21 سبتمبر .. امتداد تاريخي لمواجهة الطغيان ومناصرة الدين
تفردت ثورة 21 سبتمبر عن كل الثورات في الوطن العربي بمشروعها القائم على مواجهة الطغاة والفاسدين نصرة للدين وللمستضعفين
وهو المشروع الذي لم يكن سوى امتدادا لمشاريع أهل البيت في تاريخ الأمة , وعندما كانت هذه الثورة مرتكزة على صدق التوجه واخلاص العمل وسمو الهدف انتصرت هذه الثورة بسرعة دون أن يحصل فيها ما يحصل في كثير من الحركات الثورية في الوطن العربي من سفك للدماء واهدار للحقوق والظلم والتعسفات والتصفيات بل كانت عبارة عن ثورة نظيفة بيضاء لم يسبق لها مثيل وأرغمت الطواغيت الذين كانوا قد غرسوا جذورهم في اعماق الأرض اليمنية حتى ضنوا أنهم مخلدون ارغمتهم على مغادرة المشهد اليمني الجديد الساطع الذي أزال الأقنعة عن العملاء وفضحت مشاريع الارتهان والوصايا.
وما كانت الحرب الا ردة فعل هيستيرية لم يكن العدو يتوقع أن هذه الثورة ستسقط مشاريعه في اليمن بهذه الصورة لأنه لم يحسب حساب اعتمادنا على الله وتوكلنا عليه وان هذه الثورة هي مشروع قرآني رباني وتسير وفق توجيهاته ومنهجه سبحانه وتعالى وأنها ليست الا امتداد لثورات أهل البيت عليهم السلام التي كتبت الجهاد بأحرف من نور وانتصارا لدمائهم التي سفكت في سبيل اصلاح أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونصرة دينه.
لم تأتي ثور الواحد والعشرين من سبتمبر وليدة اللحظة او رد فعل لفشل ثورة يناير او ما سميت بثورة الشباب كما يتوهم البعض بل ان هذه الثورة لها جذورها التاريخية العميقة فبالنظر الى من قاموا بهذه الثورة المباركة والتي كان أنصار الله على طليعتها بحكم انهم جزء لا يتجزأ من الشعب اليمني بل انهم الشعب اليمني مقارنة بمن هم ضده وكذلك بالنظر الى قيادة انصار الله ومشروعهم التحرري الذي كان مهندسه السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان اله عليه.
وبالنظر الى قائد هذه الثورة النظيفة البيضاء السيد عبد الملك بدر الدين يحفظه الله الذي واصل مشروع الشهيد القائد الذي عنوانه مواجهة الطغاة ونصرة الدين والمستضعفين ورفض الوصايا والهيمنة وتصويب سهم المواجهة ضد العدو الحقيقي الذي اخبرنا به القرآن الكريم وبهذا نستشف الامتداد التاريخي الذي نود ان نشير اليه وبالتالي فان هذا المشروع بهذه الموجهات الواضحة والسامية التي تعبر عن هويتنا الايمانية اليمنية يكون امتدادا لتاريخ المواجهة والنصرة منذ صدر الاسلام الى يومنا هذا ولو لم يكن في ذلك التاريخ الممتد لألف وأربعمائة سنة الا عهد الامويين الذي بداء بقتل الامام علي عليه السلام ثم الامام الحسين عليه السلام ولم ينتهي بقتل الامام زيد فقط بل ان أهل البيت قدموا خيارهم لمواجهة الطغيان ونصرة الدين والمستضعفين ولكن العهد الاموي مثل الطغيان كله ومثل أهل البيت الحق كله والجهاد كله.
ان هذه الثورة تميزت بقيادتها الربانية ومشروعها القرآني وشعبها الايماني الموصوف على لسان خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم والتركيز على مظلومية القدس الشريف المحتل وتوجيه البوصلة نحوه ,وميزها ايضا وجود محور ثوري مقاوم موحد الاهداف ومتقارب في التوجهات يقوده أهل البيت عليهم السلام , مما جعل هذه الثورة امتداد لتاريخ نضال أهل البيت وستمتد هذه الثورة المباركة مستقبلا الى أبعد مدى ممكن بمشيئة الله تعالى.