كتابات | آراء

تاريخ اليمن الحديث: بول دريش جامعة أكسفورد(4)

تاريخ اليمن الحديث: بول دريش جامعة أكسفورد(4)

تقليديا وفي الموروث العربي تعتبر اليمن هي الأرض الممتدة من المحيط الهندي ومن سواحل البحر الأحمر غرباً وتقطع منتصف جزيرة العرب بمساحة كبيرة جداً

والتي كانت تحت حكم ممالك سبأ وحمير وحلفاؤهم ولأي شخص يقرأ جيدا باللغة العربية كانت الفكرة مألوفة ومعروفة جداً.
في ذلك الوقت لم تكن حدود الدول معروفة ولا شكل الدول بنظامها الحالي معروف فكيف حددت هذه المساحة لتمثل اليمن في ذلك الزمن؟ يقدم جون ويلكنسون الجغرافي والمؤرخ العظيم لعمان إجابة فيقول : طوال تاريخ شبه الجزيرة العربية تم التعرف على الانقسامات الواسعة النطاق التي كل منها مرتبط بنظام الدوران، عمان على سبيل المثال تواجه المحيط الهندي وقد تحول تاريخها إلى مزيج من التجارة المحيطية لشرق إفريقيا وجنوب آسيا مع دعم المناطق النائية وسط الجزيرة العربية تقليديا هو نجد وتتجه صلاتها شمالاً عبر منطقة البادية السورية  مثل الريف  والسهوب وهي  الأماكن التي يعيش فيها البدو وكذلك نحو العراق.
اليمن هو الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة المفصول عن عمان بحزام من الأراضي ذات كثافة سكانية منخفضة حيث يتحدث الناس لغات أخرى غير العربية ويسعون إلى أساليب حياة متميزة عن جيرانهم  وقد تم رسم حدود في العصر الحديث بشكل ودي بين اليمن وسلطنة عمان في أحدهما كان يمكن أن يرسمها غرباً أو شرقاً قليلاً دون إزعاج أحد من الطرفين بينما شمال حضرموت وشرق صعدة هو بحر من الرمال وقد تمكن عدد قليل من المتخصصين من عبوره ولكن لم يكن أحد يعيش هناك فهو يفصل المناطق الأكثر كثافة في الاستيطان في اليمن عن تلك الموجودة في نجد مثل البحر الذي يفصل بريطانيا عن هولند ولم يفكر أحد في رسم خطوط سياسية إلا مؤخراً.
يحدد البحر الأحمر والمحيط الهندي جوانب اليمن الأخرى والاتجاه الوحيد الذي قد يتصل به اليمن أو يندمج في شيء آخر معه على طول جبال الحجاز أعلى ساحل البحر الأحمر لكن هناك اتجاه واحد يصل إلى مكة وبالتالي منذ ظهور الإسلام كانت المنطقة عادة تحت سيطرة إمبراطوريات إسلامية أو قوى محلية تقف خارج الأشكال السياسية الأكبر وتنفصل اليمن عن مناطق شبه الجزيرة العربية الأخرى بحواجز طبيعية وسياسية عدة وفي المقابل كان لليمن جيران على الضفة الثانية للبحر الأحمر ارتبط  معهم بتجارة وعلاقات جيدة فكانت الهند وجزر الهند الشرقية وشرق إفريقيا مهمة أيضاً لليمن ودول أخرى  مثل اسكوتلاندة وايرلندا وقد تميز اليمن بتصديره  للسكان وانتشارهم في بقاع الأرض منذ زمن بعيد، وفي عصر الإسلام انتشرت أسماء يمنية في القرون الأولى في كثير من أنحاء العالم المعروف حاليا مما أدى إلى وجود "يمنيين" حقيقيين أو متخيلين في أماكن كثيرة عبر إفريقيا وأوراسيا في الغالب ومع ذلك فإن تاريخ البلاد لديه كانت خاصة به وهناك ما يكفي من الموارد الطبيعية للحفاظ على تاريخ مستقل ومزيج كافٍ من الايكولوجيات لعمل هذا المركب العظيم الذي يدعى اليمن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا