اليمن ... لعبة الدم والموت إلى أين ؟!..- 111 -
وتصرُ مملكة آل سعود ومعها حلفائها وشركائها الرئيسيين في جريمة العدوان والحرب على اليمن , تصرُ بكل عنجهية وغرور واستكبار على مواصلة حماقتها ومُغامرتها الطائشة
في بلد الإيمان والحكمة , والاستمرار فيها إلى ما لانهاية وشيكة لورطتها في اليمن.
وتضرب السعودية عرض الحائط كُل الإعتبارات والموانع والنواهي , وحتى الأخلاق والقيم والحقوق , ويذهب بها بغيها على اليمن واليمنيين بعيداً , إلى حيث اللا عودة الى ما قبل حربها العدوانية الحالية على اليمن , مُؤكدة بذلك أنها لم ولن تكتفي بتدمير هذا البلد والتجني المُتعمد على حاضره ومستقبله , وعلى حياة أبناء شعبه وحقهم الطبيعي المكفول في العيش بسلام وأمان ورخاء , وفي ظل أمن واستقرار ينعمون به مُطمئنين على ثرى وطنهم المنكوب هنا بجار السُوء وجرائم نظام مملكة الرمال المستمرة بحقه .
وفي الآونة الأخيرة كثفت السعودية غاراتها الجوية على المدن والمناطق اليمنية ومنها العاصمة صنعاء , مُستهدفة حياة المدنيين الآمنين وما تبقى من بُنى تحتية منها المدارس والجسور وحتى المستشفيات والبيوت وغيرها .
ويأتي هذا التصعيد العسكري الخطير من قبل الرياض , بعد أن أيقنت السعودية وأدركت جيداً استحالة القضاء على القوى الوطنية اليمنية التي تواجهها على الأرض وتطويع هذا الشعب الأبي لإرادتها واملاءاتها , وادراكها مع ذلك بل وإعترافها ضمناً بعجزها عن وقف هجمات قوات صنعاء بالصواريخ الباليستية والمسيرات التي تستهدف أهداف حيوية في العمق السعودي تشمل القواعد العسكرية والمطارات ومحطات الوقود ومنشآت شركة أرامكو النفطية وغيرها .
وحول الورطة السعودية الكبيرة في اليمن وتكلفتها الباهظة الثمن , ومآلاتها ونتائجها الخطيرة على حاضر ومستقبل النظام السعودي في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم تناول الكاتب والمحلل اللبناني اسماعيل النجار في أحدث مقال له بهذا الخصوص نُشر قبل أيام , ما تمر به المملكة من مشاكل كبيرة وظروف صعبة وشديدة الحرج جراء استمرارها في الغرق في المُستنقع اليمني وورطتها في اليمن التي ستدفع ثمنها وتتحمل تبعاتها السلبية عاجلاً وآجلاً , حيث أن تحولات المنطقة تصدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وسط صمت أميركي مُطبق , وتخبط في الرؤية والمواقف لشركاء السعودية وحلفائها في جريمة الحرب على اليمن ومراوحتها مكانها لصالح المعتدين على الشعب اليمني والمتماهين مع ذلك العدوان الذي دخل عامه السابع ولا يزال مُستمرا .. يقول النجار موضحا أهم النقاط المتعلقة بكل ذلك أو حتى بعضه :" ما إن ينهض دُب السعودية الداشر ( بن سلمان) من حُفرَة حتى يقع في أُخرَىَ، وكُل المطَبَّات بالنسبة له كَوم وَوَقعَة اليمَن كَوم. بسبب إتباعه سياسة الحماقة والحقد مع مَن لا يخضع لإملاءاته، حيث بدأت مصائب الهزائم تنهال فوق رأسه بتكلفة تزيد عن مئة مليار دولار لكل جولة في كل دولة وأحياناً أكثر بكثير , العراق ثُمَ سوريا ثُمَ اليَمَن واليوم لبنان، هزائم متلاحقة تتالت على ولي العهد السعودي كانَ أمَرَّها غرق بلاده في حرب اليمن " .
