النظام السعودي الانهيار المتوقع!!! (2 – 3)
ظلت الرياض طوال السنوات الست المنصرمة من المواجهات ومن إدارة الصراع المتعدد.. بدءاً من الصراع العسكري الميداني.. ومروراً بالصراع العسكري ببعده التكتيكي والاستراتيجي..
وأيضاً الصراع الاقتصادي بما تتضمنه من أساليب إدارة الحرب الناعمة والحرب النفسية الموجهة وسلسلة الأكاذيب المصطنعة..
ورغم كل الحشد والتجييش والإسناد التي حرصت الرياض على الانفراد بتفاصيله وعلى أن تمسك زمام المبادرة وعلى انجاز استباق عسكري واقتصادي في المواجهة التي امتدت إلى أكثر من خمسة وأربعين جبهة قتالية ناهيك عن نشاط أمني تخريبي لم يتوقف لحظة, ولكن كل ذك النشاط التدميري التخريبي العدواني ارتكس أمام صلابة المؤسسة الأمنية ولم تجد الرياض من فرصة لرد أنفاسها المتلاحقة بعد أن تقاطرت إلى عمقها الصواريخ العابرة والباليستية والطيران المسير اليمني بأنواعه المختلفة الذي لم يعف حتى قصر اليمامة من زيارته المحتومة, ولم يتوقف أمام بوابة المرتكز الاقتصادي النفطي "ارامكو".. وحرصت الباليستيات والمسيرات اليمنية من الوصول إلى حقل الشيبة على شاطئ الخليج العربي.. والى ينبع..
مما يؤكد أن هذه الرسالة اليمنية واضحة بأن لا مكان ولا موقع ولا منشأة حساسة سعودية بعيدة عن متناول الصواريخ اليمنية بعيدة المدى ومتوسطة المدى..
وبالطبع استوعبت القيادة السعودية العدوانية والمرتهنة إلى الصهاينة, أن الوقت قد فات في إيجاد نظام دفاعي محكم ضد الهجمات اليمانية المزلزلة التي هزت بقوة قناعة النظام السعودي والقيادات السعودية سواء السياسية أو العسكرية التي أدركت أنها وقعت في حبائل الشباك اليمانية التي لم تستطع منها فكاكاً رغم خضوع المتصهين بن سلمان وإعلانه عبر إحدى الفضائيات انه مستعد لقبول شروط صنعاء لإيقاف عدوانه..
ولكنه تعمد أن يتناسى الالتزامات الواجبة من حيث سحب قواته وقوات أبوظبي من كل اليمن وجزرها وشواطئها.. والإعلان عن اعتراف بالعدوان وما سوف يتبع هذا الاعتراف من الالتزام بالتعويض اللازم وقبل هذا وذاك الاتفاق على إجراء حوار جديد ومفاوضات بشأن الحدود التي جرى الالتفاف عليها في ما أسميت بمعاهدة جدة.. وفيها ظلم بين وفادح باليمن وبحقوقها التاريخية.. كما يتوجب أن تفي قيادة الرياض بالالتزام بمخرجات معاهدة الطائف من اهتمام بالمغترب اليمني وعدم مضايقته وحفظ كل حقوقه..
والمطلوب أيضاً أن تسارع الرياض وأبوظبي إلى فكفكة التعقيدات التي تم اصطناعها من إنشاء مليشيات مسلحة أصبحت بمثابة ألغام موقوتة يستحيل معها إيجاد أي حل أو القبول بأية تسويات حتى لو سارعتا إلى إيقاف ضخ الأموال إلى تلك المليشيات فإن تلك المجاميع المليشاوية سوف تتحول إلى مصدر قلق ومصدر أضرار بالنسيج الاجتماعي شمالاً وجنوباً وسوف يتحول أولئك المسلحون المليشياويون إلى مجاميع عصابية وإجرامية لتغطي حاجتها المادية.. ولن يكون ممكنا السيطرة عليها بمعنى أن السعودية والإمارات مطالبتان بمواقف أكثر شمولية وبنوايا صادقة للجلوس للتفاوض وانتشال اليمن من مجمل التحديات التي كانت نتاجاً لعدوانهم الغاشم ومن سياساتهم التخريبية..
إذ لا ينبغي الوقوف عند هوامش المواقف والمسؤوليات والتنصل من المسؤولية الحقيقية عما أحدثوه من عدوان ومن تخريب ومن تدمير متعمد ووصل أضرارهم الفادحة إلى اجتزاء مناطق من اليمن وفرض الاحتلال المباشر السيطرة الاستعمارية المكشوفة في إجراءات أحادية استعمارية غرضها الاجتزاء المستقبلي لهذه المناطق من خلال إخضاعها لاستفتاء شعبي ويظنون أن الأموال القذرة سوف تعمل عملها في استمالة الشرائح المستهدفة للوقوف معهم بعد أن دمرت قوام الدولة ومؤسساتها وتم الإفقار المتعمد للمناطق والشرائح الاجتماعية الاقتصادية في اليمن وتحديداً في جنوب اليمن.. والتعمد المكشوف على انسلاخ جنوب اليمن من هويته الاجتماعية واعتبارهم سكان الجنوب العربي ومقت كل ما هو يمني.. ولكن كل ذلك سوف يذهب هباء وإرث المستعمر البريطاني خير شاهد على الفشل الذريع وفي هذا المجال..
يتبع العدد القادم