كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (102)

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (102)

وفيما يتعلق بتطورات ومستجدات الصراع الدامي الذي تشهده اليمن حالياً في ظل استمرار العدوان والحرب التي تشنها دول تحالف العدوان على هذا البلد العربي منذ ما يقارب سبع سنوات ,

تشهد بعض الجبهات تصعيداً خطيراً ومُتسارعاً , حيث تدور معارك عنيفة هنا وهناك , ويظل العنف والعنف المُضاد هو سيد الموقف.
وما إن تحتدم المعارك العنيفة وتتجدد بين قوات صنعاء والقوات التابعة لحكومة هادي العميلة على جبهة مأرب تحديداً , ويُحقق فيها ابناء الجيش واللجان الشعبية وحلفائهما تقدماً ملحوظاً , واختراقات لايُستهان بها حتى تُسارع واشنطن وحلفائها وشركائها في جريمة الحرب الحالية على اليمن , إلى التدخل والدعوة إلى المفاوضات بين أطراف الصراع , والحيلولة دون سقوط مأرب بأيدي أبناء الجيش واللجان الشعبية لحسابات ترتبط بالأجندة والمصالح الإقليمية والدولية المخدومة في المنطقة .
وهذا ماحدا بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية , لاسيما مع تقدم الجيش واللجان نحو مأرب , إلى تصعيد لهجتها ضد صنعاء بسبب تقدم قواتها نحو المدينة الغنية بالنفط .
وقد صعد المبعوث الأمريكي الى اليمن ” تيم ليندركينج ” قبل أيام من لهجته الهجومية ضد صنعاء , على خلفية استمرار قواتها في الهجوم نحو مركز محافظة مأرب النفطية .
وكما هو مُلاحظ , بات المبعوث الأمريكي ليندركينج يصدر تصريحات شبه يومية يتهم فيها قوات صنعاء باعاقة السلام ويحذر من تردي الاوضاع الانسانية جراء استمرار هجماتهم في مأرب .
يأتي ذلك في حين تبدي واشنطن ولندن مخاوف كبيرة من سقوط محافظة مأرب بيد قوات صنعاء , وتحاولان ممارسة الضغوط لفرض أي تسوية تُبقي مأرب خارج سيطرة صنعاء , غير ان الأخيرة ترفض أي مقترحات حول ذلك , معززة هذا الرفض بكشف المرامي الامريكية والبريطانية من ذلك , لتقسيم اليمن وابقاء عوامل الصراع والحروب في اليمن لسنوات قادمة .
" وكانت البحرية الامريكية قد اعلنت ارسال كاسحات الغام الى البحر الاحمر لتنظم الى قواتها البحرية هناك , وذلك بعد حديث بيان مجلس الأمن وبشكل ملفت عن تزايد الهجمات على السفن التجارية قبالة اليمن , في وقت لم يتم تسجيل أي حوادث بهذا الشأن , في مؤشر على محاولة جديدة للضغط على صنعاء تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية " .
وبحسب مراقبين لتطورات الأوضاع الميدانية في اليمن خاصة في جبهة مأرب , فإن التصريحات الأمريكية والبريطانية الأخيرة بشأن اليمن تنسجم , مع بيان مجلس الامن الاخير الذي عبر هو الاخر في فحواه عن القلق والمخاوف من سقوط مأرب بيد قوات صنعاء.
وبالتزامن مع التصعيد الميداني الذي تشهده جبهة مأرب الواقعة شرقي البلاد حالياً , وتوالي ردود الأفعال الإقليمية والدولية من هنا وهناك حيال ذلك , وانبراء واشنطن وحلفائها وأذنابها بالتهويل والتحذير من خطورة الأوضاع والتباكي بإسم الإنسانية والحرص على اليمن واليمنيين نتيجة تردي الأوضاع جراء تصاعد حدة القتال بين من يمثلون اليمن ومن يتبعون الرياض وحلفائها في مأرب بوجه خاص , يُؤكد " معهد واشنطن لدول الخليج العربي" في أحدث تقاريره الخاصة بالصراع في اليمن , أنهُ لم يعُد بإمكان أمريكا وقف تقدم الجيش واللجان نحو مأرب .
