ويلٌ للطغاة من يوم تشخص فيه الأبصار..!!
الرائي في تاريخ الأمم السابقة الذين ملأوا الدنيا حضارةً ورقياً وفنوناً وعمراناً، كيف كانوا، وكيف أصبحوا..؟! فالكيس من وعٌظ بغيره، واتعظ من تجارب الآخرين.
يقول عز وجل: (أفلم يسيروا في الأرض فلينظروا كيف كان عاقبةٌ الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها)- محمد (10).. فالظلم ظلمات في الدنيا والآخرة.. وعندما ترتكب المعاصي والذنوب، وتٌسفك الدماء البريئة، وتهتك الأعراض، وتؤكل أموال الناس بالباطل، فلنحذر عذاب السماء، مصداقاً لقوله جل جلاله: (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد)- هود (102)..
وعلينا أن نحذر الظلم في جميع أنواعه وأشكاله، واعلموا ان الله وعد المظلوم بالنصر عاجلاً أم اجلاً، وكم قصم الله أمما ودولاً وأعماراً وأنصاراً، ودمر دياراً وقصوراً.. قال جل شأنه: (وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قوماً آخرين)- الأنبياء (11)..
فالآيات القرآنية في مسائل وقضايا الظلم وأكل أموال الناس بالباطل لا تُحصى، ولا تٌعد، يأمرنا رب العزة فيها بالاعتبار، واخذ الدروس والعبر منها..فاحذروا الدنيا وزخارفها وزينتها، كلها زائلة، وزائفة، وبادروا بالمتاب والاعمال الصالحة قبل دنو الآجال،وإياكم والتسويف والتحريف، فإن الأعمار محدودة، وكل يوم يمر لن يعود، بل محسوب لك أو عليك، وما يلبس من جديد سيبلى..
فالمتأمل اليوم ما يحدث في شعوب العالم من مفاسد وفجور يشيب لها الولدان، أنظمة فاسدة طاغية، وشعوب مغلوبة على أمرها، ولكن بقدر المعاصي والمفاسد يكون الجزاء والعقاب.. حيث يسلط الله الظلمة بالظالمين. والفسدة بالمفسدين، بعضهم على بعض.. نسوا الله فنسيهم..
إن الذين يستبدلون نعمة الله كفراً وعصياناً لهم عذاب أليم، وما نٌدرة البركات، وقلة الخيرات، إلا بسوء أعمال الظالمين المفسدين الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد..فآل سعود وآل زايد بغوا وطغوا في الأرض، وازدادوا عتواً وفساداً أساءوا لعروبتهم، وعقيدتهم، وتاريخهم- إن كان لهم تاريخ- طبعوا مع اليهود، وتعاونوا مع العملاء والمنافقين.. فشاع الفساد والظلم في ارجاء الأرض بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم الله بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ويتوبون.. ولكن حقت عليهم كلمة العذاب كما جاء في قوله عز وجل (وكذلك نٌولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)- الأنعام (122)، وجاء في الأثير: "أعمالكم عمالكم، كما تكونوا يولى عليكم"، نحن نعيش في زمن اغبر، تجاهر فيه الناس بالفواحش والفجور والمعاصي فخراً وتباهياً، واستعلاءً، وصدق المولى عز وجل: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض)- الأنعام (65)..
فلنعلم أن عاقبة الظلم وخيمة، ونتائجه كارثية في الدنيا والآخرة، وكلنا يعلم أن الانسان مهما عاش آلاف السنين وبلغ من العمر عتياً لابد أن يرحل، ويحيا حياة أخرى فيها يخذل ويندم الظالمون، وينتصر عليهم المظلمون..
وصدق المولى القدير: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تٌظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبةٍ من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين) الأنبياء- (47)..
لذا فلنحذر عواقب الظلم, وأكل أموال الناس بالباطل وسفك دماء الأبرياء والتعالي والاستعلاء على البشر فإن عواقبها خطيرة ومهلكة في الدنيا والآخرة وصدق العلي القدير القائل (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب) الأنفال- (25)..
لو تأمل الطغاة الظالمون المجرمون المستبدون عاقبة ظلمهم واستبدادهم وجبروتهم وفكروا في مصير الطغاة السابقين لكفوا عن طغيانهم وظلمهم وفسادهم, وكفى الظالمين الطغاة البغاة ذلة ومهانة وعاراً وخسةً أن الله يبغضهم والملائكة تلعنهم والرسول يتبرأ منهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
كلمات مضيئة :
جاء في الحديث النبوي الشريف قال رجل يا رسول الله من أزهد الناس..؟ قال "من لم ينس القبر والبلى وترك أفضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى, ولم يعد عداً في أيامه, وعد نفسه من الموتى"..
وسئل أحد الصالحين: ما لنا نكره الموت..؟
قال: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة, فإنكم تكرهون أن تُنقلوا من العمران الى الخراب..
ولكن سوف تعلمون غداً إذا وضع الله عز وجل الكرسي وجمع الأولين والآخرين فنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون, حينها تعلم يوم القصاص الحق.. فالظلم أياً كان عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة كيف دمر قصوراً واهلك شعوباً وأمماً ودولاً فصاروا أثر بعد عين.. ولنا في قصص الأمم السابقة عظاتٌ ودروسٌ وعبر..!!