الدول المتحالفة العدوانية قد تقدم على مغامرة غير محسوبة
ميناء الحديدة والموانئ المتصلة به على البحر الاحمر هي اعيان مدنية وتقوم بعملها الاقتصادي والانساني وتحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولي
ومؤخرا صدرت تحذيرات ملغومة من دول العدوان حول ميناء الحديدة ادعاءات هشة وغير مبررة.. ونحن هنا نتساءل..
ماهي المخاطر التي سوف يترتب عليها محاولة استهداف ميناء الحديدة من قبل دول العدوان سواءً من الناحية العسكرية او الاقتصادية؟
من المؤكد ومن واقع الحال ان استهداف ميناء الحديدة من قبل دول تحالف العدوان يمثل الاصرار المتعمد للنظام السعودي الإماراتي على تقويض عملية السلام في الحديدة، وبالتالي استبعاد أية مبادرات قادمة للسلام أو خطوات اجرائية انسانية تتعلق باستئناف اتفاقيات لايقاف إطلاق النار ليس في الحديدة فقط وإنما على كامل الجغرافية اليمنية.. إن استهداف ميناء الحديدة سيجلب معه الكثير من المشاكل وسوف تتغير الإستراتيجية العسكرية اليمنية تجاه دول تحالف العدوان وخاصة الاقرب منها الى حدودنا ومياهنا الاقليمية ولن يكون هناك اي نوع من انواع التحسن الشكلي بين الاطراف وخاصة تلك التي تشرف عليها الامم المتحدة لاننا في اليمن سنعتبر ان استهداف ميناء الحديدة لن يكون الا باذن من مجلس الامن وضوء اخضر من الامم المتحدة واشراف مباشر من الولايات المتحدة الامريكية ومشاركة من قوات الكيان الصهيوني وبالتالي فان استهداف ميناء الحديدة وميناء الصليف قد تكون مقدمة لعمل عسكري مشترك عدواني مكشوف بين دول تحالف العدوان سوف تزيد من الازمة وستضاعف معاناة ومأساة اليمنيين كون ميناء الحديدة هو الشريان الوحيد لابناء اليمن المحاصر وسيؤدي اي عمل عسكري عدواني على ميناء الحديدة الى حماقة غير محسوبة نتائجها من النظام السعودي اولا والنظام الاماراتي ثانيا وبالتالي لن تقف القوات المسلحة اليمنية مكتوفة الايدي بل ستتخذ خيارات عسكرية ستضعف في المنطقة البحرية وخاصة ما يتعلق بموانئ السعودية والاهداف الحساسة عليها وسوف تتجه المنطقة بشكل عام وخاص البحر الاحمر ودول العدوان المطلة عليها الى مزيد من التوتر والقلق والفوضى وسيكون حينها من الصعب جدا تقريب الفجوة التي احدثتها حماقة النظامين السعودي والاماراتي لان الاحداث حينها ستنزلق منزلقا خطيرا والى درجة كبيرة تكون فيها النتائج والخيارات الرادعة قد وصلت الى ذروتها ولن تستطيع السعودية او الامارات حينها استعواضها لفترات طويلة قادمة.. فاذا كانت السعودية ترى ان استهداف ميناء الحديدة وميناء الصليف نوعا من الاحتفاظ بالتوازن العسكري في مرحلته الراهنة لها وخاصة بعد الانهيارات المتلاحقة لها فان ذلك سيؤدي الى كوارث حقيقية لها وسيكون اليمن وجيشه ولجانه الشعبية امام خيار عسكري استثنائي وهو السعي بكل الامكانات المتاحة الى تحقيق معنوي متقدم من الردع المتبادل والسعي الى تحقيق التفوق على القدرات السعودية والاماراتية وخاصة في مجال القوة الصاروخية بانواعها وسلاح الجو المسير والقوة البحرية وسوف تندرج عملية الردع العسكرية في العمق السعودي والاماراتي تحت اسم المبادرة الخاصة للدفاع عن اهم شريان حيوي لشعبنا اليمني وحينها ستندم السعودية والامارات على ما اقترفته ولكنها في الاساس قد وضعت نفسها تحت طائلة البرنامج الوطني للدفاع الاستراتيجي للجمهورية اليمنية وستصبح المنطقة بشكل عام داخله في هذه البرنامج بما فيها الكيان الصهيوني ولن يستبعد وسوف تحدث تطورات متصاعدة في ادارة المعارك الحرب وفي استراتيجيات الردع خلال العام 2022م وهو الامر الذي ستزداد سعة اساليب القوة اليمنية وستظهر اساليب اخرى للقوة العسكرية اليمنية الرادعة.. وبالتالي زيادة معدلات الخسارة للنظام السعودي واية محاولات امريكية او اسرائيلية لتدعيم الموقف السعودي والاماراتي ضد اليمن فانها لن تخدم النظام السعودي وحلفائها بل انها ستزيد من الضغط على السعودية ولن تخدمها في تحسين قدراتها بل انها ستزيد ن معاناتها اذا حاولت امريكا واسرائيل تدعيم اية اعمال عسكرية على ميناء الحديدة او الصليف فانها سوف تتجه بذلك الى والاشكالية ان المتحالفين مع الرياض ومع ابوظبي هم من سيكونون السبب المباشر وغير المباشر في وضع المصالح الدولية في البحر الاحمر تحت الخطر الحقيقي وحينها ستكون المواجهة للوجود الامريكي في البحر الاحمر ليس ذلك فقط وانما سوف تستأثر مصالح اغلب دول العالم وخاصة التجارية الاقتصادية في البحر الاحمر..
لعل عملية الردع اليمنية ستكون الخيار اليمني للدفاع وستكون موازين القوى قد تغيرت معها لان الميزان العسكري اليمني والاستراتيجي سيطرأ عليه تغير جوهري في زيادة القدرات العسكرية اليمنية والتي ستؤثر بشكل كير وقوي على قدرات القوات الاجنبية المتواجدة في البحر الاحمر وعلى الاراضي السعودية وسوف يصلون الى طريق مسدود لفرض هيمنتهم في البحر الاحمر ولن يجد السعوديين والاماراتيين وامريكا اية ترحيب لاي حماقة او غباء باستهداف ميناء الحديدة وسوف ينعكس سلبا عليهم وسوف تثبت القوات المسلحة اليمنية حينها الحاجز المنيع اممام كل محاولات دول تحالف العدوان وعلى رأسها امريكا واسرائيل من النيل من اليمن وشعب اليمن وحريته واستقلاله.
* مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة والخبير العسكري والاستراتيجي
7يناير 2022م