ولفت الكاتب والمحلل اللبناني اسماعيل النجار الى أن السعودية خسرت في حرب سوريا ١٠٠ مليار دولار، وفي العراق مثلها، وفي اليمن تجاوزت تكلفة الحرب ال٧٠٠ مليار دولار ولا زال النزف مستمر .
وأضاف النجار في سياق تحليله لمواقف الرياض المتخبطة وفشل سياستها المنتهجة تجاه بعض البلدان العربية ومنها اليمن :" لم يُدرِك بن سلمان بعد حجم المتغيرات الدولية حوله من مفاوضات فيينا إلى تراجع نبرة التهديدات الإسرائيلية لطهران إلى سحق تمرد كازخستان وانتصار سوريا وتحجيم أذربيجان، واستعادة فصائل المقاومة زمام المبادرة في العراق من خلال تأمين نصاب الكتلة الأكبر , ناهيك عن اليمن الذي ينهكها ويُفرِغ خزينتها بالكامل " .
وأردف يقول :" أيضاً ملف حقوق الإنسان الذي أصبح أكبر من أن تَتَسِعهُ أدراج منظمات حقوق الإنسان، وفيه من الجرائم ما يندَى له جبين الإنسانية، مع كل ذلك ومع كل تلك المتغيرات، لا زالت العائلة الحاكمة السعودية تكابر وتعاند وتسير عكس سير الرياح الدولية بغباء قلَّ نظيرهُ،
حيث تحمل عائلة آل سعود أطناناً منه " .
ومثل هذا الكلام والطرح والتحليل , ستجده مكررا بالطبع في مواقف وتصريحات واطروحات عربية وغربية تتناول ذات الشأن والجانب وتأتي جميعها متطابقة وإن اختلفت الأساليب واللغات والألفاظ المستخدمة في التعبير .
وإتساقاً مع ما تضمنته تقارير حقوقية واستخبارية وأممية حول تجاوزات وجرائم حرب أرتكبها تحالف دول العدوان بقيادة السعودية في حربه المستمرة على اليمن , أتهم موقع ( ريسبونسيبل ستيتكرافت التابع لمعهد كوينسي الأمريكي ) في أحدث تقرير له عن حرب اليمن , أتهم التحالف بأنه السبب الرئيس لعدم الاستقرار في هذا البلد العربي الذي مزقته الحرب.
وقال المعهد الأمريكي المذكور في تقريره الذي نُشر قبل أيام :" إن الأسباب الرئيسية للأزمة الانسانية وعدم الاستقرار في اليمن ترجع لممارسات التحالف الذي تقوده السعودية ".
ووفقا لما تضمنه هذا التقرير الأمريكي , فإن من أبرز أسباب عدم الاستقرار في اليمن هي الضربات الجوية السعودية , والقيود على الواردات , وكذلك الجماعات المسلحة المتنافسة على السلطة , والتي أسس العديد منها السعوديون والإماراتيون .
وأشار التقرير إلى أن نتائج تلك الممارسات من قبل التحالف تمثلت في ارتفاع أعداد السكان في المناطق الواقعة خارج سيطرة التحالف وكذا سعر الصرف الأكثر ملاءمة والذي تسبب في نزوح أصحاب رؤوس الأموال إلى مناطق الشمال بدلاً عن المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف , بالإضافة إلى الأمان النسبي الذي توفره سلطات صنعاء وعدم وجود مضايقات على غرار ما تشهده عدن والمناطق الجنوبية الأخرى , على أيدي الجماعات المتنافسة على السلطة , فضلاً عن ضعف وفساد وعجز حكومة هادي التابعة للرياض في إدارة الوضع في المناطق التي تتبعها.
وخلص التقرير الأمريكي إلى القول :" أن حقيقة ما يجري على الأرض في اليمن لا يتوافق مع ما يتداوله الإعلام الغربي ومنها الأمريكي , والذي يتبنى عادة الرواية السعودية التي تُشيطن كافة الأطراف المناوئة لها , وتتحدث عن نفسها بإعتبارها راعية للسلام ".
........ يتبع ..........