بعد أن تضاعفت انكساراتها المتعددة:الرياض على اعتاب الانهيار
من مارب إلى البيضاء.. الى مكيراس الى بيحان اكتساح متواصل وازاحة لقوى الارتهان.. مجاميع الارتباط الصهيوني عبر الوكلاء في الرياض وأبوظبي والمنامة..
الجيش واللجان الشعبية وضعوا معادلة حقيقية في المفهوم العسكري.. وفي المفهوم الجيوستراتيجي فتحت ضرباتهم المزلزلة والمرعبة تتهاوى حسابات عبدة الصهاينة وتتلاشى حسابات البيت الصهيوني في تل أبيب.. وبالمجمل ان كل تبة تسقط في أيدي رجال الجيش واللجان وكل جبل يسيطر عليه.. وكل منطقة تندحر منها مليشيات ما تسمى الشرعية هو إنجاز شعبي عظيم تدق فيه مسمارا جديدا في نعش تحالف الشر والطغيان وأدوات العدوان.
ولقد أصيبت القيادة المتآمرة العدوانية والدائرة في فلك المعتدين الصهاينة بخيبة كبيرة، لأنها توصلت الى مؤكدات تقول ان امام هذه القوى الطغيانية والارتهانية محددات زمنية لتوالي الانهيارات المتتالية التي حتماً ستفضي الى الانهيار الكبير الذي بدأت ملامحه تتضح بعد ان اقترب الابطال المجاهدون من اسوار مدينة مارب وبعد ان حققوا ذلك الاكتساح الواسع لمحافظة البيضاء وعدد من مديريات محافظة شبوة.. وازاحة مليشيات الانتقالي باتجاه الداخل اليافعي والداخل الصبيحي.
في الوقت الذي بدأت جبهة الساحل الغربي تعيش انهيارا واضحا في القدرات وفي المعنويات وفي موجة الارتباطات والاضطرابات العسكرية التي طغت على سطح الاحداث وبدأ العد التنازلي للتهاوي المنتظر بجبهات العدوان والمرتزقة، ففي لودر ظلت وحدات المليشيا تنتظر الهروب والاندحار ربما عبر البحر أو ربما قد تذهب الى حضرموت والمهرة بحراً.. وكل هروب لتلك المليشيات يعني ان بساط الصهيونية الملعونة تتعرض للانكماش والانحسار وكل انكسار وانكماش يؤكد ان الموارد السعودية والاماراتية تستنزف وتذهب هدراً وهباء منثوراً.
وفي غالب الاعتقاد سوف تضيف الرياض وأبوظبي من هذا المأزق اليمني على متغيرات عاصفة ومدمرة لنظامهما ويكفي للتدليل على ذلك ان موجة معارضة قوية بدأت تنشأ وتستقوي ضد النظامين في الرياض وأبوظبي، مما ينذر بتوسع هذه المعارضة فلم يعد العمل المخابراتي في الرياض وأبوظبي بإمكانه ان يحجب تلك المظاهر المرعبة لآل سعود ولآل نهيان الذي تحول الداخل السعودي الى كابوس يؤرقهم رغم سياسات الحديد والنار والاختطاف والاغتيال والاخفاء القسري والسجون التي تغيب فيها شخصيات وعلماء وأكاديميين وغيرهم وبرز في خارج النظامين في بلدان المنافي الاوروبية ناشطون معارضون اصبحوا يلهبون ظهور حكام الرياض وأبوظبي بكتابات وبهاشتاجات وبتعليقات لاذعة ومزعجة ومؤلمة لأولئك الحكام وخاصة بعد ان تمرغت انوفهم في التراب جراء انكساراتهم العديدة للنظامين في اليمن.. اليوم.. في هذه المرحلة الخطيرة نؤكد لقيادات النظامين في الرياض وأبوظبي ان «التهشيم» المتصاعد لهيبة الحكم ستمر على ايدي اليمنيين وتأكد لهم استحالة تحقيق انجاز عسكري او انتصار ما في إطار هذه المواجهة التاريخية وخاصة بعد أن تعرض العمق السعودي للصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اليمنية، وتعرض المنشآت الاقتصادية والنفطية والمطارات الاستراتيجية الى هزات عنيفة والى ضربات قوية جعلت رموز وقيادات تلك الانظمة تستجدي الدول الكبرى ايقاف الضربات اليمنية.. بل إن الطاغية المريض «بن سلمان» طلع على العلن ومن قناة «العربية» يعرض الصلح والتسوية مع صنعاء وقد أذلته صنعاء ورفضت ذلك الاستجداء.. لأنها رأت في ذلك الاسلوب احتيالاً مكشوفاً على استحقاقات فترة ما بعد العدوان وقرأت في ذلك الاسترخاص طلباً للهدنة ثم ما يلبث ان ينغض على اليمن مرة أخرى، أو يصنع فتنة أو يدق اسفيناً بين اليمنيين.
ولذلك رفض ذلك الاحتيال وتم اقفال قنوات الاستجداء المخاتل من قيادة الرياض التي تعيش أزمات متلاحقة..
وفي قادم الأيام المنتظر أن تتحول الازمات الداخلية للنظام السعودي الى فوضى مدمرة ستكون في انتظار ذلك البلد المتخم بالنفط والغاز والمؤامرات وبالتوجس والاضطراب من أعلى قمة الهرم حتى أسفل قاعدته الشعبية.