وبحسب ماتضمنه التقرير الذي نُشر قبل أيام " فإن القبائل في مأرب أصبحت أقرب إلى التحالف مع صنعاء والقبول بصفقة ومبادرة صنعاء المعروضة على القبائل في الوقت الذي تعاني فيه قوات الشرعية المدعومة من الخارج والموالية للتحالف العسكري السعودي من ضعف في قدراتها العسكرية وفرار مقاتليها بسبب انقطاع مرتباتهم منذ عدة أشهر والفساد المستشري في سلطة الشرعية وقيادة قواتها " .
وأشار تقرير " معهد واشنطن" إلى أن السعودية التي تُعد الداعم الرئيس لحكومة هادي تريد الخروج من الحرب في مأرب خصوصاً بعد تكبدها خسائر كبيرة مع تزايد احتمالات نفاذ ما لديها من ذخائر وصواريخ جو أرض موجهة تمكنها من استمرار تنفيذ غارات جوية للحد من تقدم قوات صنعاء نحو مدينة مأرب .
وهذا ما يتوقعه المعهد الأمريكي المذكور في تقريره المُشار إليه , خاصة مع تقليص الولايات المتحدة لدعمها العسكري للسعودية في حربها على اليمن ومن ذلك عرقلة بعض صفقات الأسلحة والذخائر خاصة تلك الموجهة والدقيقة.
هذا وقد تعمد التقرير الأمريكي الخاص بتطورات الوضع الميداني في اليمن , تجاهل تصريحات قيادات حكومة صنعاء وقادتها العسكريين بشأن استراتيجيتهم العسكرية والتي يؤكدون فيها باستمرار اعتزامهم تحرير كافة الأراضي اليمنية من أي وجود عسكري أجنبي، ما يعني أن السيطرة على مدينة مأرب التي باتت قاب قوسين أو أدنى لن تكون نهاية المطاف وأن القوات ستواصل تقدمها وتحالفاتها مع قبائل جنوب اليمن التي لم تعد ترغب في بقاء مناطقها خاضعة للاحتلال السعودي والإماراتي.
ورغم هذه الحقائق والمعطيات المُسلم بها على ضوء تطورات الوضع الميداني بمأرب لصالح صنعاء , إلا أن المعهد الأمريكي في تقريره حاول على مايبدو الترويج لمزاعم أن سيطرة قوات صنعاء على مدينة مأرب ومن ثم حقول النفط والغاز في هذه المحافظة سيمكنهم من إنشاء دولة مستقلة وأن ذلك سيهدد أي آمال للمجتمع الدولي بإنهاء الحرب في اليمن بالتزامن مع الحفاظ على بقاء البلاد موحدة جغرافياً.
ومثل هذا الزعم والأطروحات السياسية الأمريكية والغربية التي تُظهر حرصاً كاذباً على إنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام والحفاظ على سلامة ووحدة أراضي البلاد التي مزقتها الحرب , لم تعُد خافية ولا مجهولة , حتى بالنسبة للناس العاديين , وهي تندرج ضمن الدعايات والحرب النفسية التي تُمارس على اليمن من قبل تحالف دول العدوان , لتبرر استمرار التدخل في الشأن اليمني بأكثر من شكل وصورة .
وما تروجه واشنطن ومن يدورون في فلكها بشأن إنهاء الحرب في اليمن وتبني مبادرات سلمية يتم طرحها كل فترة وأخرى , يعتبر ضمن حيل كثيرة لم ولن تنطلي على الشرفاء والأحرار من أبناء اليمن الذين أختاروا مواجهة العدوان والتصدي لدوله وتحالفه والثبات على أسمى المبادئ وأشرف المواقف التي لاتغيب اليمن الحرة , المستقلة عنها بأي حال من الأحوال , وهو خيار لاتراجع عنه ولا تنازل عنه حتى لو كان فيه الفناء والموت الذي لامناص منه ولا مفر !.

....... يتبع .......

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا