كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967م-1990م (الحلقة 105)
أواصل الكتابة عن أو حول أحداث عام 1978م لكن قبل ذلك أود أن استهل هذه المادة بـ"لعنة محترمة" نعم لقد اختتمت الحلقة السابقة"102"
بلعنة وهذه الحلقة أبدأها بنفس "اللعنة الشريفة" ومؤكد لن يرفضها القارئ الكريم حيزها سطران إلا ثُمن بورقة "A4" وعدد كلماتها 20كلمة فقط وهي:ألا لعنة الله على مشعلي وممولي الحروب التي كانت وما زالت ترافقنا نحن اليمنيين كظلنا من أيام الجاهلية الأولى إلى اليوم وبعد..
عام 1978م شهد جرائم بشعة كماً ونوعاً أكثر من أي عام آخر من أعوام القرن الماضي.
فبالإضافة إلى الجرائم البشعة التي حصلت في عمار والتي كتبت عنها 37مقالاً حصلت جرائم مماثلة باستثناء جريمة الحرق وبالذات لنفس عام 1978م في نفس مخاليف المنطقة الوسطى ومناطق أخرى، لكن كما أسلفت سباقاً فإنني لم استطع تدوينها بسبب انعدام الوثائق الدالة وانعدام شهود العيان رغم كثرتها، لذلك أكتفي هنا بذكر الحالات الموثقة في محافظات الحديدة وذمار وصنعاء، قد يقول قائل أيش دخل هذه المحافظات بالعنوان منعطفات الثورة والدولة وجنوب الوطن وسيكون ردي أن الحالات المذكورة وجميعهم مخفيين قسراً سببها تذرع السلطات آنذاك بأن المذكورين يساريين اشتراكيين يعملون لمصلحة النظام الاشتراكي "الشيوعي" في جنوب الوطن أو أن فلان وفلان قُبض عليهم تحت تهمة بهتانية "بأنهم جواسيس للجنوب".. صحيح أن التهم غير صحيحة لكن في كل الحالات يتوجب أن يطرق موضوعاتهم تحت ظلال عنوان منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن وبسم الله أبدأ تدوين حالات الإخفاء القسري لما تبقى من عام 78م حسب الحروف الأبجدية وذلك على النحو التالي:
• الحالة الأولى: سلطان القرشي من كبار الضباط اتهمته السلطة باليسارية مازال مخفي قسرياً إلى اليوم.
• الحالة الثانية: علي مثنى جبران من كبار ضباط الجيش مازال مخفي إلى اليوم.
• عادل الصبيحي من أبناء الصبيحة م/لحج تم اعتقاله في مارس 1978م لمجرد الشك ولم يفرج عنه إلا أواخر عام 2014م وخرج وهو يعاني من حالة نفسية من جراء سجنه 36عاماً دون تهمة.
• فلان الوصابي ثم إخفاءه عام 1978م لمجرد الشك أنه يناصر نظام الجنوب وظل مخفياً إلى عام 2012م.
والحالات الأربع موثقة وما خفي كان أكثر بكثير ومن حالات استشهاد أبرياء دونتها صحيفة "الثوري" لسان حال الحزب الاشتراكي اليمني في عددها رقم 1848 الصادر بتاريخ 16/12/2004م أربع حالات جميعهم استشهدوا جراء التعذيب وهم:
• عبدالسلام علي طالب اعتقله عناصر من الأمن الوطني عام 1978م واستشهد جراء التعذيب.
• ثابت علي غالب استشهد جراء التعذيب في سجن الأمن الوطني بصنعاء بتاريخ 13/1/1978م.
• شائف علي غالب استشهد جراء التعذيب في سجن الأمن الوطني بصنعاء بتاريخ 12/1/1978م.
• عبدالله قاسم قائد استشهد جراء التعذيب في جهاز الأمن الوطني بصنعاء بتاريخ 3/10/1978م.
وحالة واحده في نفس شهر أكتوبر من عام 1978م، حالة إعدام خارج القانون فقد تم اعتقال المواطن سعيد علي فاضل الشوكاني من قبل عناصر الأمن الوطني في محافظة إب وزجوا به في السجن وأعدموه بدون محاكمة.
أحداث 26يونيو 1978م في جنوب الوطن
لم تكن أحداث 26يونيو من عام 1978م بسبب مقتل قليل البقاء أحمد حسين الغشمي كما أشيع بل لأسباب خلافات إيديولوجية بين قيادة الشطر الجنوبي- تطرقت إليها سابقاً لا داعي لتكرارها وقد أسفرت تلك الأحداث عن استشهاد سالمين ومسؤولون آخرون بمستويات مختلفة أبرزهم: جاعم صالح محمد وعلي سالم لعور عضوا اللجنة المركزية.. كما سجن علي صالح عباد مقبل عضو المكتب السياسي واستمر سجنه عدة سنوات..
وبعد ثلاثة أشهر ونصف من تلك الأحداث تم تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في 11/10/1978م وتكوين التنظيمات والأحزاب اليسارية في شطري الوطن.
ومن أبرز أحداث عام 1978م نشوب الحرب بين شطري الوطن.. كان جيش الشطر الشمالي ضعيف والعكس بالنسبة لجيش الشطر الجنوبي المعزز بعناصر الجبهة الوطنية الديمقراطية وقد استطاع التوغل داخل مناطق واسعة من محافظات إب والبيضاء وتعز إضافة إلى أن الجبهة الوطنية كان لها تواجد وتأثير في عتمة والوصابين وريمة وعمران، وكانت السلطة في شمال الوطن على وشك السقوط لولا أن الرئيس آنذاك علي عبدالله صالح استنجد بجامعة الدول العربية وجامعة الدول العربية ضغطت على الجنوب للانسحاب بعد أن هددت الأردن والعراق وسوريا بالتدخل.
في عام 1980م ارتكبت السلطة في صنعاء عدة جرائم في محافظة إب ومن بينها رمي قذيفة دبابة إلى سوق مزدحم بالمواطنين في مدينة دمت التي كانت تحت سيطرة عناصر الجبهة آنذاك ومن جراء ذلك قتل وجرح عدد من المواطنين الأبرياء.. وفي عاصمة المحافظة إب اعدم الأمن الوطني المواطن أحمد عبدالله الفجيري بدون محاكمة.
وفي 22نوفمبر من عام 1980م ارتكبت السلطة ثلاث جرائم بشعة في قرية الصلولة منطقة البخاري محافظة اب، نعم ثلاث جرائم بشعة أمام أنظار المواطنين وتلك الجرائم- إحراق المواطنة زملة محمد مهدي وقتل شقيقتها رمياً بالرصاص وإحراق المواطن محمد صالح مرشد.
يتبع العدد بعد القادم