كتابات | آراء

حديث الإثنين: تحالف العدوان :تصعيد اليائس والإدعاءات الوهمية

حديث الإثنين: تحالف العدوان :تصعيد اليائس والإدعاءات الوهمية

التصعيد اليائس والإدعاءات والتنظيرات الوهمية لتحالف دول العدوان على اليمن الذي تقوده أمريكا والسعودية والإمارات منذ سبعة أعوام يذكرنا بصحوة المريض الذي سرعان ما ينتكس ويموت

وهذا التوصيف ينطبق تماما على تحالف العدوان وتحديدا السعودية التي لم تعد قادرة على مواصلة الحرب ولا على إيقافها لأن القرار ليس بيدها وإنما هي أداة منفذة تدار بالريمونت كنترول وبحسب ما تريده الإرادة الأمريكية .
إننا نشهد تصعيدا مخيفا من قبل تحالف العدوان وكأن حربهم على اليمن التي مضى عليها سبعة أعوام مازالت في بدايتها مع أنهم يعلمون إن تصعيدهم اليائس لن يغير شيئا وكلما تعززت الانتصارات في مختلف الجبهات كلما حاول المفلسون الذين تبلدت أفكارهم وتحجر وعيهم أن يضاعفوا من حملتهم الإعلامية والتركيز فيها على أن ثورة 21 سبتمبر الشعبية تريد القضاء على النظام الجمهوري وإعادة الإمامة على حد زعمهم ونحن نقول لهؤلاء : إذا كانت هذه الثورة الشعبية التي تعتبر أنبل وأطهر ما أنجبته التربة اليمنية هدفها الأساس هو تحرير اليمن وقراره السياسي من الوصاية الخارجية ومواجهة تحالف العدوان والانتصار عليه وبناء دولة وطنية حديثة تتسع للجميع تشارك في بنائها كل التيارات السياسية وتعتمد على ذاتها فهذا في حد ذاته كافيا ليكون فخرا للإمامة التي تتشدقون بها وأفضل بكثير من جمهورية ارتمت في أحضان عدوها الذي حاربها منذ أول يوم تأسست فيه وسمحت له بأن يحكم اليمن بالنيابة عنها ويتحكم في مصير شعب بأكمله ولم يبقي لها سوى النشيد والعلم لتتغزل به ، وخير برهان على ذلك أن الذين يطالبون اليوم بهذا النوع من الجمهوريات يقبعون في أحضان نظام ملكي سلالي كهنوتي عفن أفقد شعبه كل شيء بما في ذلك هويته الوطنية وجعله ينتسب إلى الأسرة السعودية التي تحكمه ، وهناك جزء من هؤلاء سلموا الجنوب اليمني بأكمله لحكام مشيخة الإمارات ليحتلوا محافظاته ويقتلوا أبناءه بل ويتسابقون على تأجير موانئه وجزره وكأنها قد أصبحت ملكا خالصا لهم اشتروها بحر مالهم .
 ألا يستحي هؤلاء من هذا الزعم ومن التشكيك في وطنية من يضحون بأنفسهم من أجل الدفاع عن وطنهم وعن سيادته وحريته واستقلاله وإعادة ما سلب منه بفعل العملاء والمرتزقة إليه فالمرتزقة والعملاء لا هم لهم إلا عبادة الأموال المدنسة وقد عجزوا خلال أكثر من نصف قرن عن بناء دولة حقيقية يتمتع أبناؤها في ظلها بكامل حقوقهم المشروعة بل لقد قادهم فشلهم وعجزهم إلى الاستعانة بعدو خارجي ليغزوا اليمن ويقتل أبناءه ويدمر بنيته التحتية بل ويعتبرون ذلك إنجازا في نظرهم حسب ما تعودوا وتربوا عليه.
في كل بلاد العالم بما في ذلك تلك الدول الأكثر تخلفا والتي  تحرص الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية فيها على أن يكون تنافسها على خدمة قضايا الشعوب والأوطان وتقديم برامج سياسية يكسبون من خلالها ثقة الجماهير وجعل مصالح الأوطان فيها فوق أي اعتبار ذاتي مهما كانت أهميته إلا في اليمن التي تكاد تكون الدولة الوحيدة في هذا العالم المترامي الأطراف المتأصلة فيها ثقافة التكسب الموروثة وأصبحت محل تنافس الجميع من أكبر مسؤول إلى أصغر مسؤول والكل ينظر إلى المنصب الذي يمكنه الوصول إليه بعين كم سيجمع من الثروة وكم سيوظف من الأقارب والأتباع والأصحاب ولتذهب مصلحة الوطن إلى الجحيم وهو ما يذكرني بما سبق ونشره الصحفي العربي جلال كشك في مجلة الحوادث اللبنانية الذي زار اليمن بداية السبعينيات من القرن الماضي في عهد القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري الأسبق رحمه الله حيث قال : إن الموارد المتاحة في اليمن محدودة وليست كمثيلاتها في الدول المجاورة النفطية يمكن أن تكفي للتنمية الوطنية والتنمية الذاتية في وقت واحد ومع ذلك فقد غلب المسؤول اليمني التنمية الذاتية على التنمية الوطنية.
ورغم التوجه للتصحيح وتطهير الجهاز الإداري للدولة من هؤلاء الفاسدين إلا أن قوى خفية مرتبطة بالخارج ما تزال تشكل جزءا من المنظومة التي كانت تتحكم في مقاليد الأمور خلال فترة الأربعة العقود الماضية والتي من الصعب على أي طرف سياسي جديد التخلص منها بسهولة في وقت قريب وإن تغيرت بعض الوجوه لتحل محلها وتنتهج أساليب سياسية مختلفة للتضليل وكسب الوقت وهذه القوى تحديدا هي من تقف في وجه عملية التغيير التي يشهدها الشعب اليمني اليوم الهادفة إلى تحرير القرار السياسي اليمني ووضع حد نهائي للوصاية التي فرضت على اليمن منذ عدة عقود والتوجه الفعلي نحو بناء دولة قوية وعادلة تكفل حق المواطنة المتساوية للجميع وتتيح لكل أبناء الشعب اليمني المشاركة في البناء والتنمية والاعتماد على النفس بالدرجة الأولى بعيدا عن إذلال الخارج لليمنيين من خلال ما يقدمونه لهم من مساعدات مشروطة يلحقونها بالمن والأذى وإن كانت لاتصل إلى الشعب اليمني مباشرة ليستفيد منها في عملية التنمية وإنما تذهب إلى جيوب النافذين والفاسدين .
وعليه فإن القوى الغارقة في الفساد إلى أذنيها لا يمكن أن تسلم بسهولة وتتخلى عن مصالحها غير المشروعة خاصة تلك التي استطاعت أن تبقى على رأس الأحزاب والتنظيمات السياسية لقيادتها منذ أمد بعيد ولا تسمح بإفساح المجال للشباب ليحدثوا تغييرا داخلها يتواكب مع متغيرات العصر والتماشي مع ما يشهده من تطورات .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا