اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 115 -
وعلى صلة وثيقة بالحرب الحالية على اليمن , التي أوشكت على دخول عامها الثامن , تقول تقارير أممية ودولية , ومنها أمريكية وأوروبية صادرة عن مراكز بحثية وإستراتيجية مرموقة ,
وأجهزة استخبارات غربية شهيرة : " إن السعودية وحليفتها الأمارات ممثلة بمشيخة أبو ظبي , أنفقتا مئات المليارات من الدولارات منذ بدء الحرب والعدوان على اليمن في مارس 2015م , وحتى الآن , ولا تزال فاتورة الحساب والتكاليف الباهظة لهذه الحرب مفتوحة , وهي مبالغ مهولة وضخمة لم يسبق أن أنفقت من قبل على مثل هكذا حرب تُعتبر عبثية بكل المقاييس , فضلاً عن أنها حرب خاسرة لا غالب فيها ولا مغلوب سوى الشعب اليمني الذي يدفع الثمن جراء استمرارها غالياً , ويبقى هو المُتضرر الأول والوحيد من تلك الحرب واستمرارها بهذا العنفوان والزخم , ومن يتحمل أعبائها العاجلة والآجلة , ويُكوى ويُحرق بنيرانها المُستعرة , ويُصنف في كل الأحوال بأنه ضحيتها الرئيسي والخاسر الأعظم فيها حاضراً ومُستقبلاً " .
ويمكن القول : إن هذه الحرب على اليمن , تعتبر حرب ظالمة لا مُبرر ولا مشروعية لها بنظر القانون الدولي وتشريعاته المختلفة , وقد اندلعت نيرانها بناء على رغبة سعودية ومباركة أمريكية وغربية وحتى صهيونية , وعلى خلفية مزاعم كاذبة تم ويتم الترويج والتسويق لها بشكل لافت وفج ووقح , ومنها زعم المعتدين على اليمن في سياق تبريرهم للحرب " محاربة التمدد والنفوذ الفارسي في اليمن , وإعادة ما يسمى بالحكومة الشرعية , وأكذوبة إعادة الأمل , وكلها حجج واهية لا تعطي للسعودية وحلفائها في هذه الحرب الحق والمسوغ لارتكاب جريمة كهذه والتدخل الوقح في شؤون بلد عربي مستقل ومحاولة فرض الوصاية عليه من جديد بعد أن أسقطها غير مأسُوف عليه .
ولم يكن يخطر في البال من قبل , أن تكون دويلة الإمارات اللاعربية بهذا المستوى الذي تبدو عليه اليوم ويكون لها دورها كلاعب إقليمي مُؤثر , وهي التي وصفتها أحد التقارير الصادرة عن مركز بحثي بريطاني بأنها :" كانت مقلباً لبقايا مراكب الصيادين , وهي الدويلة ذاتها التي صنعت منها قوى الاستعمار خلال أربعة عقود نموذجاً لنظام حاكمي إتحادي فريد في الشرق الأوسط , يتسم بقابلية التنافسية الاقتصادية بين إماراتها الست على طريق تسارع وتائر النمو " .
ولم تبق الإمارات هذه على ذلك الشكل أو النحو النمطي الجميل الذي رسم لها , بل بدت عكسه وخلافه تماماً , وقيل إنها :" تحولت بين عشية وضحاها إلى مجرد أداة رخيصة وطيعة بيد إسرائيل وبريطانيا وأمريكا وفرنسا " .
وبحسب مراقبين دوليين , فلم يكن من المتوقع أن تصير دويلة الأمارات التي لا يتجاوز عمرها منذ النشأة أربعة عقود من الزمن , أن تصير ضمن قائمة نُظم ودول العالم الأكثر إجراماً , بما ارتكبته تحديداً في اليمن منذ سبع سنوات .
ومُؤخراً نشر موقع " إيست آي " البريطاني الشهير تقريراً هاماً له , تحدث فيه بالتفصيل عن الدور التآمري المشبوه والخبيث الذي تلعبه دويلة الأمارات في تقويض الاستقرار وتعميق الانقسامات في اليمن منذ اشتراكها في شن الحرب على هذا البلد العربي المضطرب صبيحة 26 مارس من عام 2015م , والمستمرة حتى اللحظة .
