الممزوجة بالملح والحديد والذي يندفع من عدة ينابيع وهو أبرز ما تشتهر به مدينة حمام دمت بل وسميت باسمه وهذا الماء الكبريتي تخزنه بحيرة هائلة جداً مركزها الأوسط الحرضة الكبيرة وتبعد في كل الاتجاهات 15كيلومتر وللمياه الكبريتية التي تندفع من باطن الأرض إلى سطحها منذُ عام 526 ق م وإلى اليوم أي على مدى 2547عاماً له ثلاث فوائد وهي كالتالي :-
الحمامات الكبريتية تعالج الأمراض الجلدية والروماتيز وتقلل من تجاهيد المسنين.
المياه الكبريتية تكون مع مرور السنين الأحجار الرسوبية والأحجار النارية وهذان النوعان من الأحجار يوجد بداخلها مقدار جيد من مادة الكوارتز غالية الثمن التي تستخدم في عدة صناعات أهمها صناعة المجوهرات وصناعة الرادارات .
حسب رأي الخبراء الزراعيين فأن الماء الكبريتي صالح للزراعة في حالة شح أو انعدم ماء الري شريطة أن يتم تبريده وترسيب الكبريت والملح منه ويتوجب أن يتم تنظيف قاع الحوض بعد أربع مرات من التعبئة كما يتوجب كنس قشرة طفيفة من التربة العليا للطين الذي تم ريه أربع مرات رأي خبراء الزراعة نفذناه بحذافيره في قريتنا بيت طويل وحقيقة أقول أنه مجدي نسبياً لكنه متعب لأن المياه الكبريتية رغم فوائدها التي ذكرتها إلا أن لها ثلاث سلبيات أو بالاصح أضرار وهي على النحو التالي :-
المياة الجوفية في محيط البحيرة الهائلة من الماء الكبريتي الساخن شحيح أو منعدم مقارنه مع توفره في مناطق خارج محيط البحيرة الساخنة وهذا الحال ليس له تفسير غير تسريب المياه الجوفية من بين انفلاقات الصخور أو انهدامات التربة التي تفصل المياة الجوفية عن البحيرة الكبريتية الساخنة
إن تسرب المياه الجوفية إلى البحيرة الكبريتية ورغم انه يغذي مياهها الا أن له اثر سلبي في تغيير مكوناتها من مادتي الكبريت والملح قال أحد المسنين والذي عمره 90عاماً تقريباً بما معناه الحمامات أيام شبابنا كانت أسخن والملح فيها قارح رائحة الكبريت منها واضح وهذا يعني أنه إذا لم يتم ترشيد مياه الحمامات خلال هذا القرن سياتي نهايته وقد أنتهت ميزتها العالمية . .ان المياه الكبريتية القريبة من مركز البركان الحرضة الكبيرة هي قريبة أيضا من سطح الأرض بحدود 25 متراً وكلما ابتعدت من مركز البركان ابتعدت المسافة عن سطح الأرض والمسافة القصوى للبحيرة الساخنة كما أسلفت  هي 15كم لذلك تبتعد المسافة في باطن الأرض بحدود 420متراً إلى 480متراً..
وفي كل الحالات بعدت المسافة أو قربت فإن المياه الكبريتية تدمر الحجرة الخضراء أو البيضاء المرغوبة في البناء خلال أقل من سنتين وتفتت حجر الرخام الطبيعي خلال أقل من ستة أشهر إلى هنا أكملت سرد ما أعرفه من معلومات عن إيجابيات وسلبيات المياه الكبريتية في دمت علماً بأن حمامات المدينة الكبريتية هوما يميزها عن غيرها من المدن اليمنية ولو إن نضب لا سمح الله ستكون مدينة عادية , أما مستوى النظافة في المدينة فأنه منذ سبعينات القرن الماضي إلى اليوم مازال في مستوى أقل من عادي رغم أن هذا الجانب لا يحتاج إلى جهود كبيرة فقط على الجميع التقيد بمقولة (إذا كل شخص نظف أمام منزله أوأمام دكانه فأن المدينة ستكون نظيفة) حسب تعبير اليساري البريطاني نسيت اسمه –
اكتفي بما كتبت أعلاه لضيق الحيز المخصص لهذه الحلقة أما الحلقة القادمة ستكون بعنوان (نشوء وتأسيس مدينة حمام دمت والذي نعتبرها عاصمة لمديرية دمت بل وعاصمة لمجمل المناطق الوسطى.)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا