سبتمبر ثورة نابعة من إرادة الشعب
كلنا يعلم المخاض الهائل الذي عاشته بلادنا مثلها مثل سائر البلدان التي إصابتها حمى الربيع العربي.. فالشعوب العربية عامة عانت صنوف الظلم والقهر على يد جلاديها ممن يطلق عليهم حكاما ولعقود طويلة من الزمان.
ظلت الشعوب العربية تبحث عن قائد قوي يقودها ويأخذ بيدها لينقذها من بطش وتسلط الحكام القابضين على شعوبهم بالحديد والنار وفي ذات الوقت يتمرغون في وحل الارتزاق والعمالة حتى النخاع للدول الغربية كأمريكا وبريطانيا وغيرهم من دول الغرب التي كانت تدوس الشعوب العربية ببيادات حكامها.
وما أن لاحت رياح ما سمي بالربيع العربي الذي كان ظاهره انتفاضة الشعوب المسحوقة ضد حكامها الجبابرة وباطنها صقيع انهيار هذه الشعوب وسقوطها النهائي في طاحونة التشريد والضياع و فقدان الهوية تمهيداً لما يسمى خارطة الشرق الأوسط الجديد.
كان الشباب هم وقود ثورات الربيع العربي و قرابين تسحق أمام آلة الحكام الذين فقدوا توازنهم وسارعوا بإرسال الدبابة والمدفعية للتعامل مع شباب عزل أشعل حماس الخلاص من الظلم وإنقاذ البلدان من جبروت الساسة والحلم بوطن ينعم بالحرية والسلام و تعمير الأوطان وسقط الحكام واحداً تلو الأخر وتصارعت الأحزاب لنيل القسم الأكبر من المحاصصة وعمت الفوضى أوطان الربيع العربي الذي بانت معالمه وانكشفت أقنعته وبعد فوات الأوان انكشف قناع الربيع العبري والمخطط الماسوني الخطير الذي أراد تقسيم شعوب الوطن العربي وتمزيقها من الداخل ليأتي النظام الماسوني ليقتسم خارطة الشرق الأوسط الجديد.
ميلاد النهضة القرآنية
عاشت اليمن مثل كل الدول التي عصف بها الربيع العبري وعمت الفوضى في كل أرجاء اليمن الاغتيالات والتصفيات السياسية والركود الاقتصادي و الصراعات السياسية واخطر ملامح الفوضى تمزيق الوحدة وتدمير النسيج الاجتماعي من الداخل وتدخل الأمم المتحدة وإخضاع اليمن للبند السابع اخطر البنود المتعامل بها في هيئة الأمم المتحدة إذ يدخل أية دولة يطبق عليها البند السابع تحت الوصاية المطلقة.
ومع تطبيق قرار الوصاية المطلقة بات اليمن مسلوب القرار والإرادة وانجرفت اليمن نحو حافة الانهيار على كل المستويات السياسية والاقتصادية بل وجغرافياً إذ أصبح اليمن الواحد مهدد بالتمزق و شتات الشمل اليمني الواحد.
انبلج فجر 21 من سبتمبر وخرجت أفواج الشعب الباحث عن بصيص ضوء ينجيه من بحر الظلمات اللجي الذي صار واقع حياة يلامس مآسيه الدموية كل لحظة وثانية، خرجت أفواج الشعب مؤيدة ومناصرة لهذه الثورة الوليدة والتي انطلقت مكملة لبنود ثورتي سبتمبر وأكتوبر ورفضا للوصاية والعبودية والتبعية وقدمت أنموذجا مختلفاً للتصحيح والتغيير عما كان سائداً منذ قيام ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين وما يزال البعض ممن في قلوبهم مرض وتحمل أنفسهم حقدا دفينا ضد من يختلفون معهم فكرا ومذهبا وينظرون إلى ثورة 21 سبتمبر الشعبية 2014م على أنها انقلاب وإلغاء للآخر متجاهلين حقيقة هذه الثورة التي جاءت أساساً مصححة لمسار الثورة الأم (سبتمبر وأكتوبر) والعمل على تحقيق أهدافها الوطنية التي تم إعلانها قبل أكثر من خمسين عاما ونيف ، ولم يكتب لها الترجمة الفعلية على ارض الواقع ومع انطلاقة الثورة المباركة والتي التف خلفها كل الشعب اليمني الذي عانى كثيرا من تسلط النافذين وعسكر الزعيم وسلطان القبيلة و امتلاك أسرة واحدة لثروات و خيرات شعب بأكمله .
عاصفة الغزو الصهيو-أمريكية
ارتكزت ثورة 21 من سبتمبر على الحفاظ على وحدة اليمن والحفاظ على ثرواته واستقلاله و استمدت من الشعب بقاءها ونموها للنهوض به اقتصادياً و تنموياً ، وهذا تعارض مع مخططات دول العدوان وعلى رأسها قرن الشيطان مملكة الشر السعو-صهيونية التي كانت تعتبر الدولة اليمنية هي حديقتها الخلفية وخاضعة لسيطرتها ووصايتها ، وتنفيذاً للمخطط الاستعماري الكبير الذي ترعاه أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط، استهدفت السعودية اليمن في 26 مارس 2015 بطيرانها وبوارجها وشاركتها في ذلك دولة الإمارات الطامعة في السيطرة على الموانئ اليمنية وضم جزيرة سقطرى إلى نفوذها و عديد من الدول شاركت طمعاً في تقاسم الأرض اليمنية البكر والغنية بالثروات والمعادن ، فسعت وبقوة لإجهاض ثورة 21 سبتمبر وأعلنت استهدافها للشعب اليمني ونفذت أبشع هجوم بربري غاشم استهدف الأرض والإنسان والحضارة.
من الدفاع إلى الهجوم
استطاع شعب الثورة السبتمبرية الحرة أن يتجاوز مرحلة الدفاع الذي تقوده اللجان الشعبية والجيش الوطني في الجبهات بأسلحة الكلاشنكوف وتنظيم الوقفات الاحتجاجية وإصدار بيانات التنديد والشجب والإدانة وتحت ظلال القيادة القرآنية للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة والرئيس الشهيد صالح الصماد الذي أطلق شعار « يد تحمي ويد تبني» فانطلقت جموع اللجان الشعبية ورجال الجيش الوطني في كل الجبهات للحماية وسعت أيدي الفنيين والعقول العسكرية للتصنيع والتطوير ومن إمكانيات بسيطة و شحيحة صنعت الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة الهجومية التي أرعبت دول الهيمنة والاستكبار العالمي وصارت أسلحة شعب ثورة 21 سبتمبر حلقات رعب تهدد الكيانات الاستعمارية التي سعت لغزو بلادنا والاستيلاء على أرضنا وثرواتنا وتمزيق نسيجنا الاجتماعي.