قسمة عادلة في نظري
من كان يتصور؟ ويتصور ماذا؟!
أن تنقلب الرجعية من عميل للاستعمار إلى التماهي والتوحد مع الاستعمار، ومعايشته على أرضها "أي أرض الرجعية"، هذا تحول لم تعرفه تاريخ الشعوب والحركات من قبل!..
وأن يتحول موقف خادم الحرمين المفترض، فيدعو الأمريكان إلى الأرض المقدسة التي حرمها الله على الكافرين، وعلة التحريم أنهم نجس، فيصبح هؤلاء النجس يرمون بزجاجات الخمر الفارغة إلى جوار بيت الله الحرام، وإلى جوار مسجد وقبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم!!..
هل قامت القيامة؟!.. أم تبدلت الأرض غير الأرض؟!.. أم ماذا؟!.. سؤال يلح علينا كإلحاح صاحب الحاجة إلى حاجته، فأين العروبة؟ وأين العرب أصحاب الإباء والنخوة والعزة والكرامة وأصحاب الدفاع عن العار والحمى؟ أين عمر بن كلثوم؟ أم أين عمر بن هند؟ ليت شعري، هل هي بداية النهاية للملوك الذين قال الله تعالى فيهم: (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون)؟ أم إن ما وقع يصادف قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "الجنة تحت ظلال السيوف" فهل من مجيب؟!..
لقد وجب الجهاد، وأصبح فرض عين على كل مسلم في شرق الأرض كان، أو في غربها، وجب عليه أن يحمل سلاحه، ليخرج الأمريكان من جوار بيت الله الحرام، ومن جوار مسجد رسوله، أن يخرجهم أذلة صاغرين، قال تعالى: (إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين) وقال تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المسلمين سبيلا) وقد قرأتم، أو سمعتم إخواننا الأعزاء فتوى علماء الدين في بلادنا بهذا الصدد؟!..
بيت الله الحرام يستصرخ ضمائركم، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشتكي إلى الله لعدم حمايتكم له، والأرض المقدسة، أصبحت أرضًا يدنسها الأمريكان، فهبوا لتطهيرها..
أم كان من العجب أن يصبح الأمريكان يحتلون السعودية والإمارات، وتحتل بريطانيا البحرين، بينما يحتل الفرنسيون قطر والإمارات، أجيبوا ففي التحدي تتجلى شجاعة الشجعان، وفي الصراحة الصدف، تجد الحقيقة احترامًا لها؟!.