
خفايا الهستيرية المفرطة للرياض.. وضآلة الأهداف
منذ ان غامر محمد بن سلمان ودخل في معترك المواجهة ضد اليمن والخيبات ترافقه في حله وترحاله, ظن في البداية انه قادر على الحسم في اسابيع او في الاغلب في اشهر
ولكنه افاق على حرائق ملأت داره وطالت اراضي حكمه بدءا من الصواريخ التكتيكية المتوسطة ووصولا الى الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي وصلت وبسهولة مفرطة الى سواحل الخليج العربي واكتسحت جنوب المملكة في المناطق المحتلة عسير وجيزان ونجران بطائرات مسيرة ومفخخة جعلت مطارات هذه المناطق تشهد اغلاقات متكررة.. الماكنة الاعلامية المهولة المجندة لتغطية اخفاقات بن سلمان ازاء مثل هكذا وضع غدت تعيش ارباكات ملحوظة واضطرابات في الرؤية وفي الخطاب الاعلامي المهزوز الذي لم يعد بمقدوره الاعتماد على لغة سليمة وعلى تحقيق مقاربة تخدم سياساتهم المراوغة..
الاشكالية القائمة لدى القصر السعودي الحاكم اليوم- وهو يشن مثل هذه الغارات الغادرة والعبثية- انه يعاني من مشكلات احتقائية سواء داخل الاسرة الحاكمة او مع الكفيل الدولي الامريكي والاوروبي خاصة وان "الرياض" بدأت تلعب على الورقة الروسية وعلى اثارة قضايا خلافية في السوق النفطية مما شكل ضغطا غير مستحب على الاقتصاد الامريكي.. حينها اظهرت واشنطن العين الحمراء لمحمد بن سلمان الذي اذعن وذهب يبحث عن اي فرصة لارضاء "الكفيل الدولي" فجاءت صفقة السلاح الذي قبلته شركات صناعة الاسلحة في امريكيا مقابل بيع كميات من الصواريخ المطلوبة سعوديا ناهيك عن تجميد الرياض لصفقة انشاء مفاعلات نووية روسية في السعودية وتجميد صفقات استثمارية روسية سعودية الى حين ميسرة..
اذا اللاعب الذي لا يقل غباءً المسمى محمد بن سلمان يعيش اضطرابا داخليا ومما ضاعف هذا الاضطراب شعور الرياض انها تورطت اكثر من اللازم وانها وصلت الى "شق" لا قرار له ولم تعد قادرة على احتمال المزيد من الانهيارات المذلة سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا..
فالسعودية اليوم تستدين واخضعت "ارامكو" البقرة الحلوب للاكتتاب وحررت اسواق مالها وفي السنوات القادمة قد تجد نفسها امام استحقاقات شديدة الايلام.. اذ لم يعد يقنع الغرب تلك الاساليب في الانحلال الاخلاقي وفي التفسخ.
وفي " الفرنجة" التي اجبرت سكان الجزيرة العربية على اتيانها واعتبرها خطاً جديداً قد يوفر لها فرصة الخطوة " بدعم" أوروبي أمريكي بالتخلي عن الوهابية الدينية والوهابية الثقافية تمثل في الانفتاح الواسع على حياة مخملية غاية في الشرف وغاية في الفوضى الاخلاقية والانفلات الذي اصبح مثار تندر في مختلف الدول العربية والإسلامية..
بقي أن نؤكد بان هناك سبباً آخر أكثر وجاهة, دفع بن سلمان إلى ان يكشف تلك الهستيرية في استهداف صنعاء بغارات لا معنى لها وخاصة وأن تعتيماً استخبارياً يكاد يصل نقطة الصفر لان الحصانة الاستخبارية في صنعاء حققت مؤشرات عالية جداً.. جعلت العدوان يعيش في عتمة مخابراتية حقيقية ومن المؤكد أن عملياته الجوية الهستيرية مؤخراً شاهداً على تلك الاكاذيب التي لن تشفع للعدوان أي مصداقية..
أما خلافات محمد بن زايد ومحمد بن سلمان فتنصب في من يصبح رجل الجزيرة والأقليم.. رجل أمريكا.. ورجل الصهيونية المدافع عنها والوكيل لها.. لان التنافس هذا يضمن لهما الاستمرار في حكمهما على الرياض وأبو ظبي ولكن تضاعفت الخلافات والتنافس حتى أصبحت الرياض تنافس دبي وأبو ظبي في الاستحواذ على المكاتب الاقليمية للشركات التي بدأت بعضها تسير في هجرة مضادة من دبي إلى الرياض.
ولذلك فإن العمليات المنفذة ضد الأحياء السكنية وضد المشروعات التجارية المدنية.. هروباً من تفشي الصراع بين المحمدمين في المنطقة ومحاولة لتشتيت الانظار .. واعطاء صورة مغالبة على صلابة الحكم السعودي وقدرته على أدارة معركة طويلة .. مع أنه بح صوته بحثاً عن وسطاء يسارعون إلى إيقاف الهجمات المتكررة والمتواصلة والمزلزلة للجيش واللجان الشعبية..