الدور البريطاني المشبوه والباحث عن نفوذ قديم
الصهاينة ام الامريكان ام الصهاينة البريطانيون لمن الغلبة؟ ولمن حسابات هذه العقود القادمة هذه اسئلة سهلة وصعيبة ومعقدة
هذه اسئلة المرحلة تجعلنا نتساءل ما الذي سوف تفضي نتائج الشد والجذب والمؤامرات والدسائس البريطانية الجديدة التي بدأت تلقى تباعا في الساحة الدولية وفي عديد من الساحات الاقليمية ومنها منطقتنا العربية.
وقد بدأت تلوح اصابع التدخلات البريطانية في اليمن المنطقة الاثيرة للسياسة البريطانية القديمة والحديدة بدءا من فرضها مبعوث اممي جريفيث على الملف اليمني الذي حظي بدعم بريطاني كبير وكلفت وزارة الخارجية البريطانية قدراتها لدعم جريفيث طوال الفترة الزمنية التي قضاها يعبث بهذا الملف خدمة لاجندة بريطانية في الاساس ولعب دور مخفف صدمات كما هي السياسة البريطانية الي تمتلك ملفات قديمة حديثة لمجمل الازمات والقضايا الشائكة في المنطقة العربية والشرق الاوسط.
واليوم وفي هذه المرحلة الخطيرة والمفتوحة على احتمالات شتى بدأت بريطانيا تفرض وجودها السياسي ولم تتردد ايضا في فرض وجودها العسكري سواء من خلال اتفاقيات دفاعية مع منظومة الدول والانظمة في الجزيرة والخليج ولديها قواعد عديدة في مناطق مفصلية ناهيك عن قدرتها عبر البوارج وعبر الفرقاطات البريطانية سواء في اطار الاتحاد الاوروبي عندما كانت منضوية في اطار الاتحاد الاوروبي وفي اطار الناتو وهي في ذات الوقت تتحرك منفردة كواقع عسكري تؤكد فيها تواجدها حتى عندما تصاعدت ازمة مضيق هرمز وتنامت الصراعات بين «طهران وتل ابيب» كانت الذراع البريطانية تصعد وترفع من مؤشر التدخل في ما سمي حينها قوة اوروبية لحماية الممرات المائية ومنها مضيق هرمز ويلاحظ ان البريطانيين في كل ازمة تشهدها المنطقة يكونون حاضرين بل ومؤثرين وعندما تجد لندن ان اوراق الصراعات الاقليمية نتائجها لا تتوافق مع متطلبات الخارجية البريطانية تسارع الى خلط تلك الاوراق والى فرض حالات من السيولة السياسية والعسكرية والامنية حتى تصل الامور حد الانفلات ويبقى انتظار النصيحة البريطانية التي لا تقصر عن الدفع باتجاه المتطلبات البريطانية ببعدها المرحلي الاني والاستراتيجي ولا تفيق منطقة اي ازمة الا على ترتيبات بريطانية تدخل في صميمية ومفاصل العديد من القرارات الدولية سواء في الامم المتحدة او مجلس الامن.
فهل نقول الآن نحن امام مرحلة بريطانية وامام استعمار بريطاني محسن دخل المنطقة عبر وكلاء ابرزهم محمد بن زايد والامارات وعبر عناصر مخابراتية بريطانية (محلية) من المخضرمين الذين يتغلغلون في مفاصل الحكم في اليمن.. وهم يمتلكون وفاء عجيباً للتاج البريطاني حتى وان لم يظهروا ذلك علناً، ولكن في سياساتهم وفي تصرفاتهم وفي تحركاتهم يدينون بالوفاء المطلق للتاج البريطاني.. ويكفي الإشارة لمجموعة الشبكة الجاسوسية التي انكشفت مؤخراً.. لنعرف مدى التغلغل البريطاني في الكثير من المؤسسات وفي إطار القطاع الخاص وفي إطار خفايا أخرى تحتفظ بريطانيا برموزها وتواجدها في المفصلية اليمنية وعندما نأتي لنقرأ تطورات الموقف في المهرة فإننا نلمس اندفاعاً بريطانياً نحو اليمن.. وحرصاً على الاستفراد بجنوب اليمن تحت مسمى (الجنوب العربي) وهي التسمية البريطانية التي حرصت القيادات المخابراتية البريطانية ان تفرضها على جنوب اليمن في مطلع الاربعينيات في القرن العشرين المنصرم.. وهاهي اليوم بعد أكثر من نصف قرن تعود أدواتها الى تجذير هذا المفهوم وهذا النمط السياسي.. بحيث يمكنها من الاستحواذ على حضرموت وشبوة وعدن والمهرة ولا مانع من ضم لحج وأبين.
وفي غالب الأحوال هناك ترتيبات لتعز المحافظة والمخا الميناء والاطلالة على باب المندب لا يدرك كثيرون ما هي الترتيبات البريطانية لهذه المعطيات.. لكن تبقى (صنعاء) الدولة.. وصنعاء التاريخ وصنعاء المواجهة تقف بالمرصاد لهذه الحسابات.. والأجهزة المعنية ترصد كل التفاصيل ولن تجد مفراً من المواجهة القوية مع البريطانيين وأدواتهم في قادم الايام والشهور.
ويكفي أن نشير هنا الى ان جبهة الضالع وهناك ثغرة في اتجاه يافع وجبهات تعز باتجاه الجنوب.. إضافة الى تواجد الجيش واللجان الشعبية في اتجاه الصبيحة واتجاهات الساحل الغربي كدلالة على مقدرة صنعاء ان تكون اللعبة القوية في مواجهة بريطانيا.