وتطرق التقرير البريطاني إلى ارتكاب الأمارات العديد من الانتهاكات وجرائم الحرب في اليمن , سعياً لتحقيق أهدافها الأحادية خارج الأهداف التي وضعتها هي وحليفتها السعودية عند تشكيل التحالف العسكري الذي يضم عدداً من الدول التي تقوم بالعدوان على الشعب اليمني , بحجج واهية سرعان ما تكشفت حقيقتها للجميع تباعاً.
وأشار تقرير " ميدل إيست آي" البريطاني الذي وثق راصداً أبرز جرائم وانتهاكات الأمارات في اليمن على مدى السبع السنوات الماضية , إلى أن أبو ظبي لعبت دوراً محورياً في هذه الحرب المستمرة على اليمن , وبشكل مُغاير لكل الأدبيات والأهداف التي أعلن عنها التحالف صبيحة 26 مارس 2015م , مُلقية بغرورها العسكري وممارساتها التفكيكية للمجتمع اليمني على سياسة مُرضعتها الأوروبية بريطانيا ( فرق تسد ) عبر دعم أجهزة وأحزمة أمنية مُتباينة تتصارع فيما بينها وتخوض معارك ضارية مع حكومة هادي .
ووفقاً لنفس التقرير , فقد أنشأت الأمارات في الساحل الغربي ودعمت " ألوية العمالقة" وفي محافظات أبين وعدن ولحج قوات " الحزام الأمني" , أو الأحزمة الأمنية , وفي حضرموت وشبوة النخبتين الشبواتية والحضرمية.
ولم يغفل التقرير البريطاني المذكور الحديث عن الدور الإماراتي في العدوان على اليمن , والمُتمثل بالبعد التمويلي للحرب , وهذا ما يتطابق مع تقارير دولية تشير إلى أن الأمارات تُنفق شهرياً منذ أنشأت تلك التشكيلات والأذرع الأمنية والعسكرية التابعة لها قرابة 3ر1 مليار دولار , وهو ما يوازي 16 مليار دولار سنوياً , ليصل مقدار ما أنفقته الأمارات منذ بدء الحرب على اليمن ما يقارب نحو 120 مليار دولار كإنفاق شهري على قواتها المتواجدة في اليمن , وهذا الرقم خارج مشتريات أبو ظبي من الأسلحة العسكرية والمعدات الحربية وفق صفقات مليارية , إلى جانب نفقاتها الباهظة في شراء الولاءات العالمية والتطبيع مع إسرائيل .
ويؤكد مراقبون دوليون أن التشظي والتمزيق الحالي لليمن والذي كان للأمارات دور رئيسي فيه , لا يمكن أن يخرج أو يذهب بعيداً عن دور أبو ظبي القذر في العدوان على اليمن , حيث شكل ذلك الدور الإماراتي بيئة قذرة مارست فيها الأمارات أبشع جرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية في المناطق التي تحتلها في جنوب اليمن وقد أنشأت بها سجون سرية أشبه بالسجون الأمريكية سيئة الذكر كغوانتامو وأبو غريب وغيرها , وتنتهك فيها كرامة وآدمية الإنسان اليمني من خلال ماتمارسه من تعذيب وممارسات وحشية بحق السجناء والمعتقلين اليمنيين تصل بعضها لحد الاغتصاب الجنسي .
ولم تكتف الأمارات بذلك السجل الوحشي والإجرامي الذي سجلته في اليمن خلال سبع سنوات خلت , بل بسطت سيطرتها على المطارات والموانئ وحقول النفط , لتتحكم بمواردها وعوائدها وتنهب خيرات البلاد بلا وجه حق , ممعنة في كل مايمكن أن يؤدي إلى تجويع المواطن اليمني وإفقاره وإذلاله , وهذا مايجعل الجميع يسأل هنا : عن أية إعادة أمل يتحدث هؤلاء الأعراب الأوغاد لليمن ؟!.
........ يتبع ...ِِِ....ِ