حديث الإثنين: ستظل السعودية العدو التاريخي لليمن
العداء التاريخي المستحكمة عقدته في نفوس آل سعود ضد اليمن وشعبه العظيم والذي عادةً ما يظهرعندما يحقق اليمنيون نقلة نوعية جديدة في حياتهم ينتصرون فيها ويتغلبون بها على واقعهم الممزق
بفعل ظروف وأوضاع سابقة كان للنظام السعودي نصيب الأسد فيها ويزداد هذا الحقد الدفين تراكما في صدورهم خاصة هذه الأيام التي يسطر فيها أبناء الجيش واللجان الشعبية ملاحم بطولية سيخلدها التاريخ في سجلاته بأحرف من نور وهو ما يؤكد أن العدو الحقيقي لليمن يتمثل في هذه الأسرة السعودية الدخيلة على شعب نجد والحجاز وسيظل اليمنيون يدفعون الثمن غاليا طالما بقيت هذه الأسرة الخبيثة على رأس الحكم في شمال ووسط شبه الجزيرة العربية .. لقد عُرف النظام السعودي بمؤامراته ضد اليمن وشعبه سواء في الماضي أو الحاضر بمراهنته - دون شك - على حصان خاسر لأن شعبنا اليمني يدرك أبعاد المؤامرة والعداوة التاريخية التي يضمرها نظام آل سعود لليمن وشعبه والتي تستهدف في الأساس أعز وأغلى مكتسبات الشعب اليمني الوطنية لاسيما بعد قيام ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014 م التي جاءت مصححة للمسار الوطني وإعادة الإعتبار لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين والعمل على تحقيق أهدافهما واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز والمعادن التي ستعود بالخير الوفير على اليمن بأكمله .
لقد اثبت اليمنيون للعام السابع على التوالي من العدوان انهم بقدراتهم المحدودة وتوكلهم على الله قادرين على مواجهة حرباً شرسة شُنت عليهم ظلما شاركت فيها دول كبرى واستخدمت فيها أساطيل وآليات الحروب المسلحة بأحدث الوسائل التكنولوجية وما رافقها من حصار جوي وبري وبحري وقصف على مدار 24 ساعة استخدم خلاله الأعداء أسلحة محرمة دولياً ومع ذلك يظل الشعب اليمني صامداً وشامخاً وماسكاً بزمام المبادرة ليكون النصر حليفه في النهاية باذن الله كونه صاحب حق يواجه باطل وتعرض لمظلومية لا لشيء وإنما لأن الشعب اليمني أراد أن يبني دولته الحديثة ويحرر قراره السياسي من الوصاية الخارجية ليعيش كغيره من الشعوب حراً كريما معتمداً على نفسه ومستفيداً من خيرات أرضه التي منعوه من استخراجها .
ان هذا الحقد الأعمى على اليمن وشعبه يحجب عن أسرة آل سعود حقيقة ان الشعوب مهما أثقلتها المعاناة وكبدتها سنوات القهر الاستعماري والتدخل في شؤونها واستغلالها فإن ذلك إلى حين ، وان أساليب الفتنة وشراء ضعفاء النفوس وخلق أجواء تعكير الأمن والاستقرار قد ذهب زمنها إلى الأبد وأصبح الشعب اليمني في ظل راية الجمهورية اليمنية ومواجهته للعدوان قوياً متماسكا ولن تزيده المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضده من قبل النظام السعودي ومرتزقته وعملائه إلا أن يكون أكثر صلابة وتحدياً وقد جرب ذلك أعداء ثورته ووحدته وتقدمه في أكثر من موقف تاريخي,
لكن هل يستوعب النظام السعودي وإعلامه الدرس هذه المرة ؟ خاصة بعد أن شاهد بأم عينيه صمود اليمنيين في وجه عدوانهم الغادر والغاشم غير المبرر الذي تقوده السعودية أشهر إمبراطورية للمال ومشاركة أشهر إمبراطورية للسلاح وكذا أشهر إمبراطورية للإعلام ، كما نريد هنا ان نذكر تحالف الشر المعادي لليمن وشعبه العظيم الذي تقوده أمريكا بأن زمن الوئام الذي يهل على العالم اليوم باتجاه إحلال عالم جديد خال من الحروب والتوتر يحتكم إلى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وليس إلى شن الحروب الظالمة على الشعوب الضعيفة بهدف اذلالها وتركيعها ، وما يؤكد ذلك بروز نضال الشعوب على طريق الديمقراطية والتحرر من الأنظمة الديكتاتورية والملكية الأسرية وصولاً الى صياغة حياة جديدة تكفل المشاركة المباشرة للشعوب في الحكم والحياة السياسية على أساس من التعددية الحزبية وتحقيق الحريات وحماية حقوق الإنسان التي يفتقر إليها نظام آل سعود الأسري غير المدرك أنه في ظل هذه المستجدات الجديدة قد ساد الاقتناع المبني على عدم قدرة أي نظام على إنهاء نظام آخر مهما كانت لديه من أسباب القوة والتجبر والعناد ومهما كانت القدرات العسكرية والإمكانيات المادية التي يمتلكها ، ويظل الشعب اليمني وغيره من الشعوب الحرة أكبر مثال على ذلك بما يمتلكونه من قوة الإرادة والمقاومة الشعبية لأي عدوان غاشم يشن عليهم .
وإذا كانت السعودية تراهن على عملائها ممن وضعتهم على رأس الحكم في اليمن بموجب ما عرف بالمبادرة الخليجية فنقول لها إذا كان هؤلاء لم يعترفوا بفضل الشعب اليمني عليهم وهو الذي أوصلهم إلى الحكم وجعل لهم قيمة ولم يشعروا بالذنب تجاهه بعد أن أوقعوه في ورطات لا حد لها ولا نهاية وبعد ان مارسوا ضد ابناء الشعب اليمني العظيم كل صنوف الإرهاب الفكري والاحتيال والنهب الخفي والمعلن وأفسدوا أخلاق الناس وتمادوا إلى أقصى مدى يمكن تصديقه فكيف سيعترفون بفضلها عليهم وإن كان إدراكها بأنهم مجرد دمى وعملاء ومرتزقة قد جاء متأخرا فبدأت بالتخلص منهم على مضض مسببين لها احراجا حتى عندما كانوا يحكمون ، ونذكر هنا أن هؤلاء وفي أقل فترة منذ تسلمهم السلطة التي لم تتجاوز الثلاث السنوات كانوا يؤكدون في خطابهم السياسي والإعلامي قبل قيام ثورة 21 سبتمبرعام 2014 م التي أنقذت الشعب اليمني منهم أنهم جاءوا منقذين للشعب وللقضاء على الفساد الموروث من العقود السابقة ولكنهم أثبتوا أنهم أفسد وأسوء ممن سبقهم مع أنهم كانوا قادرين لو أرادوا ان يؤسسوا خلال الفترة التي حكموا فيها لبناء دولة حديثة وقوية وعادلة بدل المتاجرة بالوظيفة العامة ونهب الثروة ورهن القرار السياسي اليمني للخارج لينتهي الأمر بشن العدوان الظالم على اليمن وشعبها العظيم الذي مضى عليه سبعة أعوام بناء على طلبهم وبحسب رغبتهم والهدف طبعا هو إخماد صوت الشعب اليمني الذي أرتفع ضدهم عاليا وضاق بهم ذرعا بتصرفاتهم الهوجاء فلفظهم إلى غير رجعة .