تطور الصناعات الحربية اليمنية
من الإنصاف أن يعترف الجميع بأن حكومة صنعاء استطاعت منفردة مواجهة حرب كبرى تقودها السعودية مدعومة من دول عظمى كأمريكا وبريطانيا ودول أوروبية
ودعم دولي منقطع النظير تحت يافطة "إعادة الشرعية"، ومع ذلك لم يحقق هذا التحالف رغم الإمكانات العسكرية الحديثة والقوات الضخمة أي انتصار على الأرض، بل على العكس فقوات صنعاء هي التي تسيطر حالياً على كامل الشمال اليمني، بل وتوغلت في الحدود المؤجرة لدولة الجوار. أما مدينة مأرب التي تقف قوات صنعاء على أسوارها، هناك قنوات تجري تحت بساتينها سوف تغير مسار الحرب، والمصالح في المنطقة وتعانق مأرب صنعاء، وشبوة تعانق عدن، وتعود الثروات النفطية والغازية وغيرها لصالح الشعب اليمني في الشمال والجنوب بعيداً عن تسلط ما تسمى حكومة هادي وحزب الإصلاح.
التطور النوعي في الصناعات العسكرية
حكومة الإنقاذ التي تم تشكيلها في صنعاء خلال سنوات الحرب حققت معجزات خارقة تجاوزت كل التوقعات، لقد صنعوا لأنفسهم مجداً خاصاً بهم سوف يدرّس في كليات الحرب العالمية، ولن تجرؤ أي دولة بعد اليوم مجرد التفكير في التعدي على اليمن.
ولقد أخضعوا العالم لمطالبهم العادلة، التي تتمثل في وقف الحرب ورفع الحصار وإعادة الإعمار وعدم التدخل في شؤون اليمن، كل ذلك بعد أن طوروا صناعاتهم العسكرية المرعبة، وأهمها الصواريخ الباليستية طويلة المدى والطائرات المسيرة القادرة على الوصول إلى أي دولة خارج حدود المنطقة وإصابة أهدافها بدقة عالية في أكثر الأماكن تحصيناً وحماية، إذ عجزت أمام تلك الضربات الموجعة أحدث القدرات الدفاعية تطوراً في العالم.
كما ان كل الخطط العسكرية المعروفة في الحروب فشلت في اليمن، وانهزمت فرق الموت الأجنبية المدربة على الحروب في أخطر الأماكن، التي لم تصمد أمام المقاتل اليمني الذي أحرق الأرض من تحت أقدام مرتزقتها وجرعتهم الخوف والرعب، ومن بقي منهم على قيد الحياة ذهبوا إلى المصحات النفسية من هول المواجهات المرعبة التي عاشوها في جبال اليمن، والتي أنستهم كل ما تعلموه في أقوى الأكاديميات العسكرية في العالم.
محارق الجنجويد
ما تسمى قوات "الجنجويد" المعروف عنها بأنها آلة القتل الوحشية المتعطشة للدماء، القادمة من جبال السودان قُتل وأصيب منها أكثر من 15 ألف مقاتل، وهو نصف العدد الذي تم إرساله إلى اليمن لدعم ما تسمى حكومة هادي ضد قوات صنعاء حيث كان يتوقع مقاتلي "الجندويد" أن إرسالهم إلى اليمن ستكون نزهة، ولم يدركوا بأن في اليمن أسود من كوكب آخر، الحرب لعبتهم لا يعرفون الخوف ولا يشعرون بالألم، بسطاء في مظهرهم، عظماء في أفعالهم، أحرقوا الأرض وهدموا الجبال على جثث المعتدين على أرضهم، حتى ارتفعت أصوات من بقي من مقاتلي "الجنجويد" تنادي حكومتهم بإخراجهم من جحيم اليمن، فلم يلب أحداً طلبهم، وكأن من أرسلهم يريد التخلص منهم في جبال اليمن.
فرار بلاك ووتر
قال أحد الجنرالات المؤسسين لمنظمة "بلاك ووتر" عن الجيش اليمني ولجانه الشعبية، التابعين لحكومة صنعاء: "من يستهين بقوة وتكتيك هذا الجيش، لم يعرف الحرب ولا تكتيكاتها العسكرية، وأنه فعلاً سيلقى حتفه في أول معركة يشارك فيها. الحقيقة لقد واجهنا جيشاً يفوقنا في الخبرة والمهارات القتالية العالية، لم نواجه مثله من قبل، خسارتنا كانت كبيرة في العتاد والأرواح، إنهم مقاتلون بطريقة مختلفة، يهاجموننا من الأماكن التي لم نتوقعها، إنهم مقاتلون لا يعرفون الخوف والألم، أمام شجاعتهم نسينا كل ما تعلمناها في فنون الحروب، حينها عرفنا بأننا غير مؤهلين لمواجهتهم، فلو حصل هؤلاء على الغطاء الجوي، أنا على ثقة بأنهم سوف يصنعون المعجزات، ولن يقف أي جيش أمامهم، لقد لقنوننا دروساً قاسية لن ننساها، وستظل في ذاكرتنا ما حيينا، وذلك ما جعلنا نطلب المغادرة من اليمن حفاظا على من تبقى منا".
اليمن مقبرة لكل الغزاة
ملوك اليمن حكموا الأرض من مشرقها إلى مغربها، وفي عصر الإسلام اليمن هي التي أرست قواعد الدولة الإسلامية، وفتح جيوشها العالم، بعد أن أسقطوا أعظم الإمبراطوريات في التاريخ. أبناء اليمن من الفرسان والعلماء والتجار هُم الذين أوصلوا الإسلام إلى إسبانيا وماليزيا والصين وتركيا وروسيا وإندونيسيا وأوروبا وبقية أصقاع العالم.
ولقد عجزت كل الإمبراطوريات القوية عبر التاريخ من احتلال اليمن وإخضاعه والسيطرة عليه وفرض ثقافة الغير على شعبه الذي ظل معتزاً بتاريخه وقيمه وحضارته ودافع عنها بقوة وبأس، أفنوا جيوشاً بكاملها عندما فكرت يوما في غزو اليمن، ومنها الجيوش العثمانية.